الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنويعات المقام الاستبدادي

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2021 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: كيف تنظر إلى تكوين وآليات عمل الآليات الرادعة التي توظفها الفئات المسيطرة على المستوى الكوني لحصار وتقييد أي ممكنات لكشف الحقائق والإشكاليات الفعلية التي تعاني منها المجتمعات على المستوى الكوني؟

مصعب قاسم عزاوي: تتفنن الفئات المهيمنة في الإخراجات التزويقية الضرورية لسلوكاتها التي يضبطها اشتراطات الواقع الموضوعي التي يفعل فيها ذلك السلوك والتي تقتضي بأنه «لكل مقام مقال». ومن الناحية العملية يعني ذلك، بأن ردع الحقيقة وقائليها في المجتمعات المنهوبة، الخاضعة للهيمنة بالوكالة عبر المستبدين المحليين المناط بهم القيام بدورهم الوظيفي كنواطير وجباة لصالح الشركات العابرة للقارات ونظم الهيمنة الكونية التابعة لها، لا يستدعي كثيراً من التفكر والاجتهاد؛ فالتهم الثابتة من تلاوين «مقاومة النظام الاشتراكي»، و«النيل من هيبة الدولة»، و«إقلاق السلم الأهلي» و«الترويج للأفكار الهدامة»، و«التخابر مع جهات أجنبية معادية»، وغيرها من التنويعات على نفس المقام الاستبدادي، حاضرة للقذف بأي من قد تسول له نفسه «بالتجرؤ على قول الحقيقة أو كشفها» إلى لج أخاديد المحاكم الشكلية والاستثنائية، ومن ثم إلى سراديب العسس والبصاصين، ومهاجع الموت البطيء التي افترست الملايين من المظلومين المقهورين على المستوى الكوني، ولا تزال النظم العربية الاستبدادية تبز كل الفاشيين و النازيين من أسلافهم في أرجاء الأرضين في تفتقاتها الإخراجية البربرية لذلك الواقع السوداوي الذي يكابده كل حر لم يعد يطيق الصمت المرير على الواقع الأشوه والتلفيقات المزيفة التي يراد له استمراؤها.

وفي العالم الإمبريالي «المتقدم»، فإن ضرورات الديكور الديموقراطي تحد من قدرة الفئات المهيمنة على «إشهار مخالبها وأنيابها» بشكل صارخ كما فعلته وتفعله في المجتمعات المهشمة، كما كان في الحال في تراجيديا «سجن أبو غريب»، ويجري راهناً في معتقل غوانتانامو الأمريكي في الجزء الجنوبي من كوبا الذي تحتله الولايات المتحدة. وهنا تقتضي شروط اللعبة الديموقراطية اتباع آليات الترشيح والفلترة غير المباشرة وغير المعلنة، التي تقتضي غض النظر عن أي «فعل أو قول لكشف الحقيقة لا يحتمل أن يؤدي إلى حراك اجتماعي فعلي يغير من معادلة الهيمنة والسيطرة في تلك المجتمعات من قبل الشركات العابرة للقارات وممثليها من الساسة المصطنعين بإتقان إعلامياً واجتماعياً».
وإذا أفضى تقييم ذلك «الفعل المارق لكشف الحقيقة» من قبل الفئات المهيمنة فعلياً في المجتمعات الغربية، إلى «احتمال أن يقود إلى حراك اجتماعي فعلي»، فهنا تبدأ الآليات الجلمودية لتهشيم ذلك الفعل في «مهده» عبر آليات الإقصاء والتهميش والإفقار والطرد من العمل لأسباب غير معلنة، والتحقيقات الأمنية والشرطية في جرائم مختلقة صغيرة كانت أم كبيرة من قبيل مخالفة مرورية وصولاً إلى تهم التهرب الضريبي والتحرش الجنسي الذي أصبح المقصلة المعنوية التي تستخدمها آلة التقليم الاجتماعي في المجتمعات الغربية لكل من هو ناشز عن الجوقة.

وجدير بالذكر بأن «الضرورات تبيح المحظورات الإخراجية في مسرحية اللعبة الديموقراطية» في الغرب أيضاً. فإذا اقتضت الظروف الموضوعية التعامل السريع مع حالة استثنائية يمثل صاحبها احتمالاً «لتكون حراك اجتماعي زلزالي يصعب التعامل معه»، فلا ضير حينئذ من استعارة قاموس وأدوات المستبدين الأفجاج في الدول المنهوبة، وترك فرق الاغتيال السرية وغيرها لتعمل عملها الضروري كما كان الحال في حالتي اغتيال «مارتن لوثر كينغ» و «فريد هامبتون» في الولايات المتحدة كمثالين بارزين على الخروج اللازم عن النص في الحالات الاضطرارية في الغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه


.. بسبب سقوط شظايا على المبنى.. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ت




.. وزارة الصحة في غزة: ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين سيتوق


.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟




.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د