الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كميل أبو حنيش -العالم البنيّ-

رائد الحواري

2021 / 1 / 2
أوراق كتبت في وعن السجن


الكتبة والسجن الحلقة التاسعة

تأتي الحقلة التاسعة من سلسلة "الكتابة والسحن" لتوضح حجم الفاجعة التي تصيب الكاتب عندما يتم اختطاف كتبه واعدامها: "سيفاجأ العديد من الأصدقاء والمقربين بعنوان هذا الكتاب... الذي لم يسمعوا به من قبل؛ لانه لم ير النور أولاً، ولأنني ما أزال مفجوعاً بفقدانه، كمن يفقد عزيزاً عليه ويحجم عن ذكره؛ لئلا يظل في دوامة الحزن والفقدان" إن تأتي فاتحة الحلقة بالحديث عن فكرة (الفقدان) وبألفاظ قاسية، فهذا يعد (مغامرة) من الأديب، لعلمه أن الفواتح مهمة للدخول إلى النص، لكنه (يبرر) استخدامه لهذا المدخل القاسي من خلال حديثه عن (فقيده) "العالم البني" الذي أخذ منه مجهودا كبيرا: "أنتظر ساعات المساء بشغفٍ شديد لألوذ إلى قوقعتي فوق البرش وأكتب طوال ساعات المساء وحتى ساعة متأخرة من الليل."، أما عن سبب التسمية: "فيعود إلى اللباس البني الذي يرتديه الأسرى في السجون،" وليت أثر اللون البني اقتصر على الأسرى فقط، بل تعداه إلى الأهل والأصدقاء الذين: "وقعوا في مصيدة اللون، وأخذوا يحضرون الثياب والأغطية وحتى الملابس الداخلية في كثير من الأحيان باللون البني،"
وكأنه بهذا الحديث يريد القول أن: (قوة) الاحتلال لا تؤثر على الأسرى فحسب، بل تطال الأهل أيضا، من هنا نجدهم وقعوا تحت هيمنة اللون البني، والكتاب ما تشكل واكتمل إلا داخل رحم الأم والمعاناة، لهذا عندما تم (فقدانه) كان وقعه قاسيا على الكاتب: "مضت ثلاثة عشر عاماً على مصادرته من قبل السجان، والمصادرة تعني إعداما للكتاب" حال الكاتب كحال الأم، التي لا تنسى أولادها، حتى أولئك الذي رحلوا تذكرهم وتحتفظ بذكراهم، ألم يخرجوا بعد ألم وتعب كحال أخوتهم الأحياء؟، وهذا (الحق) أكده الأديب في خاتمة الحلقة عندما قال: " كان من حقه عليّ أن أذكره إلى جانب أخوته من الإصدارات التي رأت النور ،وإن جاء بولادة مستعصية من رحم السجن، وها أنا أذكره لأمنحه على الأقل بعضاً من حياة الاسم، حتى وإن لم يحيا يوماً ككتاب، له حضوره مع بقية الإصدارات." من هنا يمكننا القول أن الأديب كان يعي (سواد) فاتحة الحلقة، لهذا عمد إلى توضيح فكرة الألم التي ما زالت عاقة فيه، فعندما استخدم معاني وألفاظا متعلقة بالأم والولادة "بولادة مستعصية، رحم" أرد به
(تبرير) السواد الذي افتتح به الحقة، فهو يتحدث بعقلة ومشاعر الأمهات، وهذا ما يجعل القارئ (يتفهم) طبيعة الألم الذي حدث للكاتب/للأم .
الحقلة منشورة على صفحة شقيق الاسير كمال أبو حنيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة