الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي والإنتخابات القادمة

حكمة اقبال

2021 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ستة أشهر أمام موعد الإنتخابات ، ماذا نفعل في هذه الأشهر؟؟
كحزب ، علينا الإختيار بين المشاركة أو المقاطعة ولا أرى من الصحيح أن يتم هذا الإختيار في الأيام الأخيرة قبل الموعد ، ولا أرى من الصحيح تكرار تجربة مفاجأة الإنتقال من تحالف (تقدم) والمساهمة في تشكيل تحالف (سائرون) ، تلك المفاجأة التي أدت ، عند عدد من الناخبين ، الى رد فعل سلبي من المشاركة أصلاً قي الإنتخابات ومقاطعتها ، وباقي النتائج معروفة للجميع .
الهدف من إتخاذ الموقف بوقت مبكّر هو لتهيئة جهاز الحزب وأعضائه ، عبر مناقشات تنظيمية داخلية واسعة ، والإستنارة بآراء مختصين من خارج جسم الحزب ، وحوارات علنية على صفحات طريق الشعب ، الهدف هو تمكين رفاق الحزب من اقناع جماهير الحزب واصدقائه وجماهير المواطنين الآخرين لدعم موقف الحزب ، وان تتوفر لهم إجابات على مايطرح من أسئلة أمامهم ، حتى لو كانت أسئلة ذات طابع تقيمي وحتى لو كانت شامتة بمواقف سابقة .

في صفحته على الفيسبوك كتب الرفيق أبو رواء سكرتير اللجنة المركزية اليوم 2 كانون الثاني خبر عن تصريحه لقناة دجلة واضعاً بين قويسات نصّين للتأكيد على اقتباسهما من التصريح .
الأول يوحي بالمشاركة في الانتخابات القادمة وهو : "الحزب في تباحث مستمر مع قوى وطنية وعلمانية قريبة لفكر الحزب ممن ساندت المتظاهرين ، للتحالف معها بعد الانتخابات المقبلة ولتشكيل كيان سياسي يرى من التغيير السياسي هو الحل الوحيد في العراق" .
الثاني يوحي ، ربما بشكل غير واضح ، بالمقاطعة وهو : "مزاج الشارع وتوجهه هو من سيحسم نتائج الانتخابات ، شريطة أن تبتعد صناديق الاقتراع عن السلاح المنفلت والمال السياسي وتلتزم تطبيق العدالة والشفافية" .

يُفهم من النص الأول ان الحزب سيتحالف بعد الانتخابات وليس قبلها ، وهذا يحتاج الى توضيح .
سأناقش الثاني ، لأن المقاطعة ، إن حدثت ، فهي موقف جديد على الحزب وجماهيره منذ 2003 .
- النص الثاني المتعلق بمزاج الشارع ، وابتعاد صناديق الاقتراع عن السلاح المنفلت والمال والعدالة ، لاتتوفر إلا في بلدان متطورة وديمقراطية ، ومادام الحديث يجري عن العراق ، لا أعتقد ان أحداً يتوهم في ذلك ، بما فيهم الرفيق السكرتير .
- المقاطعة لاتكفي بالقول "قانون الانتخابات الجديد فيه خلل كبير وسيوزع المقاعد الانتخابية على القوى السياسية المتنفذة" ، بل أرى ان تتحول المقاطعة الى فعل حزبي جماهيري ، يُعيد للحزب بعضاً من جماهيره التي فقدها قبل وبعد انتخابات 2018 ، ويتم ذلك من خلال خطوات محددة وهي :
- إعلان صريح بأن الحزب يرفض هذا القانون ، ويطالب باصدار قانون آخر عادل تماماً وغير منقوص .
- لإصدار القانون العادل نطلب من الامم المتحدة ان تقدم لنا هذا القانون ، دون إجراء تعديلات من قبل البرلمان ، وقانون سانت ليغو دون تعديل مناسب ، بحيث يضمن نسبة 40% من الأصوات تُحتسب على ان العراق دائرة انتخابية واحدة ، وبذلك نضمن للأحزاب المدنية والأحزاب الصغيرة تجميع أصواتها .
- تبرز الحاجة الى التحرك على مؤسسات المجتمع الدولي والأوربي لتوضيح الموقف وطلب الضغط على الحكومة .
- وحتى نقنع الهيئات الدولية سنحتاج الى حملة جمع تواقيع ، والأفضل أن تكون الكترونية ، ومن كل المحافظات ، ومن تجمعات الجالية العراقية في الخارج .
- هناك حاجة للتثقيف بموقف المقاطعة من خلال حملات اعلامية عبر صحافة الحزب أو من خلال القنوات الفضائية الصديقة وغير الصديقة .
- محاولة اشراك منظمات المجتمع المدني والنقابات على اختلافها ، لتتحول المعارضة الى فعل جماهيري شامل لقطاعات الشعب .
- كل ماتقدم يحتاج الى وضع خطط تنفيذية محددة من الآن ، على مختلف الاتجاهات مكانياً وزمانياً .

سواء شاركنا أم قاطعنا في الانتخابات القادمة ، ستكون نتائج الإقتراع لصالح الأحزاب المتنفذة وميليشيا الإرهاب والفساد ، حتى لو حصل عدد محددود من المدنيين على مقاعد ، وتجربة السنوات السابقة تؤكد ذلك .

أرى أن يتحول موقف الحزب المعترض على القانون الانتخابي ، الى موقف الرفض الواضح ، وان يتحول الى نضال جماهيري فعّال ، فالعراق بحاجة الى حزب شيوعي جماهيري حقيقي ، ليحقق للعراق ، مع الأحزاب المدنية الأخرى ، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، وليس الى أي شكل حزبي آخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان