الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصمت في زمن الضجيج

نعمى شريف
دكتورة مهندسة مدنية باحثة وكاتبة

(Noama Shareef)

2020 / 12 / 30
الادب والفن


استوقفني عبارة جاءت على لسان بطل الفيلم الشهيرالإمتحان: أن الناجح هو من راقب الضجيج من حوله بهدوء وصمت واهتم بالتفاصيل وتصرف على أساسها..
عندما تتوقف لحظة لتنظر إلى الوراء الى عام بأكمله مضى بكل ما حمله من مفاجات غريبة.... متاملا كيف كان هذا العام مليئا بالتناقضات
تقف خارج مشهد حياتك لتلقي نظرة سريعة من موقع المراقب كيف تواترت الأحداث وكيف تقابلت التناقضات وكيف تحولت الأزمات العامة
ربما الى نجاحات على المستوى الفردي في بعض الأحيان.
كيف تحول الكابوس الى قدر والخوف الى طمأنينة والقلق الى إيمان ... وكيف تحول الحجرالمنزلي من ضغطوطات مستفزة الى فرصة ومتسع من الوقت لم يكن متاحا لكثيرين ...
كيف تحول الوقت الى انجاز والإرهاق والفوضى الى اعادة ترتيب وتنسيق تفاصيل حياتك من جديد و لطالما انتظرت بفارغ الصبر
امتلاك متسعا من الوقت ليتسنى لك ترتيبها واعادة صياغتها من جديد ...
بعض الاوليات لم تعد كذلك وأخرى كانت على الهامش اصبحت محور حياتك...
اخفاقات الاخرين وانهيار الكثير من المنظومات على المستوى العام قابلها انجازات على المستوى الفردي
ستندهش للتغيرات كيف يمكن لكل مايحمله هذا العام من متغيرات سلبية ان تتحول الى كل هذه الإيجابيات والانجازات على صعيدك الشخصي
بينما البلدان تئن تحت وطأه تدهور الكثير من المنظومات وتنتظرمصيرا مجهولا,
كيف أن الأشياء المزغجة لم تعد مزعجة بنفس الدرجة وكيف أن الامور الكبيرة والمؤرقة أصبحت اقل أهمية.
يبدو أننا نستطيع برمجة انفسنا في الأزمات بشكل أفضل..ربما هي قرارات صعبة الانجازعلى المستتوى الفردي.
لكنك لا يمكن ان تدور حول النقطة دون اخذ الكثير من القرارات الصعبة بحق نفسك لتنجز ما ينبغي انجازه.
هكذا تكون هواجسنا التي لا نحبها أحيانا.... وسيلتنا للنمو في الخفاء..وللتأقلم مع تغيرات الحياة وتفهم عثرات الآخرين والاستفادة منها ربما أو تجنبها..
لما تخاف وتكره هكذا هواجس .. فقد تكون تعبيرا لأكثر حالاتك صدقاً وأمانة وشفافية .. افهمها ولا ترفضها فهي وسيلتك الأجدى لتكتشف نفسك والآخرين
...تماما مثلما تحمي النتؤات في الجبل أرجل المتسلق من الإنزلاق ..فان الهواجس والخوف يحميك ويحصنك لانه يجعلك مستعدا للتعامل مع الصعوبات.
فلتكن كمدينة عريقة بذاتها لا تحتاج لأحد, لا يهمها رأي العابرين بها ولا لومة اللائمين, هكذا هي بكل عراقتها لا تبررعثراتها....
ولا تدافع عن أخطائها.. لا تترك الحياة لتعبرمن جانبها بل تسكن بداخلها... ترقص على أنغام موسيقا الجمال....
لا تابه للاحزان.... تحلم أحلاما كبيرة الى حد ان لايؤمن احد على مقدرتك في تحقيقها....
تحِبّ الحياة دائماً كطفلٍ شَغوف وفُضوليّ .
لا تترك قلبك ومشاعرك ككرة في ملعب ليعبثوا بهم.... بل اتركهم لمن يعتني بهم وكأنهم قطع أثرية غالية الثمن
لك أن ترفض أن تغضب او ان تتجاهل... أن تعيش خيبة امل... لك ان تنام حزينا .أن ترقص على انغام موسيقا الحياة....
لكن كن حرا كما أرت أنت لا كما أراد الاخرين واستعد لعام جديد يحمل معه لك الخير كل الخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح


.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال




.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل


.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع




.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو