الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام جديد بطعم قديم !

محمد بلمزيان

2020 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرة هي الأحداث التي وسمت عام 2020 ستبقى موشومة في ذاكرة الشعوب المشتتة على الكرة الأرضية، وكثيرة هي المآسي التي حلت ببشر اكتووا إما بنار الحروب والنزاعات أوالأوبئة و الأمراض، لعل أخطرها هي وباء كورنا الذي ما يزال يشهر شروره التي لا تكاد ان تنتهي، وهي أحداث شغلت بقدرما شغلت الفاعلين السياسيين فإنها شغلت أيضا الفاعلين الإقتصاديين ومختلف اصناف البحث والدراسات والمراكز العلمية والمختبرية، وأخضعت جميع صنوف المعرفة ومراكز البحث لكي تتفاعل معها ، وتتأثر بها سلبا أو إيجابا، وستشكل بلا شك مرحلة سوداء في تاريخ البشرية بكل المقاييس، وسينكب عليها المؤرخون المتفرغون في كتابة التاريخ لتسجيل ما خلفته من ندوب في تاريخ البشرية والآثار الخطيرة على البشر والطبيعة ، وستنبري الأجيال القادمة على قراءة هذه الأحداث والوقائع وستتفاجأ بلا شك من هول هذه الكارثة التي حلت بالبشر في القرن الواحد والعشرين، وكيف عجز العلم والعلماء على تطويق هذا الوباء، وكيف استبد الخوف بالبشر وتخلفت المختبرات العلمية ومراكز البحوث لإيجاد الحلول الكفيلة لإنقاذ البشرية وعجزت تماما وبقيت متفرجة غير قادرة على فعل أي شيء لإيقاف الموت وهو يحصل الملايين من البشر في مختلف بقاع العالم. يمضى إذن هذا العالم ليس لغرض لطي مآسيه وطي صفحة جديدة كما قد يعني للبعض كعملية عددية تنضاف الى باقي الأعوام والسنين التي تراكمت ومنذ أن دب البشر على الكوكب الأرضي، وإنما ستبقى راسخة في أذهان ومخيلة هذه الشعوب تتواترها الألسن، وتتذكرها الأجيال اللاحقة بنوع من الحنق ، وستكون بلا شك موضوعا للدراسات العلمية والكتابات الأدبية والتاريخية والفنية وغيرها من صنوف المعرفة ، وستكتنز بنتائجها ومضاعفاتها مختبرات مختصة مهتمة بأنواع من الأوبئة القاتلة والتي أصبحت تهدد مصير البشرية بشكل جدي . كل هطا عايشناه نحن بكل جوارحنا ومشاعرنا ونحن نعايش مظاهر البؤس والهلع يستحوذ على العالم بكل ما تحمله الكلمة من دلالة الخوف من المستقبل أكثر من الحاضر، والكل يحصي الضحايا وهي تتساقط كأوراق الخريف، حتى اصبحت رائحة الموت تكتنف الأمكنة ولا تكاد تبارح أية جغرافية، إنه زمن الوباء بكل المقاييس، عشناه بعدما سمعنا بمثله قد حل وحصد الملايين في أزمنة مضت، منها الطاعون والملاريا وغيرها، فتعددت الأوبئة والموت واحد، وتتوالد الأوبئة بالرغم من التطور العلمي الهائل الذي شهدته المجتمعات البشرية حتى وصلت الى ابتكار العقل الإصطناعية كذكاء يهرم العقل البشري ويفوق قوته بكثير، حتى أصبحت بعض المجتمعات ذات الإقتصاديات القوية تستعيض بها للقيام بمختلف الأنشطة التي ستعوض البشر للقيام بها في المستقبل المنظورو، وما الإشتغال عن بعد أو التعليم عن بعد أو التجارة عن بعد إلا بوادر أولى لهذه الأنشطة الجديدة التي اصبحت تكتسح المجالات الحيوية في عصرنا الحالي، لكن في مقابل هذا التفوق العلمي الهائل والقدرة على تبادل المعلومات ونشرها وتوزيعها بسرعة فائقة، نصطدم بضمور التطور وخفوت قوته في ابتكار وسائل مناعة البشر من الإصابة بالأوبئة التي تتربص في كل مرحلة وعصر وحصد الملايين من البشر،وبالتالي فالعقل ابشري سيبقى في صراع دائم مع الطبيعة ليس من أجل فهمها فقط بل ومن أجل تطويق آثار النشاط البشري السلبي على الكوكب الأرضي، حتى أصبحت بعض الكوارث الطبيعية تفوق قدرة التكنلوجيا الحديثة على رصدها قبل وقوعها منها الزلازل والفيضانات والأوبئة على سبيل المثال، رغم وجود مراكز الرصد والتوقع فإنها منا تزال تحتاج الى مزيد من العطاء والبحث العلمي الدقيق لفك شفرة حدوثها والتنبيه بوقوعها لتفادي كوارثها المدمرة، نتمنى من العام الجديد أن يحمل بشائر أخرى للبشرية تطوي من خلالها صفحة الوباء ومختلف مظاهر البؤس التي عصفت بالبشرية خلال العام الذي ودعناه وبدون رجعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟