الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسطورة الحياة الواحده الوحيده؟(2/2)

عبدالامير الركابي

2021 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


اسطورة الحياة الواحدة الوحيدة؟(2/2)
عبدالاميرالركابي
مع المجتمعية، وعلى اعتبارها المحطة الأخير المفضية الى اكتمال "العقل"، بعد المسيرة التي قطعها منذ انبثاق مادته الأولى في الجسد الحيواني، تحضر البيئة / الطبيعة/ مستمرة كعنصر حياتي أساس، وملازم عضويا للظاهرة الحياتيه الحيوانيه والانسايوانية، فتعمل بحضورها وتوزعها التضاريسي المناخي، وكما الحال مع العقل الذي يبدا مادة أولية، ويكتمل بالتفاعليه والنشوئية الثانيه، تحضر المجتمعات كحالة ابتدائية بين طورين، طور اللقاط والصيد، والطور المجتمعي التحولي، بينهما تكون الظاهرة المجتمعية في حالة تبلور، لن يكتمل، الى ان تكتمل الخارطة / المسرح البيئي/ التحولي، فتظهر أولا مجتمعية ارض مابين النهرين باشتراطاتها البيئية المحكومة لصيغة من صيغ قانون "العيش على حافة الفناء"/ بجانب الازدواج المجتمعي بنوعيه، المجتمعية التي لاتتجسد ارضويا، ومجتمعية أحادية منتقصة بحسب الصراعية الداخلية الازدواجية.
مقابل ذلك، ينوجد وعلى الضفة المقابلة من المتوسط، شكل مجتمعية أحادية اعلى، ازدواجي طبقيا لامجتمعيا، ينطوي على اقصى الديناميات الأحادية وارفعها، بين كل مجتمعات الأحادية: أحادية الدولة ونموذحها الاعرق النيلي، واحادية اللادولة المعروفة في أمريكا اللاتينيه، وامريكا قبل الغزو الأوربي الاستيطاني، وأستراليا، وبعض افريقيا، وأجزاء من اسيا، وبالذات ارفع نماذجها، مجتمع اللادولة الأحادي الجزيري، الخاضع لاقتصاد الغزو الاحترابي الأقصى، واللوحه المشار اليها هي الخارطة التحولية البيئية، نتاج فعل الحياتيه الكوكبية الأرضية وحضورها الحي المستمرـ المحكوم بالتحولية، حيث المجتمعات لاتتشكل بذاتها، بل باعتبارها حالة بيئية تضاريسية من ثلاثة أنماط مجتمعية، موافقة لغاية ترقي العقل واكتماله، من خلال وعبر التفاعليه المجتمعية وممكناتها.
ان مايقال عن "الظاهرة المجتمعية" الواحدة الموحدة نوعا، والمرهونه لانتاج الغذاء والتجمع، هو مايمكن ويتوقع ان يتمخض عن الأحادية ومنظورها، وصولا لاعلى اشكاله وارفعها "الطبقي"، ممثلا ب "المادية التاريخيه" المنجز الطبقي المجتمعي الأعلى المصاغ ابان الانتقال الأوربي الى الآلة والراسمالية المصنعيه، وقت ان ولدت قمة المنظور الأحادي للمجتمعات باعتبارها ارفع صيغ التجلي الأوربي، الفلسفي الاغريقي أولا، والاوربي الحداثي الراهن ثانيا، ضمن مسارات التفاعليه المجتمعية التحولية، يقابلها ويسبقها زمنيا، المنظور التحولي الرافديني الشرق متوسطي "الابراهيمي" الأول، الممكن ضمن اشتراطات الابتداء، وغلبة الرؤية والمنظور الأحاديان، المتولد عن عاملي، القصور العقلي الموضوعي، بحكم كون المجتمعية أصلا عتبة ومحطة تصير المادة العقلية الأخيرة ، وصولا الى "العقل"، مع مايقتضيه ذلك من مسار تشكلي تفاعلي، داخل المجتمعية وخارطتها المتولدة الموزعة بيئيا على مستوى المعمورة، من البديهي ان تكون اول واهم تحدياتها التصيرية، انتقالها من القصور والعجز عن ادراك اشتراطات تصيرها، الى اماطة اللثام عن المضمر المجتمعي التحولي، المودع بيئيا في البنية المجتمعية، بالإضافة الى العامل الثاني الهام المتمل في الافتقاد للأسباب التحولية المادية الضرورية.
ففي المجتمع الرافديني والسومري التحولي الأول، تشخص الأسباب والمكونات التحولية البنيوية مع مقتضياتها ومايترتب عليها تصوريا، وكل تلك حالة واليات بنيوية ونتاج كينونه قاصرة هي الأخرى، وغير قادرة على ادراك منطويات غرضها المطابق لبنيتها، المتوقف الانتقال لها على انبثاق الأسباب المادية الضرورية، وهو مالاتستطيع التكفل به بذاتها لتناقضه مع كينونتها، الامر الذي اوكلتهه البيئة / مرة أخرى البيئة " الميته" كما يتصور في المعتاد/ لسواها من أنماط المجتمعية الأحادية الاتشطارية الطبقية، فجعلتها قابلة لانتاج "الآلة"مقابل " الاله"، ومن ثم "التكنولوجيا"، مع مايحايثهما من انقلاب في الرؤية، ومجمل المقاربة العقلية للحياة والمحتمعية، ومختلف مناحي الحياة، قبل حضور عتبة الانتهاء المجتمعي وتسيده، برغم انبثاقه خارج رحم التاريخ، بانتظار تمخض التاريخ، ومبتداه، متعديا ماكان قد قصر موضوعيا عن البوح به ابتداء .
هل الحياة ومصدرها، وعنصر تطورها الأساس، هو الكوكب الأرضي، او ماينتجه ويظل متابعا لتطوره، مهيئا أسباب صيرورته، ومسارات تشكله صعودا الى مابعد المجتمعية، مايستدعى إعادة قراءة تاريخ الحياة، باعتبارها ملحقا متصلا باصل، يبدأ مع الحياة الأرضية الأولى، ماقبل العضوية، التي تلد الحياة العضوية كلحظة موافقة لطور من اطوار الحياة الكوكبيه الجمادية الحية، فيأتي الحضور العضوي موافقا لطور جديد من اطوار الحياة الأرضية، لايكون منفصلا عنه، ولا قادرا، او يملك بذاته أسباب وجوده، وتصيره المرسوم كونيا، مايدعو لاعتبار الطور العضوي الحياتي، مرحله حياتيه أرضية، تتغير بموجبها وتتحول من حال الى اخر، متناسب مع مقتضيات العضوية الحيوانيه، تقوم الطبيعة ابانها يتوفير أسباب تحول وصيرورة الكائن العضوي الذي افرزته بالاصل، الى الحيوان المنتصب، القادر على استعمال يديه بعد ملايين السنين من التحولات، والصعود الهيكلي البنائي الجسدي الحيواني، يوم تصل الحيوانية قمة ونهاية تطورها العضوي، ليبدا من حينه انبثاق المادة العقلية، ويصير الحيوان انسايوانا.
ثمة قوة تحولية غرضية، كامنه في الحركة الحياتيه الكوكبية ابتداء، تنطوي على السيناريو والسردية العظمى للحياة، وتحولاتها الكوكبية، وماينتج عنها وعن متغيراتها، اليها يعود انبجاس الحياة العضوية ابتداء، ومن ثم الحياة العقلية التي تنشا مادة اوليه، ذاهبة الى الاستمرار تصيرا واكتمالا، الى ان يظهر العقل بعد طور من النشوئية العليا "العقلية"، التي تعقب الحيوانيه كما تعرف عليها واكتشفها "دارون"، وعجز في الوقت ذاته عن ان يدرك بحكم احاديته، كونها محطة تعقبها دورة نشوئية اخرى، تبدا مباشرة مع ظهور أولى علامات انبثاق العقل، فتتغير من وقتها الاشتراطات، ونوع المسارات التفاعلية البيئية الانسايوانيه، وتصير محكومة بالاتجاه الى المجتمعية التحولية، الحقبة والمحطة الأخيرة الاجبارية، الواجب عبورها قبل ظهور"العقل" واكتماله كطور حياتي حيوي اعلى.
كما ان العقل الابتدائي الاولي يعجز عن رؤية الحياة الجمادية الكوكبيه، وينشغل بذاته فيكرسها على انها " الحياة"، فانه لايستطيع موضوعيا وواقعا، ان يتصور "العقل" كحياة لاحقة على الحياة العضوية الجسدية، ماقد جعله بالأحرى وفرض عليه، معاملة العقل جموديا، من ناحية على انه معطى نهائي وليس حالة تصير وارتقاء، وكونه حالة مصادرة ملحقة بالجسد وضرورة لاكتماله مثل اكتمال بقية الأعضاء، مايعني العجز عن رؤية التعاقبية التحولية النوعية، من "الحياتيةالجمادية" الى "الحياتيه العضوية" ومن ثم "الحياتيه العقلية" حين يتحقق الانفصال، وتحين ساعة التحرر من اثر الكوكب الأرضي، وضرورته الحياتيه التحولية الحاسمه ويصير الكوكب الأرضي والمجموعة الشمسية التي ننمتمي اليها أصلا، مهياة للاختفاء وانقضاء الأمد المقرر لها كضرورة حياتيه.
لابد ان تكون الأرض قد وجدت ضمن سياقات واستهدافات كونيه تحولية غير مدركة، ومن غير الوارد ادراكها حاليا من دون توفر الأسباب والوسيلة المهياة لمثل هذا النوع من الادراك، وهو مايعود الى، ويتفق مع اشتراطات "العالم الاخر"، و " الحياة الأخرى" التي يعبر عنها التصور الكوني الابراهيمي الأول، بالصيغة المعروفة عن الانتقال بعد الموت الى العالم الاخر، والى " الجنة" و"النار"، ويوم الحساب، تعبيرا عن حضور "الغائية الكونيه العليا"، بما كان ممكنا استيعابه من قبل الكائن الانسايوان ماقبل العقلي، وماكان وقتها هو الصيغة المطابقة للحظة، من الزاوية والجانب الكوني التحولي، مقابل الأحادي، حيث الغائية الكونيه العليا هي "الله"، المشابه للحاكم الارضوي، لكن المتعالي الذي يستقل بالسلطات العليا، منتزعا إياها من يد الحاكم الارضوي، وحيث القدرات الخارقة والحساب، والعسس ( العالم بكل شيء) وموظفية الملائكة والجان، أي "دولة الله" الارضوية، مقابل الدولة الاحادية الارضوية المتفارقة واياها، هذا عدا عن السياقات الحيوية القياميه، والتركيز على عرضية الحياة المادية، وعلى حتميه النهاية الأرضية، وكلها اشكال من المنظور التحولي البنيوي البدائي المطابق في غير اوانه.
هل مايسمى ومانعتبره اليوم من قبيل "العلم" بوجوهه المختلفة التطبيقية والانسانوية المجتمعية هو "علم ماقبل العقل" ام "العلم العقلي"؟ وما الفارق بينهما من حيث الموضوعات والتحديات، وانماط الاستجابة، واليات العمل واغراضه، ومحفزاته؟ الأكيد اننا يجب ان نعنى راهنا وحاليا لابمحاولة معرفة مايمكن التعرف عليه موضوعيا، بقدر مايلزم ان نرى الى الاستعمالية الحياتيه الكونبيه الراهنة، الموشكة على الاقتراب من ظهور العقل، وعلى المتغيرات الاشتراطية التي تتهيا الأرض اليوم لكي تنتجها انتقالا كما كانت تفعل، زمن التشكل العقلي، الى اللحظة الفاصلة الانتقالية الأخيرة، الحاسمة، وهو أيضا مما لانملك، ولانجد عليه المعطيات الملموسة الكافية، غير اننا قد نجد في ماضي وبدايات المجتمعية التي هي حاضنه التحول العقلي، بعضا مما نحتاجه لكي نرى وجهة التبدل الارضوي، بالاخص في اشتراطات التحولية البدائية الأولى الرافدينه، ممثلة في "العيش على حافة الفناء"، أي تحول الأرض الى مكان غير صالح للعيش وانتهاء امدها وزمنها الاستقبالي، لصالح الزمن الاخير" الطارد"،النابذ، غير المستقبل للحياة الانسايوانيه، وهو ماقد يذكر هنا بموضوعة "القيامه"، ويوم الدينونة، مع كل ماينبغي تبديلة من وجوه السيناريو بين تصورين، ابتدائي اول، وانتهائي راهن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا