الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثمن الذي يدفعه العراقيون

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2006 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


هل نلح كثيراً حين نكرر: أن على المعنيين الكشف بشجاعة عن القوى أو الأجهزة, أو الدول التي تقف وراء عمليات العنف في العراق؟
أم نخطئ حين نكرر: أن على المعنيين عدم دفن رؤوسهم في الرمال, وهم يبحثون عن الأسباب الحقيقية وراء مثل هذه العمليات, وكأن استمرار نزيف الدم العراقي لا يعني أحدا سوى أهالي الضحايا الأبرياء الذين يصرخون ليذهب حتى صراخهم هذا- الذي هو أضعف الأعمال بوجه الوحشية- أدراج الرياح ؟!
لقد أصبحت أعمال التفجيرات، والقنص، والاغتيالات, ومنظر الدماء والأشلاء والجثث منظراً بانورامياً يومياً اعتيادياً, وأصبحت معه أصوات العويل والندب والصراخ موسيقاه التصويرية. كل هذا وجيوش الاحتلال تتفرج، فيما القوات العراقية التي تغص بها ومنها الشوارع لا تأتي إلا لإفساح المجال أمام سيارات الإسعاف وسيارات نقل الموتى- عفواً- تقل الأشلاء الممزقة!!
هل لنا أن نتساءل- أو بالأحرى ننقل تساؤلات الناس- عن جدوى نقاط التفتيش هذه التي لا تسد مخارج الطرق ومداخل المدن فقط وإنما حتى الأزقة؟
عن هذه المداهمات لأماكن (يُشتبه أنها تؤوي إرهابيين !! ), ويكون في الغالب ضحاياها إهدار كرامة أبرياء؟
عن معنى وجود هذه الأجهزة التي تُؤمَن لها ميزانيات مالية هائلة : استخبارات، مخابرات، أمن قومي, حرس وطني، شرطة ، قوات طوارئ ... الخ؟
حتى عندما يتهم مسؤولو الحكومة أحداً فلا نسمع منهم شيئاً واضحاً : (دول مجاورة!)، (جماعات إرهابية!) . لا ندري لماذا لا يذكرون أسماء هذه الدول وأسماء هذه الجماعات!!
حتى حينما يعتقلون من يسمونهم إرهابيين لا يذكرون لنا أسماءهم ولا يعرضونهم على شاشات التلفزيون بل لا أحد يتابع ما الذي حل بهم ولا أحد من المسؤولين يكلف نفسه إعلان نتائج التحقيقات.
هل كان علينا لنتخلص من نظام استبدادي أن ندفع كل هذا الثمن الباهظ من دمائنا وثرواتنا واستقرارنا؟
هل كان علينا لنتخلص من نظام استبدادي أن يتحول العراق إلى بلد يخضع لقانون الغاب هذا إذا كان ما يجري في العراق يحكمه أي قانون؟
والأخطر من كل هذا محاولات يدفع إليها متربصون لإثارة النعرات الطائفية، والفتن المذهبية كلما اقترب الإرهاب من أسوار بعض الأماكن المقدسة والمدن المقدسة؟ متناسين أن مثل هذه الأعمال أو أشد منها وقعت وتقع يومياً في أماكن أخرى ويذهب ضحيتها عراقيون أبرياء أيضاً.
منذ ما يقرب من ثلاثة اعوام وخارطة العراق شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً تتعرض إلى هذه الانتهاكات في الكاظمية وفي النجف وكربلاء ، كما في الموصل والرمادي والبصرة وذي قار وبعقوبة.
لم تسلم مدينة من شرورهم كما لم تسلم ملة من أحكامهم التي يوزعونها بالمجان هذا كافر، وهذا مرتد، وذلك مثبط وآخر فاسق.
وانطلاقاً من هذا الفهم الطفولي سيكون كل مكان في العراق ساحة لجرائمهم, وسيكون كل عراقي هدفاً لمتفجراتهم.
فهل يعي المسؤولون في في أجهزة الحكومة حجم مسؤولياتهم، وحجم التهديد الذي من الممكن أن يتعرض له الشعب العراقي ومعه الأرض العراقية؟ أم إن علينا أن نتوجه بسؤالنا هذا إلى جهة أخرى بيدها مفاتيح كل شيء!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق