الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الظاهرة الترامبية العابرة … !
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
2020 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية
ان ما تسمى بالظاهرة الترامبية ، التي نعيش لحظاتها الاخيرة قبل ان توارى الثرى للابد ، فيها الكثير من المبالغة الرخيصة فكأننا امام مشهد محبوك جيدا لرئيس مغرور ارعن يريد ان يبني له مجدا على حساب آلام الغير ، وآخر حماقاته هذا العناد الاستعراضي الواضح في حركاته ، وتحركاته ، ومعاكساته العلنية للقيم الديمقراطية الامريكية ، واهمها الانتخابات الرئاسية - مفخرة الديمقراطية الامريكية - على مر قرون ، والتي يفترض بها ان تكون نموذجا ، وقدوة في نزاهتها .. للدول الساعية الى تطبيقها في مجتمعاتها باعتبارها الخيار الانسب لحل مشاكل الحكم ، والسلطة في دول مختلفة من العالم ، خاصة منطقتنا ، والتي عانت ، ولا تزال من انظمة حكم فردية متخلفة يقودها حكام لا يمكن الخلاص منهم ، الا عندما يلتهمهم القبر او تطيح بهم ثورة شعبية عارمة تقتلعهم من الجذور .
وما هذا الضجيج الغير مسبوق الذي احدثه ، ويحدثه ترامب ، واسرته في الداخل ، والخارج ، والذي يضج به الاعلام المتعطش دوما لمثل هذه الحركات ، لتكون مادة دسمة لجذب مشاعر الناس ، وتحقيق السبق ، والارباح .. يصور اميركا ، وكأنها دولة متخلفة من الدول الكثيرة التي تملأ الدنيا ، ولا كأنها دولة مؤسسات تضرب في جذورها الديمقراطية عميقا ، والتي تحققت بعد صراع ، ونضال مريرين ، قاده اناس مخلصون للتراب الامريكي ، كواشنطن ، ولنكولن ، وايزنهاور … وغيرهم ، وفيها دستور راعٍ للقيم الديمقراطية التي حاول ترامب التشكيك فيها ، والالتفاف عليها من اجل منافع ذاتية .
ان حالة تضخيم الذات المرضية المتاخرة التي يعاني منها ترامب ، والنابعة من ثقته المفرطة في نفسه ، وفي امكانياته القيادية الغير مبنية على اسس منطقية ، فتاريخ ترامب السياسي ، وخبرته في عالم السياسة شديدة التواضع ، لا تؤهله لان يحتل هذا المنصب الرفيع ، وما صعوده الصاروخي في طريق الرئاسة .. ما كان ليكون لولا الصدفة التي القت بمنافسةٍ هزيلة امامه في الانتخابات ما قبل الاخيرة ، والتي رفعته الى منصب الرئيس ! ولاشباع حالة الغرور ، وهوس السلطة .. محاولته هذه الايام اطلاق اسمه على احدى المطارات الامريكية تأسياً بقادة التاريخ العظام ! كما كان لا يخفي اعجابه بفكرة بقاء الرئيس في الحكم مدى الحياة اسوة بروؤساء الدول الشمولية مثل الصين ، وكوريا الشمالية !
حاول ترامب خلال السنوات الاربع الماضية ان يجعل من اسلوبه في الحكم ، وادارة الدولة وحتى على مستوى التصرف الشخصي ، ثقافة عامة لانظمة الحكم في امريكا ، وربما في العالم ، وان يحول نفسه الى ظاهرة جديدة يترك فيها بصمته في الواقع الامريكي ، والدولي لكنه مع كل تلك الجهود فشل في احداث ثلم في الثوابت الامريكية ، ولم ينجح في تجديد رئاسته لفترة ثانية مما سبب له هزيمة نفسية لم يستوعبها حتى اللحظة فاسقط بيده فاخذ يخوط شروي غروي دون جدوى !
لقد اصبح ترامب نموذجا سيئاً للادارة ، والحكم وسيغادر الى حيث يجب ان يكون في مواقعه الخلفية المعروفة غير مأسوف عليه ، مهزوما فاقدا لماء الوجه بعد سلسلة من الكوارث ، والحماقات العامة ، والشخصية التي جعلت منه مادة مناسبة للسخرية ، والاستهجان . ونخشى ان لا يودعنا بعمل احمق يضيف الى منطقتنا مأساة اخرى على مآسيها السابقة ، والحالية.. سيحتاج الرئيس القادم بايدن ربما الى فترة لن تطول كثيراً لتنظيف ما تركه ترامب من مخلفات داخليا ، وخارجيا !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بيسان إسماعيل ومحمود ماهر.. تفاصيل وأسرار قصة حبهما وبكاء مف
.. إسرائيل تتوغل في جباليا شمالا.. وتوسع هجماتها في رفح جنوبا |
.. واشنطن: هناك فجوة بين نوايا إسرائيل بشأن رفح والنتيجة | #راد
.. الكويت ومجلس الأمة.. هل أسيء -ممارسة الديمقراطية-؟ | #رادار
.. -تكوين- مؤسسة مصرية متهمة -بهدم ثوابت الإسلام-..ما القصة؟ |