الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة صغيرة

يزيد عاشور
كاتب

2020 / 12 / 28
الادب والفن


سيشعر الدم بالضجر حين يهرول في الشرايين وهاهو اليوم منهك يجر كُرّياته التي باتت بلا لون ..تتهتّك الأوردة الناعمة كما لو أنها مجاريرصرف صحي في مدينة متروكة تتمزق بفعل الزمن والضجر والانتظار فيغادرها دمها العتيق ليترك على تجاعيد الجلد بثوراً سوداء تُنذر بنهاية السفر
المحطة الأخيرة على وشك حينما يكبر القهر وتكثر الأخاديد على المُسطحات المُشعرة لجسد مُنهك وتتضاءل حينها الأمنيات .. لا أمل لمن يُشرف على الاختناق غيرالهواء ... الهواء المليء بوفرة لا نكترث لها يصبح الأمنية الوحيدة والأخيرة لمن يوشك على الاختناق
لا جدوى الأن من البحث عن النوع في الزمان .. كلما تقدم بك العمر تراجعت الرغبات حلمك في أن تعود أن تكتشف وجوه من عرفتهم الحسكة بعد الرحيل
أسماء جديدة لناس ولدوا .. أستغلوا غيابك وكبروا وأنتظروك وحين لم تعد شعروا بالضجر من انتظارك ثم ماتوا
ستعود لتشعل شموع حزنك وتعتذر لقبورهم عن طول الغياب
ذكريات هزيلة في شارع أو على جدار بيت أو حديقة دونما أشجار
حتى الخابور دون وصية مات ولم يترك خلفه سوى دهشة الفلاحات و حزن الصفصاف على الضفتين
خبب أعمارنا تمضي وعارية أرواحنا دون خباء
تلملم ما تناثر من خيبات في شوارع الحسكة وبعيداً قدرالمُستطاع عن دموع الأمهات تنزوي
بغباء لونه الأحمر وصمته المُطبق تعرف ألا علاقة له بالحنين هذا القلب ولكنه لن يثير اشمئزازك قدر ما يفعل الكبد بشكله الرجراج ولونه قاتم الغباء والغربة ينزلق من بين يديك كما لو أنه سمكة اللعنة
تضعه برفق أمامك مثلما ستفعل مع رأسك الذي لن يتدحرج كما يحدث في حروب اسبارطة
دون اكتراث يُدعوك لاستسلام دون ردود أفعال
تتأمل تلك المجزرة الصغيرة وأمر وحيد سيشغل بالك حينها هذه الكتل الغبية كيف رافقتني كل هذا العمر ولم تكفر
يمكنك حينها أن تمزق نفسك وقتما تشاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا