الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد على مقال الكاتب نارام سرجون ( الفرق بين تحرير فلسطين والتحرر من فلسطين )

ابراهيم الحمدان

2021 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


كتب الكاتب نارام سرجون مقالة على صفحته، مليئة بالحماس والكلمات الجميلة ، لكنها لم تستطع أن تجمل طوابير الفقر، والجوع، وانتشار الفساد (وكأن الفقر والجوع والفساد سيكون أجمل عندما نربطه بشعارات المقاومة) هذا من جهة، ولتكميم الافواه، وتخوين أي طرح يخالف طرحه، من جهة أخرى.. حيث يقول، وما بين قوسين للكاتب نارام (هل تستحق فلسطين كل هذه التضحية وهذه الخسائر؟ لم لانعيش وننسى هذه الفلسطين؟ اننا تعبنا ولم يعد لنا عذر في هذا العناد .. وهذا اعادة تعويم لعبارة الجزيرة الشهيرة على لسان مهرجها فيصل القاسم (هلكتونا بفلسطين) .. هذا بعض مما تنشره الجيوش الالكترونية العبرية المستعربة بيننا عبر وسائط التواصل الاجتماعي الى جانب صور الفقر في محور بغداد دمشق وطوابير الخبز والفساد وتلقى تجاوبا ونقاشات وتستدرج الناس من بوابات معاناتهم اليومية الى هذا النوع من السجالات .. ولكن اي هي الحقيقة؟؟)
انتهى الإقتباس
أولا صور الفقر والجوع في سورية،لم تتزامن مع تحقيق أي شعار مرفوع منذ عقود من الزمن، فلم يتم تحرير حبة تراب من فلسطين، ولا حتى من الجولان، كي نقول للفقراء والجياع في سورية عليكم الصبر والموت لأن الفقر والجوع أعطى نتائج مبشرة بالخير. ولم تتوافق صور الجوع والفساد وإذلال طوابير المواطنين مع نصب المشانق للخونة والفاسدين لنقول الفرج قادم، بل للأسف تتزامن صور الجوع والبؤس والفقر مع صور السيارات التي تباع وتشترى بمليارات الليرات السورية( وعلى عينك يا مواطن) ونرى البذخ والترف عند المسؤولين البعثيين وأشباههم الذين يرفعون شعارات تحرير فلسطين، بل تجاوزت الشعارات تحرير فلسطين في مقال نارام سرجون، وأضحت شعار زوال إسرائيل، وهنا كي لا نتهم بوطنيتنا، وبأننا جيوش عبرية نطرح عدة تساؤلات
١ هل الراحل حافظ الأسد، والبعثيين الذين فاوضوا إسرائيل، كانوا يطالبون بتحرير فلسطين، أو زوال إسرائيل... أم فقط كان التفاوض على تحرير الجولان؟؟ !!
٢ هل دعم الأخوان المسلمين (حماس) والفكر الاخونجي يؤسس لثقافة ونهضة عربية تستطيع إزالة إسرائيل؟؟!!
٣ هل نعتبر داعش مقاومة إسلامية لمجرد أنها تجاوزت تقسيمات سايكس بيكو بشعاراتها؟؟!!
٤ هل من حق الشعب السوري الوطني، الذي ضحى وصمد أمام سواطير داعش، وسواطير الإرهابيين والقتلة، الذين أبادوا قرى بأكملها، وقتلوا خيرة الشباب السوري من الجيش العربي السوري، ومن مدنيين، ، محاسبة من خان الوطن، ومن سحل الجثث، وهل من حقنا فتح دفاتر الحقيقة، للبحث عمن خان وقتل واغتصب، أم أيضا هذا ما تسوق له الجيوش الإلكترونية العبرية.
الحقائق تقول أن الإرهابيين والمجرمين السوريين كان معظمهم من خريجي مدرسة حزب البعث العربي الاشتراكي، وقيادات الإرهاب أيضا من قيادات الصف الأول لحزب البعث العربي الاشتراكي .
والجميع يعلم أنه لا يوجد تنظيم أو تجمع للإخوان المسلمين في سورية، ولا يوجد أحزاب سياسية معارضة خارج إطار الجبهة الوطنية المزعومة، ورغم ذلك لم نشهد انشقاقات من قواعد أو قيادات أحزاب الجبهة، بل الانشقاق كان في قواعد حزب البعث وقيادات حزب البعث، ومن الإنصاف للوطن والشهداء، وللشعارات التي يرفع سقفها الكاتب نارام سرجون، هي أن ( حزب البعث العربي الاشتراكي يجب أن يحاكم لا أن يحكم) فإن كان هذا الحزب الذي خرج القتلة والإرهابيين والفاسدين، أليس من باب الوطنية، ومن باب الوفاء للشعارات التي ترفع أن يحاكم حزب البعث، أو على أقل تقدير أن يقدم نقد ذاتي، وأن يقدم اعتذار للمواطن السوري، ولذوي الشهداء، ويحل نفسه بنفسه، فهل يعقل أن حزب معظم قواعده خانت الوطن ، والعديد من قياداته، أن يحكم بدل أن يحاكم، وهل هذه السابقة تحدث حتى في دول الكفار التي نرفع شعار إزالتها . فقبل التحدث عن الشعارات يا سيد نارام، تحدث عن الحوامل التي ترفع هذه الشعارات، وقبل التحدث عن الشعارات وعن حوامل هذه الشعارات، تحدث عن المواطن الذي ترفع الشعارات له ليعيش بكرامة . وهنا التساؤل، أين كرامتنا الوطنية ونحن تحت نيران إسرائيل ليل نهار دون رد، أين كرامة السوري الذي يفرض عليه التقشف بينما تصرف الملايين على مكاتب ومسؤولي حزب البعث وأحزاب الجبهة من متفرغين ومسؤولين ومكاتب ورواتب ومستشارين ورشاوي وخطابات وشعارات ، على حساب طعام الجندي الذي قدم روحه للوطن وعلى حساب طعام أطفالنا ودواء أطفالنا وتدفئة أطفالنا .
نعم نحن مع زوال إسرائيل، ومع أن نكون أسياد العالم بتطورنا، وعلمنا، وثقافتنا وسيادة دولة القانون، لكن تحقيق هذه الشعارات لا تكون بثقافات إسلامية طائفية متمثلة بوزارة الأوقاف، ولا حتى بثقافة ولاية الفقيه ، ولا بثقافة حزب البعث الذي خرج كوادر القتل والسحل والإرهاب والفساد ، ولا بدعم الإخوان المسلمين ( حماس) وثقافتها في فلسطين المحتلة تحت حجة المقاومة.
.
سورية من واجبها الإنساني كما واجبها العربي، أن تقف مع القضايا العادلة بشكل عام، ومع قضية الشعب الفلسطيني بشكل خاص،لكن ليس من مهام سورية تحرير فلسطين، ولا من مهام سورية التحدث نيابة عن الشعب الفلسطيني . أن نقف مع الشعب الفلسطيني ونرفع هذا الشعار شيء، وأن نرفع شعار تحرير فلسطين شيء مختلف، أن نقف مع الشرعية الفلسطينية شيء، وأن ننفق وندرب وندعم فصائل أخونجية فلسطينية ك( حماس) شيء مختلف.
الشرعية السورية المتمثلة بالدولة السورية، والرئيس السوري بشار الأسد، من واجبهم تحرير الجولان، بكل الطرق الممكنة ، إن كان عن طريق السلم وإن كان عن طريق الحرب . لكن بالتأكيد ليس واجب علينا، ولا من مهام سورية تحرير فلسطين . أن ندعم الحق الفلسطيني شيء، وأن نعتبر أنفسنا أوصياء على الشعب الفلسطيني شيء آخر.
سورية اليوم عليها تغيير خطابها السياسي وشعاراتها السياسية ، عليها الاهتمام بشعبها، وإعادة إعمار وطنها،وتحقيق تطلعات شعبها. فالدولة والقيادة السورية، عليها أن تعمل على أنها بموقع المسؤولية وموقع القيادة لتحقق تطلعات شعبها بالعيش الكريم، وليست بموقع الحفاظ على تطلعات حزبية بعثية لم تعد تعني السوريين بشيء .
زوال إسرائيل يكون ، بالنهضة الثقافية، والنهضة الصناعية والنهضة العلمية، وليس بالعودة إلى الخطاب الديني المشوه،ودعم الفكر الاخونجي الحمساوي، وبولاية الفقيه، بل بفصل الطائفية عن التحاصص السياسي، ودعم العلم ،ودعم الكفاءات، وإلغاء المحسوبيات ، لا بحماية الفاسدين، ولا بدعم الفكر الطائفي المتمثل بوزارة الأوقاف وتطوير قلقلات أبي هريرة، وفتاوي ابن تيمية، الإعتماد على صلاة الإستسقاء لن تشرب أرضنا الماء ، والإعتماد على الشعارات البعثية لن تزول إسرائيل.. والإعتماد على تجميل الفقر والجوع والفساد، بشعارات المقاومة لن يكون الجوع أجمل.
30.12.2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة