الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريحات مريبة من المبعوث الأمريكي السابق (جيمس جيفري) حول الكورد في سوريا.

محمود عباس

2020 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


تحليل أجوبة المبعوث الأمريكي إلى سوريا، المنتهية ولايته، جيمس جيفري حول تركيا والكورد وما أخطأ فيه الجميع، وردوده المستفيضة على أسئلة الصحفي القوية والمحرجة. والتي أسهب فيها على غير عادة السياسيين.
في نهاية المقال ستجدون الملف باللغة الإنكليزية:

1- تتبين من خلال الحوار الذي جرى بين صحفي مجلة المونيتور (Al-Monitor) والمبعوث الأمريكي السابق جيمس جيفري، أن إدارة ترمب لم تكن موافقة على ديمومة تسليح القوات الكوردية (قسد) ولا دعم الإدارة الذاتية، لكنها رضخت لما تم من قبل إدارة أوباما، ليس من أجل المصالح الأمريكية؛ بقدر ما كان للحفاظ على العلاقة مع تركيا، والتي يبررها على أن أردوغان يملك حجة الإقناع القوية وتمكن من تأليب ترمب إلى جانبه، بعدما كررها عدة مرات، وهي سحب القوات الأمريكية من سوريا وهي من ضمن استراتيجية ترمب (إعادة الجيوش الأمريكية إلى أرض الوطن) علما أن الحقيقة ليست عملية الإقناع بقدر ما هي العلاقة الشخصية ما بين ترمب - جيمس جيفري الذي كان سفيرا في تركيا لسنوات مع إدارة أردوغان.
2- هذا الموقف لا يختلف في كثيره عن موقف روبرت فورد سفير إدارة أوباما إلى سوريا في بداية الأحداث السورية، الذي ذهب إلى حماة مع سفير فرنسا لمشاهدة مسيرة يوم الجمعة هناك، وبعد استقالته بسنوات، خاصة بعد تغيير أوباما سياسته حيال سوريا وسلطة بشار الأسد يوم كذب على ذاته عندما وضع الخط الأحمر، قدم توصية للكورد مليئة بالإحباط، على عدم الثقة بالأمريكيين وعلى الأرجح بالتغيرات التي حدثت في إستراتيجية أوباما، ومن ثم بإدارة ترمب، ونوهه إلى أنها ستفشل في سوريا. وما يقوله جيمس جيفري متوافق بقدر ما مع ما صرح به فورد مرات عدة، وتحقق كثيره، خاصة عندما ذكر أن أمريكا ستتخلى عن الكورد لصالح تركيا، وهو ما تم في عامي2017م و2018 عندم تم احتلال عفرين، وعام 2019 عندما تم احتلال ما بين سري كانيه وكري سبي. عمليا كلاهما كشفا النقاب عن الإستراتيجية الأمريكية، وخالفاها بعد خروجهما من الإدارة.
3- معظم ما فعلته إدارة ترمب ومبعوثه جيمس جيفري، هو الإحاطة بكل ما يقوم به الكورد، وأن لا تخرج قواتهم من تحت السيطرة، وما يقوله على أنه لم يكن يستطيع أيقاف الاجتياح التركي نفاق سياسي لإنقاذ ذاته ومن معه من المسائلة في المستقبل، وهي محاولة لعدم محاسبته من قبل الإدارة القادمة على الخسارة التي حلت بالوجود الأمريكي في سوريا والضعف الذي أوقعوا فيه قواتهم في العراق، وخسارتهم لمساحة واسعة من جغرافية المنطقة الكوردية لحساب السلطة والروس وتركيا، وفشلوا في إيقاف التمدد الإيراني أكثر في سوريا، وبالتالي اصبح تهديدهم أوسع لإسرائيل، وما يقدمه الأن إدارة ترمب لإسرائيل، في مجال التطبيع، ليس بأكثر من تعويض.
4- يحاول مبعوث ترمب (الحزب الجمهوري) جيمس جيفري، أن يغطي على تحايله، بتفضيله المصلحة التركية على الأمريكية، تحت غطاء الأخطاء الدبلوماسية الفاشلة لأمريكا، والناجحة لتركيا وروسيا وإيران، ويلقي بالذنب على الرئيس دونالد ترمب، علما أنه أختلف وبقوة مع مستشار الأمن القومي (جان بولتون) الذي هدد تركيا، في نفس الاجتماع الذي شارك فيها مع جيمس جيفري ورفض أردوغان إستقبالهم، فيما إذا ستحاول تركيا دخول سوريا، وكان الاجتماع في الشهور السابقة لاحتلال عفرين، وحينها صدرت تصريحات مريبة وعتب شديد اللهجة من إدارة أردوغان لإدارة ترمب، وهو ما أدى إلى تراجع ترمب وتفضيل سياسية جيمس جيفري المريبة على موقف بولتون بحق المنطقة الكوردية، وهي من أحد أهم نقاط خلاف مستشاره معه، الذي وصفه يوم تعيينه بالسياسي الذكي المحنك، ومع جيمس جيفري. معارضة مواقف المستشار هذه تجاه تركيا، كانت من أحد أهم نقاط الخلاف المؤدية إلى الاستقالة وكتابة كتابه المشهور عن استراتيجيته وطبيعة الرئيس ترمب.
5- يحاول أن يبين على أن أمريكا ليست بتلك القوة في كل الحالات، فلم تتمكن من مواجهة تركيا وطموحاتها، ومن جهة أخرى يضع الذنب على قوات قسد، والإدارة الذاتية، على أنهم وضعوا الحجة بيد أردوغان لاجتياح المنطقة الكورية، وأن الـ ب ي د لم يخفوا علاقتهم مع الـ ب ك ك. وفي الواقع الحجة هزيلة هو من وضعها بيد أردوغان، ولو كان على موقف (جان بولتون) لما تجرأ أردوغان من احتلال المنطقة. علما يوم أمر ترمب بسحب القوات الأمريكية، لم يتحدث عن هذه الحجة، بل قال أن سوريا ليس فيها سوى الرمال، وذكر فليتفضل أردوغان بالدخول إليها وبنبرة المنزعج، ولم يأمر بناءً على ما كان يقدمه أردوغان من الحجج بل كانت على خلفية مصالح أمريكا، وسياسة ترمب الدولية الخاطئة أدت إلى معارضته مرات، وهي التي دفعت بمستشاريه إخفاء المعلومات عنه طوال سنوات، وهذا ما تتبين من عنوان الحوار.
6- والأغرب أن نصائحه لإدارة جو بايدن القادمة، مبهمة وملتوية، فعلى سبيل المثال يضع استراتيجية تركيا في المرتبة السادسة من اهتمامات أمريكا، ويناقض ذاته مباشرة، فيصفها ويصف أردوغان على أنه عظيم، ويقول مباشرة إنها دولة ذات أهمية كبرى لأمريكا، وأننا لن نستطيع عمل شيء بدونها في المنطقة، ويجب عدم التعرض لها لأهميتها، أي بما معناه أن استراتيجيته في سوريا ومع تركيا كانت صحيحة رغم فشله أمام روسيا وتركيا وإيران، ومن جهة أخرى ليست بذات الأهمية التي يجب التوقف عندها.
7- على الأرجح، يدرك جيمس جيفري أن شخصيات عدة من إدارة ترمب ستحاسب مستقبلا من قبل الكونغرس والإدارة القادمة، وهو ما أدى به إلى نشر عدة تصريحات مع عدة مجلات عالمية لإنقاذ ذاته، من عملية تسليم الباب وإعزاز وعفرين وما بين كري سبي سري كانيه من المنطقة الكوردية إلى تركيا.
8- ما نستنتجه من تصريحات روبرت فورد سابقا وجيمس جيفري حاليا، هو يجب التركيز من قبل حراكنا الكوردي بمبعوثي الدول الكبرى، أي كان سويته، فأمثال جيفري وفورد ومكفيرك لهم تأثير على مواقف وعلاقاتهم مع القضية الكوردية والدول الإقليمية. وأننا نحن الكورد علينا أن نتعلم الدبلوماسية العالمية، وهذه لن تنجح ما دام التخوين والتشتت وارد بين حراكنا السياسي، وكل طرف يتعامل مع قوى إقليمية أو دولية دون أخرى، كما ونظل بذلك أداة سهلة تملكه والتخلي عنه.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
26/12/2020م

https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2020/12/trump-syria-envoy-jeffrey-mideast-policy-turkey-erdogan.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا