الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكالية الدول الايديولوجية فى عصر التحولات !

سليم نزال

2021 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



كتبت مقال قبل بضعة سنوات عن نهاية عصر الايديولوجيا .و كثير من الاحداث التى تحصل فى العالم تؤكد ما اعتقدته فى ذلك الوقت . مرت مرحلة كان هناك من يقول انه ليس من الضرورى لبلاد ما كان يعرف فى العالم الثالث ان تشق طريقها عبر تبنى انماط الغرب السياسية و لكن يبدو لى ان هذا القول لا بد من مراجعته الان .
الحقيقة الواضحة الان ان قيم الغرب قد انتصرت انتصارا ساحقا على مستوى الكرة الارضيه كلها .و ان قيم الغرب فى الكثير منها من انماط عيش صارت فى كل مكان محل تقليد .و ان كان هذا لا يعنى بالضرورة عدم وجود مشاكل فى الغرب المتجه فى معظمه نحو نموذج نيو ليبرالى و هو نموذج خطر فى راى و سيؤدى ان استمر الى طريق مسدود قد يتبعه انتفاضات و ازمات كبرى قد تبدا فى الولايات المتحدة.مثلما هو ضرورى الاستمرار فى مقاومة هذا النهج من جانب شعوب و دول العالم الثالث.
لقد انتهى الغرب من عصر سيطرة الكنيسة و انتهى الغرب من سيطرة الحزب الواحد و انهارت كل النظم ذات الطابع الايديولوجى و على راسها الاتحاد السوفياتى التى كان يملك قدرات عسكرية كبيرة.لكن كل هذا لم يساعد فى وقف حركة التغيير . المجتمعات تتغير دوما و حتى الثورات القديمة تشيخ و تحتاج الى التجديد و ان لم تفعل انتهت حتى لو حققت نجاحات فى بعض الاماكن لكنها فشلت فى ايجاد التوازن المطلوب .
نحن الان فى مرحلة العولمة التى ستطيح فى راى بكل المنظومات الايديولوجية الموجودة على الكرة الارضية
اعتقد ان اكبر مشكلة تواجها الدول ذات الطابع الايديولوجى انها تغرق فى خطابات ايديولوجية و تبتعد عن الواقع .الابتعاد عن الواقع اكبر خطر تواجه الدول و الاحزاب . ساعتها لا تعد تسمع سوى صدى لصوتها و ليس صدى الواقع .و فى العصور القديمة سمعنا روايات عن ملوك حكماء تنكروا و ذهبوا الى الاسواق و سمعوا ما يقوله الناس من اجل ان يقتربوا من الواقع .
.
اما المشكلة التى نواجهها فى الشرق الاوسط ان الطموح نحو التغيير يتم توظيفه لمارب سياسية لدول كبرى .و هو ما راينا فى اكثر من بلد .يتحرك الناس مطالبين بالتغيير فيسارع اصحاب الاجندات الدينية و القوى المعادية الى التدخل تحت يافطة الدفاع عن الحرية.و لذا كنت قد حذرت اكثر من مرة ان لا يسمح بنوع من التقاطع بين القوى الامبريالية و المطالبين بالتغيير ,و هو تقاطع مصالح خطر جدا و سيكون فيها للقوى المعادية كلمة الفصل لانها الاقوى .
لا بد من محاولة فهم ما يجرى فى المنطقة بعيدا عن ثقافة الاستقطابات الحادة خاصة بين العرب . هذه ظواهر سوسيو سياسية لا بد من السعى لفهمها من اجل تكوين فكرة افضل لما يجرى .خاصة و قد اثبتت الاحداث ان مصير المنطقة مرتبط ببعضه البعض .
ليس لدى ادنى شك ان سياسة نظام الحكم فى ايران مستهدف من قوى امبريالية و صهيونية من اجل تحييد ايران فى الحد الادنى او تغيير النظام الى نظام يقوم بدور يخدم الامبريالية ..لكن ايضا ليس لدى شك ان خروج الجماهير فى ايران هو تعبير حقيقى عن رغبة فى التغيير .و استهداف المظاهرات لرموز دينية كبيرة فى البلاد اول مرة دلالة على حجم النقمة الشعبية التى يجب ان يتم العمل لللاستجابة لمطالبها بعيدا عن ثقافة الاتهامات لانها لا تفيد .الاستماع لصوت الناس حتى و ان كان مخطئا فى بعض النواحى مهم جدا .
لقد قدمت الثورة الايرانية نموذج سياسى لجيل السبعينات لعله كان الاهم فى فى ثورات نهايات القرن العشرين .
لكننا نحن الان امام اجيال جديدة ولدت و تربت فى ظل تحولات عصر العولمة و الانفتاح الكونى .و قد لا ترى بالضرورة فى مرجعية الثورة الاسلامية المرجعية التى تعبر عن طموحها .اعتقد اننا ما زلنا نعيش عصر تحولات كبرى على مستوى الشرق الاوسط اعتقد انها ستستمر لسنوات و لا استبعد كما كتبت سابقا ان تصل فى مراحل لاحقة الى السعودية و تركيا و باكستان و الهند و الصين .
ملاحظة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ