الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لا تغيير على ملامح العام المقبل .
يوسف حمك
2020 / 12 / 31الادب والفن

في ختام كل عامٍ نقيم الموائد العامرة بالأطباق النفيسة ، و أصناف الأطعمة الدسمة ، و أنواع المشروبات الفاخرة . و في أجواءٍ رومانسيةٍ ساحرةٍ .
متوهمين بأن القدر سيفتح لنا منفذاً على جدار القهر ، ليكون فسحة املٍ ، فنفك أحزمة الشقاء ، لمغادرة فضاء الإبادة و الإجتثاث و السحق و الاجتياح ... وصولاً إلى رصيف الأمان .
متاملين بأن العام الجديد مقبلٌ إلينا بجناحين مثقلين بالنفع و الأمان .
غير أننا ننسى أو نتناسى بأن إرثاً ثقيلاً من الجهل المقدس المشبع بالأنانية و التخلف قد تجذرت في عقولنا منذ أربعة عشر قرناً ، و من سمه الزعاف تتجرع شعوب الشرق شراب الحزن و الجزع بكؤوس الويل و العذاب . تحبس أنفاسها في أجواءٍ مشحونةٍ بالرعب و الأرهاب و التهديد ...
و لِمَ لا ؟! فالنوائب تتكدس أكواماً ، و الفاقة لهم بالمرصاد ، الجوع يهطل عليهم بغزارةٍ ، و حرمان آلاف العوائل من المأوى ، تهجيرٌ قسريٌّ ، و تشريدٌ متعمدٌ ، و قسوةٌ تتمادى ، المذلة باتت لهم ثقافةً راسخةً ، و الأوجاع من أولويات روتينهم ، كما المآسي في أوطانهم التي غدت بالنسبة لهم معتقلاً كبيراً .... و ناهيك عن القتل و الذبح كالأنعام بالجملة ....
منذ مئات القرون و قطار الأسى و الشقاء مازال يشق أرجاء الشرق المنحوسة دون توقفٍ ، ولا جدوى من محاولة إيقافه بفضل اعتراض الحكام الذين امتهنوا القتل و الدمار حرفةً ، كما فتاوى شيوخ الدين لإباحة الذبح و قطع الأعناق ....
تحالفٌ وطيدٌ بين الفريقين لاصطياد الأرزاق ، و التلذذ برؤية اللحم المطحون بالدم وسيلةً لجمع الثروة و التربع على عرش السلطة ...
هؤلاء القادة و تجار الدين الملتحون المعممون هم وكلاء القوى العظمى ، يمشون أمام شعوبهم متغطرسين متكبرين ، و على بطونهم يزحفون صاغرين امتثالاً لأوامر أسيادهم في الخارج .
النصوص المقدسة سلاحهم الفعَّال لإذلال شعوبهم و السكوت إزاء سطوتهم ، ولا مفر للخلاص ، و القدسية المزعومة تعشعش في عقولنا ، فترسم حدوداً ضيقةٌ لرؤيتنا .
ولا مناص للإنقاذ و الأوطان رهينةً بين أنياب جبابرة القوى الكبرى ، و صراع طغاتها على اقتسامها ..
و علاوةً على ذلك فإن عامنا الحاليَّ تجاوز مما سبقه من الأعوام في الجناية متلبساً بالجرم المشهود ، فأقبل إلينا مجرماً بحمل فيروس الموت و الوباء ، و ها قد هَمَّ بالرحيل قاتلاً سفاحاً .
عامٌ كاملٌ و هو يوزع الموت في كل أرجاء المعمورة شرقاً و مغرباً ، و ناهيك عن شل الحركة ، و إيقاف كل الأنشطة ، و الحظر على التجمعات ، حتى التعليم بات عن بعدٍ تحاشياً من بطش ذاك الفيروس السفاك ، و الاقتصاد بات في تراجعٍ مفزعٍ ....
قد نطوف في فضاء خيالنا ، و نحن نصوغ روائع الأفكار للابتكار و الإبداع ، لبناء القصور و ازدهار الأوطان ، فتتسع دائرة أحلامنا للاستنهاض و الانسلاخ من المهانة و الانقياد .
غير أن موروثنا الفكريَّ السلفيَّ الكهفيَّ ، يظل عائقاً معانداً ، يبني سداً منيعاً بيننا و بين الحرية و الأمان و الحب و الجمال ...
و لكن ، جميلٌ جداً أن نتفاءل ، و لو للحظاتٍ وسط أجواء التشاؤم ، حتى لو كنا نتنفس تحت كومة الركام .
و الأجمل أن نعيش بأحلامنا التي تمدنا بالأمل و التفاؤل .
فالعظمة لكل قلبٍ مليءٍ بالحب و الجمال .
و العزة لكل نفسٍ تتدفق منها اللطف و الحنو .
و طوبى لكل روحٍ طافحةٍ بالإنسانية و حب الحرية .
فكل عامٍ و نحن على قيد التفاؤل ، و عشق الحياة الآمنة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تضامن فنان مع فلسطين وصنع مجسما تشكيليا لوصف حالة فقد الأطفا

.. تفاعلكم | قصة مليادير يهودي شهير متهم بدعم حماس.. وفيلم -ناب

.. بنت الفنان -محمود ياسين- تتعرض لهجـ.ـوم عنيـ.ـف… والأخيرة تل

.. الممثل الإنجليزى مارك شيبارد ينجو من 6 نوبات قلبية بأعجوبة

.. تفاعلكم : الجدل يحيط بفيلم نابليون وهذه الأسباب!
