الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإدارات الاستعمارية والشعب المكموم

مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)

2021 / 1 / 2
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


بدأنا نسمع عندنا في لبنان، مثلما في كل ما يسمى بالدول المستقلة ذات السيادة، وهذا فقط من باب التوهم والإيهام، تصاريح من هنا وهناك، وكأنك أمام كورس مقيت هو مجرد صدى لكورس عالمي أمقت، حول "تصاعد" خطر "الوباء الكوروني" لأننا، بزعمهم، لم نتقيد كما يلزم بإجراءاتهم السخيفة في الظاهر، ولكن المجرمة في مضمونها، من مثل الإغلاق والتباعد وعدم التقيد تارة بمفرد مجوز وتارة بالحذر من السهر معاً خلال الأعياد الأخيرة وخاصة ليلة رأس السنة. فتارة تخطرنا مستشارة رئيس الحكومة بترا خوري بأن الإغلاق آت مجددا، وأخرى يحدثنا رئيس اللجنة النيابية للصحة العرجاء النائب عراجي عن أن الوباء ينتشر والمستشفيات تمتلئ (وهي في الحقيقة شبه فارغة إذا تحدثنا عن زعمهم "امتلائها" بمرضى الكورونا). ويكمل الكورس هذا صوت وزير الصحة حسن بضرورة التضامن مع قراراتهم الخرقاء.

لقد أيقظ العام 2020 الذي مضى الكثير من الناس على سوء المصير الذي ينتظرهم، رغم أن الكثيرين لا يزالون نائمين بفعل التأثير السحري للكمامات على عقولهم قبل أفواههم. فقد كان نقطة تحول في حياة البشرية كلها.

في الحقيقة بدأت ملامح هذا التحول تلوح في الأفق في العام 1991 بعد خمس سنوات من بيريسترويكا الخيانة، ليس فقط بالنسبة إلى السوفياتيين والروس، بل أيضا بالنسبة إلى شعوب وكادحي العالم بأسره. ثم تبع كارثة تدمير الاتحاد السوفياتي وهضم هذا الانتصار من قبل الرأسمالية العالمية تدمير البرجين في نيويورك والثورات المخملية المندرجة في نطاق "الفوضى الخلاقة" و"محاربة الإرهاب الدولي" الذي لا يقوم به سوى الاستخبارات المعروفة وصولاً إلى "الربيع العربي" والحروب الشرسة التي تخاض ضد كل من لم ينصع للأوامر الهمايونية.

في هذا الصدد قال البروفسور الروسي المؤرخ فالنتين كاتسونوف عن الوضع في روسيا التي تفوق لبنان بأضعاف أضعاف من حيث حجمها وثرواتها وتأثيرها إن العام المنصرم سلط الضوء على الدور الحقيقي للحكومة الروسية التي لم تكن في الحقيقة، حسب قوله، سلطة وطنية ، بل أظهرت أنها مجرد إدارة استعمارية. فهي "ببساطة تعيد بث الأوامر التي تأتيها من أعلى أو من وراء المحيط".
ولاحظ فالنتين كاتاسونوف أيضًاً أن "بعض الناس لم يريدوا أن يصدقوا عندما قلت أنه يجري بناء معسكر اعتقال رقمي. وها هم الآن قد غيروا رأيهم".

فقد كشف العام 2020 للجميع علانية وبلا مواربة أوجه أولئك الذين يمثلون عالم ما وراء الكواليس، وأبرزهم ظهوراً مؤسس ميكروسوفت بيل غيتس. "فهم اليوم لا يخجلون حتى من التحدث عن خططهم" لإرسال القسم الأكبر من البشرية إلى عالم الآخرة، بما في ذلك عبر التهويل بالفيروسات والتطعيم.
هم يتحدثون عن تحول عالمي شامل، أوعن إعادة تشكيل للعالم أو ما أسماه الزعيم الدائم لمنتدى دافوس كلاوس شواب "إعادة التعيين الكبرى" (Global Reset). وهدفهم النهائي، وفقًا للبروفسور كاتاسونوف، هو تسلط أهل المال على العالم كله.

إذا كان هذا هو الدور المهين الذي تقوم به روسيا، فكيف للبنان أن يعاند ورفع القبضات فيه ليس إلا للاستهلاك الداخلي؟ المسألة ليست إذن في كبر الجثة أو صغرها بل في كبر مشاعر الكرامة والإحساس بالخطر والإصرار على مواجهته. وهذا فقط من سمات الرجال الرجال.

تساؤل أخير هو: هل سيقبل الناس يا ترى في جميع أنحاء الأرض وهم أكثر من 7,5 مليارات أن ينتظرهم هذا المصير على يد قلة ضئيلة جداً لا تتجاوز الـ250 عائلة مالكة للمال والاقتصاد والإعلام، أي أن تقضي دكتاتورية عالمية شاملة من قبل الشركات العابرة للدول على آخر ذرة استقلال وسيادة لا يزالون يحظون ولو بوهمها، بعد أن أضحوا يفهمون الكثير مما يجري حولهم؟ أم أن الكمامة التي وضعها على أفواههم وعقولهم هؤلاء منذ ما يقرب من سنة ستصبح طقساً أبدياً إلى حين مغادرتهم هذه الدنيا إلى عالم الآخرة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية