الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس الثائر جدا

ساطع راجي

2021 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


يعيدنا رئيس الجمهورية في مقالته المنشورة بمناسبة السنة الجديدة الى لعبة المسؤول المنزعج والرافض لمسار البلاد، وللامانة فإن الرئيس من آخر الراكبين في هذا المركب المثقوب الذي لا يسير الى أي شاطئ، فكل الزعماء والرؤساء والوزراء ومن بدرجتهم والوكلاء ومن بدرجتهم والمحافظون والمديرون العامون وطبعا المستشارون في كل المواقع، كل هؤلاء يرفضون حال العراق منذ ٢٠٠٣ الى اليوم لكنهم جميعا يوغلون في اعادة انتاج هذا الحال السيء وتثبيت دعائمه حتى عبر العبث بدماء العراقيين وممارسة الاحتيال السياسي عليهم.
ان رفض السوء والقبح والخطأ هو جزء من الطبيعة الانسانية في حالاتها العادية أي قبل ان يصيبها التشوه والانانية والجشع، وهذا ما يدفع السياسي الفاشل لركوب موجة اي عملية رفض شعبية للحال فهو يخمن انه سيكون قريبا بذلك من مشاعر الناس وتوجهاتهم، وينسى ان لهؤلاء الناس ذاكرة وليست اي ذاكرة بل ذاكرة غاضبة جدا لما تعرضت له من اهانات واستخفاف.
يكتشف رئيس الجمهورية ويكشف ايضا ان "أن منظومة الحكم التي تأسست بعد عام 2003 تعرّضت إلى تصدع كبير، ولا يُمكنها أن تخدم المواطن الذي بات محروماً من أهم حقوقه المشروعة" متناسيا ان المواطنين يقولون ذلك منذ سنوات ويتهمون الرئيس نفسه في موقعه الحالي ومواقعه السابقة بالمسؤولية عن الاختلالات العنيفة التي ضربت نظام الحياة في العراق ومصالح مواطنيه وتبديد كل فرص وتضحيات ايجاد نظام سياسي مستقر.
يقول رئيس الجمهورية ايضا "نحنُ بحاجةٍ ماسة إلى عقد سياسي جديد" وهو بذلك يضع نفسه الى جوار المواطن المتضرر من وضع النظام الذي يقود الرئيس احد اهم مفاصله بل ويؤكد الرئيس ضمنا انه سيكون جزءا من عملية الاصلاح وبالتالي جزءا من قيادة اي مرحلة جديدة وهو ما يعني ايضا ان سرب الفشل الحاكم سيكون ايضا معه، الرئيس بصراحة يقول انه وزملاؤه قدرنا في كل المراحل وان اي تغيير سيكونون هم جزءا منه.
ساهم الرئيس في الفوضى السياسية التي تحكم العراق راهنا، ففي عهده تم ضرب الدستور مرتين في اجراءات تنصيب رئيس الوزراء عبر تجاهل الكتلة الاكبر وهو التجاهل الذي منح القوى السياسية فرصة للتملص من اي مسؤولية عما يفعله رئيس الوزراء وساهم الرئيس ثوريا عندما كلف رئيس جهاز المخابرات بتشكيل حكومة ثورية!!!، ليسجل نموذجا جديدا من التغيير الثوري غير المعهود!!، والاخطر ان هذه الحركة الالتفافية تم الصاقها بالحراك الشعبي ليظهر تنصيب رئيس المخابرات رئيسا للوزراء كمطلب شعبي وهو ما ادى الى انشقاقات وخلافات داخل الحراك واعادة تفسير التظاهرات باعتبارها خلافا بين مكونات النظام ومؤسساته وليست تعبيرا عن مطالب شعبية.
الرئيس له سوابق ثورية فقد ثار على حزبه الاتحاد الوطني بعدما فاتته رئاسته وشكل حزبا جديدا خاض به الانتخابات ثم ثار على حزبه الجديد وعاد للاتحاد الوطني من اجل رئاسة الجمهورية وهو اليوم يريد ان يكون رأس حربة في عملية التغيير المقبلة فإذا لم ينجح سيعود ليكون جزءا من المدافعين عن النظام بصورته الحالية.
لا يختلف رئيس الجمهورية برهم صالح في اي شيء عن شركائه في السلطة، هذه الحقيقة البسيطة يجب ان يكتبها الرئيس على جدران جميع مكاتبه او يكلف موظفا او مستشارا بتذكيره بها دائما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟