الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعادة تدوير العقول وانشاء الكيانات مرض العصر.

اسعد ابراهيم الخزاعي
كاتب وباحث

(Asaad Ibrahim Al-khuzaie)

2021 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مر العراق على مدى العقود الماضية بالكثير من النكبات والازمات السياسية والاقتصادية والعسكرية وخاض حروب بالوكالة عن جيرانه وجيران جيرانه باسم القومية والدين والعقيدة والمذهب كلفت هذا البلد خسائر كبيرة في الارواح والاموال وكرامة شعبه وحريتهم تهجر ملايين العراقيين داخليا وخارجيا بسبب سياسات غير مسؤولة انتهجها قادته وزعمائه لم يكن العراق وشعبه وحكوماته عاجزين او ناقصي الاهلية الا ان العاطفة الممزوجة بالاندفاع والتهور واللاعقلانية في اوقات كثيرة كانت مصدر ويلات هذا الشعب المغلوب على امره.
بعد ان خرج العراق من الاحتلال العثماني الى احضان المُحتل البريطاني الى النظام الملكي الذي تعافى خلاله لفترة قصيرة من الزمن تلتها انتكاسات متلاحقة كان اشدها فتكا بالعراق وشعبه حقبة حزب البعث وما تلاها حرب الثمان السنوات خسارة بالأرواح والممتلكات ومليارات الدولارات جعلت العراق بلدا غارقا بالديون بسبب سياسة حكومته غير المسؤولة ,قرار لا حكيم اخر باجتياح الكويت في غمضة عين وتصرف اللامبالي كتب حزب البعث اخر سطر من سطور حياته السياسية ليقرر المجتمع الدولي انهاء هذا النظام الذي وصفه بالدكتاتور سنوات من الحصار الاقتصادي دمرت شعبا بكامله فقر جوع ظلام انعدام الخدمات انقطاع التيار الكهربائي الذي كان يستهدف المحافظات التي خرجت ضد النظام الحاكم عام 1991 حتى ان مفردات البطاقة التموينية كانت من النوع الرديء الذي لا يصلح ان يكون علف حيواني امتهنت كرامة الانسان العراقي باع المواطن كل ما يملك من اثاث منزله ليوفر لقمة العيش لأفراد عائلته في الوقت الذي وصل فيه سعر صرف الدولار الامريكي الواحد 4500 دينار عراقي مقابل كيلو غرام واحد من الطحين اصبح شرف الماجدة العراقية او البديل جوعها حتى الموت اما ان ترتدي البدلة العسكرية وتدافع عن نظام حكم استبدادي مزاجي يزجك في حروبه العبثية بالوكالة او تقطع اذنك ويختم على جبهتك بالنار او يحز لسانك سجون انتهاكات بشعة لحقوق الانسان تعذيب نبذه مختصرة عن نظام يترحم عليه من لم يذق مرارته ولكي تتعادل الكفة ولا نتهم بالولاء للجار الخصم ايران بلاد فارس فالمعادلة الساذجة في بلاد ما بين النهرين اذا اعترضت على سياسة حزب او نظام حكم فانت تدين بالولاء لخصمة معادلة ازكمت انوفنا لعقود فالنظام الحالي في العراق والذي يدين بالولاء لدول الجوار ليس فقط لإيران لا يقل سوءا عن سابقه قبل ان يتسلم زمام السلطة وعدنا بجنات من اعناب ونخيل وكُل ما تشتهي الانفس لكن الحقيقة انه سقانا علقما مرا فبين ليلة وضحاها عادت الصورة الى ما سبقها واكثر سوء ما ان خرجنا من نفق البعث المظلم حتى دخلنا في دوامة اكثر سوداوية وحلكة جثث مقطعة في الشوارع اشلاء مفخخات واخرى مجهولة الهوية انتهاكات سرقات تعذيب تعنيف اغتصاب انتقام سجون سرية اغتيالات كواتم فساد مالي اداري اخلاقي قضاء مسيس اعتقالات تعسفيه الاف الضحايا مغيبين لم يرحمنا لا جار ولا صديق كلٌ يريد ان يُقطع اوصالنا يريد ان يُمزقنا يا عالم نحن العراق اما فيكم ابن ابيه لينقذنا كانوا ضيوفنا ويأكلون من زادنا عندما كنا واصبحوا يرتدون الاحزمة الناسفة لقتلنا عندما اصبحنا فقال جارنا العربي والعثماني والوهابي اما ان يحكمكم بعثي او سني او تقتلوا وتقطع ارجلكم وايديكم من خلاف وقال جارنا الفارسي اما ان يحكمكم الاغا او تقطع ارجلكم وايديكم من خلاف في كُل الاحوال دمائنا رخيصة ولا ثمن لها الا دموع امهاتنا الثكالى بفقد عزيزهن
بعد ان فشلت الانظمة الحاكمة في العراق منذ عام 2003 كان هنالك ثله من الهاربين والصامتين يتربصوا على مدى سبعة عشر عاما في الخفاء تارة يحملون سلاحهم لقتل الشعب العراقي بحجة الجهاد واخرى سياسيين مُحنكين وثالثها مدافعين عن حقوق الشعب التي سلبها المحتل واعوانه على اساس انهم كانوا ملائكة وديعين وكانوا يوزعون للشعب العراقي الورود وقلوب الحب على مدى اربعين عاما من حكمهم ولم يعتدوا على جيرانهم وكانوا في قمة الحكمة والدبلوماسية والرصانة السياسية يتفاخرون انهم ضربوا اسرائيل تسعة وثلاثين صاروخا وتتفاخر اسرائيل والتحالف الدولي انهم اخرجوا زعيم العرب من سردابه من هذا الصراع العقيم المتضرر الوحيد هو المواطن العراقي!
اعادوا ترتيب اوراقهم المليئة بدماء الابرياء وعقولهم المليئة بالحقد الدفين وعقدوا العزم على مصافحة العدو الامريكي وعقد الاجتماعات للظفر بالسلطة من جديد والعودة الى البدلة الزيتوني والسفاري وحلاقة اللحية الصباحية والشارب السميك المصبوغ باللون الاسود مثل ايام العراقيين السوداء التي قضوها في حكمهم و استعد واسترح ويوم القدس ويوم النخوة وميلاد الزعيم والتجنيد والاحتياط والاعدامات
مشكلتنا ليست بالأسماء وليست في الوجوه مُشكلتنا في العقول فالعقل العربي الاسلامي دكتاتور بالفطرة لا نحتاج الى اعادة تدوير هذه العقول الاقصائية الدكتاتورية التي لا تحترم مبادئ حقوق الانسان وحريته في التعبير وحقه في العيش الكريم انتهى زمن تدوير العقول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 25 ديمقراطيا في مجلس النواب الأميركي يدرس إصدار طلب يحث بايد


.. بريطانيا.. توقعات أن حزب المحافظين يتجه نحو أسوأ هزيمة في تا




.. وزراء في الحكومة المصرية الجديدة يؤدون اليمين الدستورية أمام


.. بريطانيا.. كيف تكسب الانتخابات؟ ولماذا يهيمن حزبان سياسيا؟




.. حماس: هنية أجرى اتصالات مع الوسطاء في قطر ومصر حول بهدف التو