الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من نقل إليك ........نقل عنك

عيد الدرويش

2006 / 7 / 20
الادب والفن


على مر العصور يعيش في المجتمعات فئة من المجتمع تجتمع في نفوسها النواقص والعيوب التي تسقطها على الآخرين ممن هم أرفع منهم درجات , ويلهثون وراء منافعهم الشخصية , وهم لا يتوانون عن القيام بأي فعل مؤذ اتجاه الآخرين , وهم يسدون ذلك الجميل لذوي المسؤولية , وإن خالف ذلك كل الشرائع والأعراف والتقاليد والعادات والأخلاق , وهذه الفئة التي تعيش في أجنحة الظلام , وبين ثنايا المجتمع المتخلف , وهم المراءين والدجالين والمنافقين , ويجدون من يسيخ لهم السمع ويستقطبهم آخرون , وهم على شاكلتهم , ولا يشعرون بذلك النقص والرياء وهذه مصيبة أولى , وقد يعرفون حقيقتهم , وربما يجارونهم خشية على أنفسهم فقط من ألسنتهم , و يمكن الاستفادة منهم بالإساءة لمن يرغبون , ونقلهم لأحاديث السوء , وتلك المصيبة الثانية , وهي أعظم .
لهذا يكثر النم والكيد والهرج والمرج والتواء السبل وتباين الغايات والأهداف بين هؤلاء , ويخال للبعض منا لتلك المواقف بأن ما يقومون به هو المصلحة الوطنية , وربما المصلحة القومية ما يخالج شعورهم وإحساسهم أيضا ولتكتشف فيما بعد بأن المصلحة الشخصية طاغية على هذا الأمر.
وأما م تلك الصورة والاستجداء يتبدى لصاحب المسؤولية الرياء والكبر , ويصبح عشا لهؤلاء الخفافيش في المجتمع , وهم ذو نفوس ضعيفة ودنيئة ويتبعون صغائر الأمور , وكما يقال في الحكمة المأثورة النفوس الدنيئة تبحث عن أخطاء العظماء .
ولكنهم يهجروا تلك الأعشاش عندما يترك ذلك المرء مكانه في المسؤولية ليبحثوا عن موطئ قدم عند الذي هو قادم , وينقلون معهم صفات ومزايا لم يتسم بها الأولون مشوبة ببذاءات الكلام والشتائم والسلسلة تطول , فالمحاباة ذاتها لذلك الأخير ويثنون ويشكرون لمن ساهم في مجيء ذلك الرجل إلى هذا المكان , والدعاء له في البقاء في هذا المنصب ,لأنه الشخص المناسب في المكان المناسب , وقد كثر هؤلاء في المجتمع وتعددوا في مللهم ونحلهم وأطيافهم في فريقين متضادين , وهما يخفيان مصالحهما ومنافعهما , فالفريق الأول مادحا لمن يدور في فلكهم بكل ما أوتي من قوة ومن رباط الثناء , وربما المدح في غير محله والممدوح لا يستحق ذلك , وفريق آخر ذاما وبكل الشتائم والرذائل وربما ذلك الذم في غير محله , والمذموم لا يستحق ذلك , وعندها يصاب أولي الأمر في محنة , لأنه لا يستطيع أن يتخذ موقفا صحيحا ومرضيا للمجتمع وفق العقد الاجتماعي الموكل إليه , هذا الكلام بمجمله هي البطانة التي تسود في كل زمان ومكان , فإن أصابت فلها , وأن أساءت فعليها , إن الأنا المتورمة عند هؤلاء تجعل المجتمع يتفكك شيئا فشيئا , ولكن عندما يتحرر الفرد ويتخلص من أمراض السادية والزهايمر الفردي , لأن الناس يتفاضلون فيما بينهم أيهما يكون أكثر فعلا للفضيلة ونصل إلى الأنا الأعلى الذي يتمثل بالمثل والقيم والأخلاق وتجسيدها على الواقع بشكل عملي , وتقديم النصح والإرشاد مجاهرة , وبدون ريبة أو شك يمكننا أن نصل إلى مجتمع ينتفي منه الجريمة والاختلاس والرياء وتسوده الفضيلة والأخلاق.
هذه الومضة أكتبها من الواقع , ولكي يحتاط أولي الأمر من هؤلاء الذين يعيثون فسادا في صفوف المجتمع , ويشد أزرهم أصحاب المنافع الشخصية , لأنهم لا يستطيعون أن يواجهوا الناس بتلك الحقائق , فما أجرؤهم على ارتكاب الخطأ وما أجبنهم على قول الحقيقة وتبقى المقولة واضحة وجلية من نقل إليك ......نقل عنك.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي


.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال




.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا