الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في بيتِهِ العتيقِ اجتمعنا... نصٌّ شعريٌّ بمناسبة ذكرى وفاة السياب.

مديح الصادق

2020 / 12 / 27
الادب والفن


في هدأةِ الليلِ
حيثُ العاشقونَ بعيداً
عن أعينِ الوشاةِ نأوا
خلفَ ظِلالِ نخلاتِ جيكورَ
يلَّفتونَ حولَهم، سِراً تسلَّلوا
وفي بيتِكَ العتيقِ الذي
في كلِّ ركنٍ نقشتَ قصيدةً
ليلةَ اجتمعَ الشعراءُ وكانَ بويبُ شاهداً
وذلكَ البدرُ التمامُ الذي
خِشيةَ أنْ يخافَهُ العشاقُ ويهتكُ سرَّهُم
خجِلاً عنهم توارى، وخلفَ غيماتِهِ احتجَب
خلَفُ الأحمرُ، والأصمعيُّ، ومن رَوى الشعرَ غيرُهُم
ومَن منهُ البحورُ شربتَها
الليلةَ عندَكَ الشواعرُ احتكمْنَ
أيُّهنَّ أفصحُ، وأيٌّ أشعرُ
أطفالُ حيِّيكَ الحُفاةُ في دارِكَ احتشدوا
في باحةِ الدارِ بما لقَّنتَهم أنشدوا
من شُرفتِها تُطلُّ وتهزأُ بالعُراةِ ابنةُ (الجلبي)
كرنفالُكِ لا نفخُ بوقٍ ولا صنَّاجةُ اهتزتْ بهِ
لا (الخشَّابةُ) قد دارَ لهم مجلسٌ
النخلُ والبدرُ والنجمُ وغَيلانُ
والعاشقونَ، ومَن قرَضوا الشِعرَ
والصَبايا اللواتي عشِقنَ ما تقولُ
أشعلوا الشموعَ وفي حبلِكَ اعتصموا
إلى منزلِ الأقنانِ خُذهُم ومِن هناكَ
رتِّلْ لهم دُرراً نسجْتَ
وما عن عباءةِ الأوَّلينَ به خرجتَ
على الخليجِ قفْ بهم، وكُنْ أنتَ النشيجُ
وكُنْ الصَدى، ونادِ:
يا عراقيَ الجريحُ، من رِقادِكَ قُمْ
لا تنظرْ الصَدى
هولاكو اللعينُ أعادَ الكرَّةَ
ماءَكَ العذبَ قد عكَّرَ، واستبدلَ بالأُجاجِ زُلالَه
في زرعِكِ النارَ أضرمَ
وفي مُدنِ الضبابِ يدورُ زريابُ بلا عُودِهِ
نسِيَ النَوطةَ، والأوتارُ بين يدَيهِ تقطعتْ
وحيثُ تبارى المُفوَّهونَ على المِرَبدِ، حلَّ كِسرى
وسادَ الرَطنُ مِن زاخو إلى الفاوِ، فانهضْ
رحاَكَ مازالتْ تدورُ، وتطحنُ الحَصى
يسرِقُ حَبَّها اللقطاءُ الذينِ على غفلةٍ تسيَّدوا
وابنُ مُلجمٍ قواداً لم يزلْ
باعَ الأمانةَ، للخوارجِ دارَ استَهُ
يا دجلةَُ الكَلمى، أينَ الحمائمُ، والنوارسُ، والطينُ؟
قفْ عليها، ونادِها
مَن ذا الذي سرقَ البسمةَ من شاطئَيكِ
وأشعل النار في نخلةِ البَرحي؟
أذلك المِسخُ الذي سرقَ الدواةَ من جعبةِ المتنبي؟
المستنصريةُ للزواحفِ باتَتْ مَسكناً
الزرعُ أمحلَ، وطالَ انتظارُ المَطر
أبا غيلانَ... متى يهطلُ المَطر؟
دارُ الرشيدِ بلونِ الرمادِ توشَّحتْ
ما للفراتِ- يا دجلةُ- قد غِيضَ سيلُهُ؟
والخِلَّ فارقَ الخِلَّ؛ فما التقيا
كما كانا، زمانَ الخيرِ، في (كَرمة علي)
الليلةَ الشعراءُ في دارِكَ، يا بدرُ
قد اجتمعوا
مِن خليجِكَ حتى أطلسيِّهم؛ فتهلِّلْ بهم
من ماءِ شطِّكَ خُذْ غَرفةً، وعليها اقرأْ
آياتِكَ التي حرَّرَتْ الشِعرَ، ورشّها
كما المطرُ الذي بهِ بشَّرتَ
وقُلْ لها:
يا ماءُ، كُنْ برداً على العراقِ وأهلِهِ
يا ماءُ، من رِجسِ الطُغاةِ الكونَ طهِّرْ
و يا أرضُ، ممَّا لوَّثَ وجهَكِ
انفضِي الغبارَ
ووجهَكِ اغسلِي
ياشمسُ، شِقِّي الغَمامَ مُجدَّداً
وأشرِقي...
https://www.facebook.com/groups/625455997945726/permalink/993595857798403/
رابط فديو احتفالية بالمناسبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا


.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه




.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة