الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تتحول الصراعات السياسية الى صراعات دينية في الدول العربية والإسلامية !

سام شمو

2020 / 12 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


العديد من الحضارات والشعوب قديما تعرضت الى الاحتلال والغزوات والحروب من قبل حضارات أخرى , أيضا في هذا العصر الكثير من دول العالم والمناطق تعرضت الى الغزوات والاحتلال والاستعمار , اكثر ما يهمنا هو العصر الحديث لأننا سوف نعطي مقارنة بين الدول والشعوب والحضارات التي تخلصت وتحررت واستقلت بفعل الإرادة السياسية الحقيقية وتكاتف جميع مكونات وعرقيات وقوميات واطياف تلك المجتمعات وانتجت كيان مستقل حضاري ونظام سياسي حر يجمع الجميع ويوحدهم تحت شعار المواطنة .

اما النوع الثاني من تلك الدول والشعوب والمناطق التي أيضا تعرضت الى الغزو والاحتلال والاستعمار قد مارست طريقة مختلفة تماما عن سابقاتها بحيث حولت صراعها السياسي ونضالها الى صراع ديني عقائدي مذهبي طائفي , الدول والشعوب العربية والإسلامية تميزت تميزا فريدا خاصا بها مما أدى الى فشلها وتدهور وضباع حقوقها وأهدافها , عندما يتحول الصراع السياسي الى ديني في دولة او شعب مما يؤدي الى اضعاف القدرات وتفرق الشعب ناهيك عن الخلافات حول الزعامة والقيادة وخلق حالة من التفرقة والعنصرية بين مكونات وطبقات ذلك المجتمع .

في الحالة الأولى هناك اميركا والهند على سبيل المثال عندما تخلصوا من الاستعمار الأجنبي لاراضيهم , بالرغم من وجود العشرات من الأعراق والقوميات والأديان في اميركا والهند الا ان جميعهم توحدوا واتحدوا تحت راية واحدة وهدف واحد وهو الصراع السياسي فقط بعيدا عن الشعارات الأخرى كالدين او المذهب او الطائفة او العقيدة , النتيجة كانت اميركا قوية موحدة حرة ديمقراطية مع مؤسسات ودستور من اعظم دساتير العالم , الهند أيضا الان قوية وموحدة وديمقراطية والكل يعرف ما موجود فيها من مئات الأديان والاعراق والقوميات واللغات .

ناتي الى الدول العربية والإسلامية وما حدث ويحدث فيها من مهازل وتخبط وتدهور وضياع بسبب انها حولت نضالها وصراعها وأهدافها الى صراع ديني أيديولوجي طائفي عنصري , على سبيل المثال لا الحصر , فلسطين انتهت عندما تحولت من قضية مشتركة تهم الجميع الى قضية إسلامية , المسمار الأخير الذي دق في نهش القضية عندما تم الإعلان بان فلسطين وقف إسلامي , قد تناسوا الاغبياء اكثر من 3 مليار مسيحي ويهودي في العالم بان فلسطين هي ارض مقدسة أيضا لهم , حتى من يحكم الان في الضفة الغربية هم لا يقلون خطورة عن الإسلام السياسي والإرهاب الإسلامي حالهم حال الإرهابيين في غزة , لهذا راى الغرب خاصة بان تكون القدس / اورشليم / وفلسطين بيد اليهود هو اشرف وافضل بملايين المرات من ان تكون بيد هؤلاء الإرهابيين .

في سوريا حدثت ثورة جماهيرية تعاطف معها اغلب شعوب ودول العالم , لكن بعد حين تحولت الى صراع ديني سني وشيعي تحديدا , وتعاون الجيش الحر والمعارضة مع المنظمات الإرهابية المدعومة من تركيا وقطر , اليوم وصلت سوريا الى حافة الانهيار نتيجة السبب الذي ذكرناه , العراق كاد ان ينتهي اليوم بعد ان تحول الصراع فيه بين السنة والشيعة والنتيجة كانت ميليشيات وعصابات ومافيات وأحزاب كلها إسلامية , اليمن كذلك , الصومال والقائمة طويلة .

لهذا أقول ان التاريخ يعيد نفسه في هذه الدول , لانها بنيت وتاسست وقامت على الاحتلال والغزوات والفتوحات الإسلامية والسبي باسم الدين , لا تعرف غير منطق القتل والاقصاء واستخدام موارد الغير , العقيدة والدين تعلمان هذا المنطق , منذ 1400 عام ومجيئ رسول الإسلام قال التاريخ لنا بان لغة الحرب والغزو والاحتلال والسبي والقرصنة كانت السائدة , وما يحدث اليوم ماهو الا الاقتداء بالماضي والاجداد وتعاليم اله الإسلام المنافية للفكر الإنساني والحضاري وابسط مبادئ حقوق الانسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لأن السياسة دين والدين سياسة
عبد الله اغونان ( 2020 / 12 / 27 - 15:53 )
فلاااااااااااااااايمكن
فصل الدين عن السياسة


2 - رد على الاخ عبدالله
سام شمو ( 2020 / 12 / 28 - 09:45 )
هذه هي المعضلة الكبيرة في اي دين عندما يمزج ما بين السياسة والدين لينتج كوكتيل سام مسموم مخدر للشعوب المتخلفة التي تؤمن بما يقال لها دون فحص وتمحيص كالشعوب العربية والاسلامية . شكرا .

اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة