الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قعد البرلمان .. قام البرلمان !!

حسين التميمي

2006 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


صباح الاثنين الماضي عقد البرلمان جلسته .. المشهداني اعتذر عن التواصل لانشغالات وارتباطات تخصه ، ولغياب نائبيه بسبب سفرهما الى الخارج تم ترشيح نائبة الائتلاف زكية اسماعيل لترأس هذه الجلسة ،
وتضمن جدول أعمال المجلس قراءة اولية لمشروع قانون تعديل أصول المحاكمات الجزائية ,وقراءة ثانية لمشروع قانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ,وقراءة ثالثة لمشروع قانون اصلاح النزلاء والمودعين رقم 104 لسنة 1981 .
فضلا عن مناقشة الوضع الامني المتردي فى البلاد والقاء بيانات حول هذا الموضوع ، وقد تخلل الجلسة اعلان انسحاب الكتلة الصدرية ثم حزب الفضيلة احتجاجا على احداث المحمودية التي راح ضحيتها الكثير من الشهداء ، ثم رفعت الجلسة الى يوم الثلاثاء المقبل .
أي ان المجلس وبعد الجهد الكبير الذي بذله في هذه الجلسة، شعر بأنه بحاجة الى اجازة او استراحة تمتد لثمانية أيام ، ولا يعلم الا الله ماذا سيحدث خلال هذه الأيام الثمانية في الشارع العراقي بينما المجلس مسترخ يستمتع باجازته وباغفاءته الجميلة التي لن تقلقها العبوات والمفخخات ، مادامت المنطقة الخضراء آمنة مستقرة هادئة ، ومادام - حتى اولئك الذين يغادروها – ينتقلون الى اماكن أكثر امنا واستقرارا واغلبها يقع فيما وراء الحدود ،
وليعذرني القارئ لأنني صغت الكثير من الجمل اعلاه بطريقة اعتمدت الصياغة الخبرية استنادا الى خبرين احدهما يتحدث عن بدء جلسة النواب والآخر يتحدث عن رفع الجلسة ، ولعل كلمات مثل (عقد) تقابلها (قعد) (ورفع) تقابلها (قام) .. مفردات كهذه تثير في نفس المواطن مشاعر شتى لعل الحيرة أولها لكن الخيبة ليست آخرها ، ومن حيرة الى قلق الى وجع الى ... الى خيبة تختتم مطاف مشاعر الانسان العراقي الذي غلقت أبواب الخوف بينه وبين رغيف الخبز ، وهو يرى اطفاله يتضورون جوعا ولا يستطيع ان يطل براسه خشية خارج باب الدار خشية ان تقتطفه اطلاقة مدفوعة الثمن (يحدث هذا في العاصمة التي اصيب نوابها بالنزق فهذا يعتذر عن الحضور وذاك يعتذر عن المواصلة او المشاركة ، بينما اوصال البلاد تتقطع شمالا وشرقا ، جنوبا وغربا .
المفارقة أن زميل لي يعمل في الصحافة ، وطلب منه ان يبذل جهدا مضاعفا لأن صحيفته قد تحولت من اسبوعية الى نصف اسبوعية .. هذا الجهد استوجب منه ان يتواجد في مقر الصحيفة كل يوم من ايام ايام الاسبوع وحين التقيته بعد مرور اسبوعين أو اكثر والاعياء باديا عليه ، قلت له عليك ان تاخذ اجازة ليوم او اثنين كي تستريح فقال : والله لو انهم طلبوا مني ان ابيت في مبنى الجريدة لوافقت دون تردد ، مادام الأمر يصب في صالح الصحيفة التي تطعمني وتطعم اطفالي ، وحين سألته عن الأجر الذي يتقاضاه لم يكن المبلغ يوازي عشر معشار مايتقاضاه النائب في البرلمان !!
ترى لو فكر - اولئك الذين يتصرفون بنزق غريب داخل قبة البرلمان – بما يحدث الان مستذكرين وعودهم التي بذلوها للناس قبل ان يتم انتخابهم ، أقول لو فكر هؤلاء بمسؤولية تتناسب وحجم الكارثة التي نعيشها ، مستذكرين تلك الوعود التي بذلت بالمجان ثم حصدت الكثير من المكاسب (لها) دون ان تفكر بما (عليها) .
ترى لو فكر هؤلاء بما ينبغي عليهم فعله بدقة وحرفية والتزام ، هل سيجرؤ احدهم على مغادرة باب قاعة البرلمان ولعدة ايام واسابيع او حتى أشهر قبل ان توضع كل الامور في نصابها !!
ذلك هو السؤال ونتمنى ممن سيعودون من قيلولتهم الجميلة ان ينعموا علينا بالاجابة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ