الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة تصوغ الغد...

إعتراف الريماوي

2006 / 7 / 19
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


حالة الصمود التي تحققها المقاومة اللبنانية، في وقفتها البطولية، وأمام الهجمة الصهيونية بمخططاتها وترسانتها العسكرية والدعم الذي توفره لها الديبلوماسية والقوة الأمريكية وحلفائها في العالم أجمع، بالوقت الذي تتخلى فيه الأنظمة العربية الرسمية عن حق المقاومة المشروع، وتُمعن في تبعيتها وإنسلاخها.
اليوم، تتشابك المقاومة في خطوط مترابطة ومتكاملة، بين فلسطين ولبنان والعراق، ضد الإحتلال الصهيوني والأمريكي الإمبريالي، هذه المقاومة تشكل عنوان الرفض والممانعة في المنطقة للأمركة والمشروع الصهيوني كجزء منها، وبالتالي تقف اليوم هذه المقاومة كرأس حربة لمشروع المقاومة الأشمل وعيا وممارسة.
إذا فالمعركة هذه ليست ضد لبنان والعراق وفلسطين كدول منفردة وفقط، بل هي مدخل للمخطط المعادي لبسط النفوذ لاحقا وبشكل أكثر توسعا وهيمنة، وبالمقابل فالمقاومة يجب أن تكون مشروعا جمعيا أشمل أيضا، فلا بد من العالم العربي أن يلتف ويدعم المقاومين، ويعزز من الوعي المقاوم والرافض للمخططات الصهيونية والأمريكية، وأن يبادر للتعبير والتظاهر والعمل على توفير مختلف أوجه الدعم للمقاومة، وكذلك لا بد من مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية كنقلة نوعية لتهديد المخططات الأمريكية ومصالحها الفعلية في المنطقة، ولتكن المقاطعة المدخل الفعلي والمؤثر لحملة عربية شعبية تدعم المقاومة وتحتضنها، ولتشكل بذات الوقت وعيا تعبويا وتحريضيا ضد المخططات المعادية.
اللحظة تكاد أن تكون مصيرية، والهزيمة تعني أشياء كثيرة، أقلها الدخول في مشروع الصهينة والأمركة والإنصياع لمتطلبات مشروعهم والإنسياق في ثناياه، لذا لا بد من التمترس وراء رأس حربة المقاومة كي لا تنهزم، والإنتصار أيضا، لن يكون فرديا وفئويا، فهو فرصة للعالم العربي للسير نحو الفكلك من الهيمنة والتبعية والإحتلال، وإمكانية مادية ومعنوية لمشروع قومي نهضوي تنموي شامل. إذا فالوقت يمتلئ بمعاني مستقبلية، واللحظات تعيش مخاضا شديدا، وعلى الإرادة الشعبية وإنتظامها وفعلها تتوقف النتائج.
في عام 2000، بان للجميع عقم وفشل إتفاق أوسلو، وإندلعت الإنتقاضة الفلسطينية الحالية، وبذاك العام، إنسحب الإحتلال الصهيوني من معظم أرض الجنوب اللبناني تحت نيران المقاومة اللبنانية، والإحتلال الامريكي بالعراق، منذ ما يقارب الأربع سنوات لم يستطع فرض شروطه وتحقيق أهدافه، كما أن هنالك مشارع فتنة ومؤامرات بالمنطقة وبرعاية أمريكية واضحة تم وأدها ولم تلق أي نجاح، في ذات السياق، وعلى المستوى العالمي، يتم توجيه الضربات والصدمات لمشروع العولمة الأمريكية، في أمريكا اللاتينية من خلال النجاحات التي يحققها اليسار هنالك، وكذلك صمود كوريا الشمالية وإيران، وفي عمق أمريكا وأوروبا تتصاعد حركات الرفض للنتائج المدمرة للعولمة الأمريكية على مختلف المستويات الإقتصادية، الإجتماعية والسياسية والثقافية...إلخ.
فالمقاومة إذا تخط مسارا ومستقبلا أفضل لعالمنا العربي، فوضع حدٍ للهيمنة الأمريكية ومشاريعها بالمنطقة يُعد من أهم النتائج التي تهدف لتحقيقها المقاومة في معركتها الحالية، وهي ليست وحدها في العالم، بل تتكامل وتتشابك بأشكال مباشرة وغير مباشرة، تبعا لحالة النضوج في مختلف أماكن الرفض الشعبي في العالم لسياسة الأمركة المعولمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة