الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاتم عليّ .. ترجَّلَ الثائر..

مهند أحمد

2020 / 12 / 30
الادب والفن


ربما، العديد منّا شاهد أعمال الراحل الكبير حاتم عليّ، واستوقفتنا مشاهد معيّنة تلامس قلوبنا، وكأنّها تصوّر واقعنا وتتنبأ بما سيؤول إليه مستقبلنا، وما كان عليه ماضيّنا من مآسي، ألا أنّي متيقّن أن الكثير منّا بالرغم من ذلك، وما شاهدناه، لم يتخذ ذلك درساً، مع كمّ المشاهد التي توبخنا عن جمودنا وسكوتنا حيال ما نعيشه، لم نشعر ولو للحظة، أنَّ حاتمنا كان يدق ناقوس الخطر، ليُنبْهنا من غفلتنا، ويخرجنا مما نحن فيه من هوان، لقد كان في كلِّ عملٍ يوجّه لنا الصفعة تلوى الأخرى؛ فهذا التاريخ يتجسد في الزير وطيشه، وثلاثيّة الأندلس في عزها وذلِها، وأما الحاضر فهي أحلام كبيرة، في واقعٍ ذليل تعيس، لا بصيص حلمٍ ولا أمل، وما نراه أن المستقبل كذلك ليس بأفضل حال، وعصيٌّ كرائعته عصي الدمع، إلى أن وصلنا إلى قلم حمرة حيث سنبقى.

بالقوّة الناعمة، لم يرَ بدّاً، على أن يثور ضد كل ما تسبب ويتسبب في جهلنا وانحطاطنا، ضد مجتمع ونظام وعادات.

ولم يستثني الوسط الفنيّ، حيث قاد ثورةً في الدراما السوريّة والعربيّة، يوم بدأ الإخراج، كانت نقطة تحوّل في تاريخ الشاشة العربيّة، يُذكِّر لِمَّ قبل وبعد ظهور حاتم عليّ، أصبح أيقونة، فمن مِن المخرجين له صيته، ومن في حجمه، حيث خرج من تحت عباءته نجوم ومخرجين عظام كان هو سبب نجاحهم. ‏كان الفنان الجامع؛ سيناريست، تمثيل، وإخراج. نادرون هم من يستطيعون تحقيق النجاح الكامل على جبهة واحدة، دون ان يتركوا عيوبا، فكيف وحاتم في كل ميدان له ملاحم سطر من خلالها أروع القصص.

للمثليين الدور البارز في نجاح أيّ عمل، فما يهم المشاهد، هو من يظهر على الشاشة، لا من يقف خلف الكواليس، ‏فكان للممثل دائما حصة الأسد في أيّ عمل، ألا إذا وجد حاتم عليّ أمامه في الإخراج، فهو الوحيد الذي تمرّد وانتفض على العقلية الفنيّة العربيّة، ‏وأستطاع من خلف الكواليس، ودون الحاجة إلى الظهور، أن يسطع بشمسه ليغطي كل النجوم من حوله في أعماله، فيكون هو دائما البطل الحقيقي في وجود باقي الأبطال الممثلين.

حقبة حاتم عليّ هي ثورة قلبت كل المفاهيم الفنيّة، بل كل التوجّهات التاريخية لهذا المجال، وبرهن على أن المخرج ليس مجرّد شخص يقف وراء الكاميرا ويعطي الأوامر، بل هو حجر الأساس والركيزة وصانع النجوم، ‏المخرج في رؤية حاتم عليّ، هو المدرسة التي تخرّج أجيالاً، ليس فقط من الفنانين، بل حتى أجيالاً أكثر وعياً بين المشاهدين.

فبماذا نرثي هذه القامة العظيمة؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??