الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكويت .. وأقلام الهزيمة المسمومة ؟

داود البصري

2003 / 5 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                     

ثمة حقيقتان قد إرتسمتا على واقع المنطقة السياسي في المرحلة الأخيرة لاسبيل لتجاوزهما ، أولهما أن النظام البعثي البائد في العراق ماكان له ليسقط تلك السقطة الفضائحية المدوية ويريح العراقيين وشعوب المنطقة من شروره ومصائبه لولا القوة الأميركية التي عصفت به وألقت به نحو مزبلة الطغاة !، ولولا ذلك لإستمر النظام يورث مصائبه ومماليكه وصبيانه لألف عام قادم ! ، أما الحقيقة الأخرى التي لاتقبل الجدل فهي الدور الإستراتيجي والتاريخي الذي إتخذته دولة الكويت وشعبها وحكومتها بتسهيل عملية إزاحة النظام تعبويا وإستراتيجيا وهي عملية ستظل خالدة تاريخيا في كونها خروج واضح عن نص العلاقات العربية الرسمية الذي يلتزم الجانب السلبي الرسمي ولايساهم في رفع الأذى عن الشعوب ، كما أن إنطلاق عملية تحرير العراق من الكويت لاتعني تحريرا لإرادة الإنسان العراقي فقط ، بل ضمانا مستقبليا لأمن الكويت والمنطقة الخليجية من مغامرات نظام بائد ماعرف بغير العدوان والغدر وتخريب كل أسس العلاقات التاريخيةوالإجتماعية والإنسانية ، ويوم إسقاط النظام الصدامي سيكون عيدا آخر لحرية الكويت وولادة فعلية لإستقلالها وتحرر إرادتها من كل عقد الإبتزاز العربي والإقليمي ومشاركة حقيقية فاعلة في إرساء أسس أمن إقليمية قوية تساهم في إنعاش المنطقة إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا ، والعراقيون بدورهم لن ينسوا أبدا هذا الموقف الكويتي الخارج عن كل سياقات الأنماط  التقليدية المنافقة في العلاقات العربية ، لقد كان الموقف الكويتي من حرية العراق بمثابة ولادة حقيقية لعلاقات من نمط خاص بين البلدين الجارين العراق والكويت ستكون ذات جوانب تكاملية وإستثمارية وسياسية ستنعكس إيجابياتها على صورة وخطط التحديث القادم في المنطقة بعد إستقرار الأوضاع وقيام التجربة الديمقراطية العراقية الوليدة رغم كل صنوف وأشكال التحديات القائمة حاليا والتي لنا الثقة الكاملة من أنها ستزول قريبا وأقرب مما يتصور المرجفون وعبيد الطغيان الفاشي والمدافعون عن نظام القتلة من ذوي النفوس المريضة سواءا في الفضائيات الإرتزاقية المنافقة إياها ، أو في دكاكين الصحافة التبشيرية العربية التي سقطت بسقوط مموليها والنافخين في أوداجها وخصوصا بعد إفتضاح الدور الحقيقي التدليسي للرفيق طارق عزيز أحد بطارقة الإعلام التبشيري الممول وصاحب العبارة التالية في فلسفة الدفع والقبض للصحف ووسائل الإعلام العربية من حزبية ونقابية وشخصيات صحفية مستقلة! فهو كان يقول لوفد من الصحفيين المغاربة : { إن جميع ماندفعه للإعلام الصديق لايساوي ثمن دبابة }!! هكذا إذن .. مقايضة الكلمة وشراؤها بسعر السلاح ؟! ، لذلك كله ولأسباب أخرى لم يكن غريبا ولامفاجئا أن تنعق صحف التمويل المعروفة وفي العاصمة البريطانية تحديدا بفحيح الأفاعي السامة وهي تحاول جاهدة تشويه الموقف الشعبي والرسمي الكويتي من  خلال التشكيك بنوايا وأهداف الإخوة في الكويت ووصفها بأوصاف مقذعة لايمكن وصفها إلا من خلال معرفة النوايا والسلوكيات المريضة للأطراف التي نعرفها والتي تقف خلف تلك الحملة المشبوهة بعد أن فضحت وستفضح أكثر وأدق خلال الأيام القادمة كل الأوراق والصفقات النفطية وغيرها التي كانت تمول أباطرة البذاءة العربية المتمترسين خلف جدران الشعارات القومية المزيفة ، والمتبرقعين بالقضية الفلسطينية التي لم يقدموا لها سوى الشعارات التي يحاولون بيعها اليوم في أسواق النخاسة السياسية العربية ، فسقوط وإنكشاف حقيقة النائب العمالي البريطاني جورج غالواي ليس إلا بداية المسلسل المسلي لقائمة طويلة وعريضة من مرتزقة الإعلام العربي والدولي والتي سنحرص أجمعين على فضح كل الحقائق ذات الصلة والتي ستكون مادة مسلية للشعب العربي وهم يتفرجون على مهرجي الكلمة وباعة الضمير في مهرجان فضيحتهم الكبير! وساعتها ستسود وجوه وتبيض وجوه ، وماربك بظلام للعبيد ، لذلك فإن إستهداف الكويت في هذه المرحلة بالذات يعبر عن خلل قيمي وسلوكي لأساطين الكذب والبذاءة في الإعلام العربي المشخصين جيدا ، فلقد تحدثوا كثيرا وتمضمضوا بأكاذيب النظام البعثي الساقط وترهاته وكان آخرها أسطورة ( برنو منقاش )! ، وكانوا قبلها يزرعون الفضاء الإعلامي العربي ببطولات وتبجحات وهمية عن بطولات الإنتحاريين والإرهابيين واليوم بعد أن طاشت جميع سهامهم المسمومة وأطاح ( النعال العراقي ) بالبقية الباقية من العقول الفاشية النخرة ، لم يجدوا وسيلة للتعبير عن خوائهم وفشلهم سوى بمهاجمة الكويت وموقفها القومي والإنساني المتميز والأصيل ، وبعد أن فشلوا في مواجهة الشفافية الإعلامية الكويتية وتفرغها لفضح بشاعات وجرائم النظام الصدامي وهو الأمر الذي لم تفعله أي دولة عربية أو إقليمية ، ستموت الحملات المسمومة ، وسترتد سمومهم لنحورهم ، وستتوقف لامحالة العديد من صحف التمويل والتبشير والإرتزاق والعهر الإعلامي ، بإنقطاع المورد وموت وتفسخ الممول ، وسيظهر ممولون جدد لامحالة لأن أصول اللعبة لابد أن تستمر ولو بطرق تدليسية أخرى! ، ولكن في جميع الأحوال فإن صورة سياسية جديدة قد إنبثقت في المنطقة ولن يستطيع بطارقة التدجيل الإعلامي من بث سمومهم ، فلقد أصبح اللعب على المكشوف ، وبانت حقيقة المرتزقة من

( زلمات ) آخر الزمان؟

وسيبقى للعراق والكويت رب يحميهم ، وحرية ستسور أوطانهم ، ومستقبل مشرق سيعم خيره على شعبي البلدين الشقيقين .

أما أباطرة الحقد ، فدعهم في غيهم يعمهون .

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز