الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإبتسامة الدنماركية ..

هاتف بشبوش

2020 / 12 / 27
الادب والفن


أول أيامنا في الدنمارك وفي الشوارع المكتظة كنا نرى الدنماركيين شيوخا وشبابا وفاتنات يبتسمون لنا من دون أي سبب ، وذات يوماً كان أحد أصدقائي رأى فاتنة قد إبتسمت في وجهه مما حدا به في الحال أن يركض خلفها ويبتسم ضناً منه أنها إبتسمت لخلقته حباً وشغفا به وكان المسكين لايعرف اللغة أنذاك سوى القليل من الإنكليزية الهزيلة ، وظل يحاورها لكنها غادرته مبتسمة أيضا ومرة أخرى كرر المحاولة حتى لفظته وقطبت حاجبيها وأطلقت ساقيها للريح . تكررت هذه الحالات مرارا حتى عرفنا عندها من انّ الشعب الدنماركي هكذا هو ..وكتقليد سائد حين تقع عيناك على عينيه يتوجب عليه الإبتسام وكأنه قانونا أو دستورا مفروضا عليه ، فياله من تقليد جميل . بينما شعوبنا تراها تمشي في الشوارع وكإنها تبكي أو مقطبة الوجه حتى لوكان في العيد ، وأكثر الأحيان حين تصادف صديقا فتقول له كيف حالك فيقول لك في الحال كمن ضاعت السبل به ( كيف هو حالي ، ألهثُ من أجل أطفالي .. ويقولها باللغة العامية ..زعاطيطي ) . بينما في الدنمارك يعيش الطفل وكأنه إبن ملوكٍ وأباطرة . إبتسم ياصديقي فالحياة لحظة تمرق وأحيانا يخطفنا الموت ونحنُ لم نلحق على توديع بعضنا .

هاتف بشبوش/شاعر وناقد عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??