الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر الحياة

رشا الخفاجي
(Rasha Alkhfaji)

2021 / 1 / 2
كتابات ساخرة


في بداية فلم طعام، صلاة، حبّ ‏ ,هو فيلم أمريكي رومانسي مقتبس عن مذكرات بنفس العنوان للكاتبة الأمريكية إليزابيث جيلبرت ,وقامت بدور البطولة جوليا روبرت , تروي جوليا في مطلع الفلم ان لها صديقة طبيبة نفسية والتي طلب منها من قبل ولاية فيلادلفيا مساعدة مجموعة من لاجئ كامبوديا , هؤلاء اللاجئين تعرضوا للإبادة الجماعية والمجاعة وقتل اقاربهم امام اعينهم , لسنوات في معسكرات اللاجئين ..وبينما كانت الطبيبة النفسية تفكر بطريقة لمساعدة هؤلاء الناس , كان طلبهم للمساعدة غير متوقع بالنسبة لها , كانت معظم مواضيعهم تدور حول الحب , حول شخص قابلته في مخيم اللاجئين والذي ظننت انه يحبني وعندما صعدنا الى القارب تعرف على بنت عمي , واخر يحبني ويستمر بالاتصال بي لكنه متزوج ولديه اطفال ماذا افعل هل استمر بحبه ...؟
هذا ما نحن عليه , جائعون للحب و محتاجون اليه هل الهواء هو سر الحياة الحقيقي ام الحب وحاجتنا الملحة لشخص نشتاق اليه ونحبه كل يوم ؟؟ علمتنا سنة 2020 ماهية الحب .. علمتنا ثمن ان نفقد شخص ان نتشاق اليه وهو أمام اعيننا وبالقرب من ايدينا لكننا لا نستطيع ان نلمسه او نحضنه .
الكروبات والصفحات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي جميعها تبيع الحب وتتداوله وتتحدث به كل بوست او منشور نكتبه يحمل بين طياته الحديث عن الحب او طلبه .. اعتقد ان درس الانسان الاعظم هو ان يتعلم كيف يحب , و كيف يعبر عن حبه .
هناك فئة من الناس تخافه فتعيش طوال عمرها متحسرة عليه خائفة منه , واخرى تعيش على عتبة داره كل يوم هو حب جديد او متجدد بالنسبة لها , الشعوب التي احبت نفسها والحياة هي الشعوب المتقدمة التي تستطيع بعد كل ازمة أن تنهض بنفسها , أما الشعوب التي تشبهنا تخافه وتخجل منه وتمارسه بالخفاء وتعلن حقدها وكراهيتها ستبقى تعاني ازدواجيتها كل يوم تعاني حاجتها الملحة ان يكون الانسان فيها محبوبا ومحترما ومقربا ومقبولا .. يتباهى الناس في احتفالية 2021 بأطلاق الرصاص ويتحدثون عن عدد الطلقات وقوتها وحجم السلاح المستخدم لكنهم يخجلون الحديث عن الهدايا التي قدموها لزوجاتهم , عن دفئ أحضانهم عن عدد القبل التي بادلوها لبعضهم يخجلون من معايدة ذويهم لانهم تعودا منذ الصغر كتم مشاعر الحب وعدم اظاهرها للأخر عكس الحقد والكره . العالم يعاني من شحة الحب يعاني من القوالب التي صنعناها بأيدينا لقياس احبائنا بها ,عجزنا عن تقبل الاخر خلق عدم توازن وشعور مستمر بالنقص .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال