الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القطار الأخرس

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)

2021 / 1 / 3
الادب والفن


الحصان الحديدي يلتهم المسافات وأحلام البشر يلتهم القضبان الباردة ويلفظها من مؤخرته المسودة ساخنة متمددة لامعة متوازية وينهب الأرض بحوافره الفولاذية يحرث الإسفلت ويشق طبقات الضباب يمتص عتمة القلق وضوء الفجر يتثائب يلملم نفسه في أشعة باهتة ومواشير كابية متعبة تلقي نورا واهنا على قمم الأشجار وأسقف البيوت تستيقظ من نومها تتثائب تتحرك بتكاسل في محاداة القطار والمحطة ثابتة مقفرة كشبح ينتظر من يراه تتطاول الظلال على الرصيف والأسفلت يستلقي منهكا ينام في هدوء لا يعرف الضجر السماء تنتظر دورها للظهور الأرض ضيعت مدارها غابت في مساحاتها الفسيحة تكومت في محطة مقفرة في فجر يحتضر بلا مطر ورائحة الصبر تتخلل ذرات الهواء كرائحة القئ في الظهيرة ورائحة الجثث المتحللة في الصحراء لا مطر لا مطر يغسل الأمعاء ولا رياح تنظف أروقة الذاكرة وتمتص الغبار واقفا أواصل الانتظار أدخن سيجارة أراقب ظلي يتسلق الجدار خلسة يقطع الأسلاك الشائكة يجتاز البوابات والحدود يتسلل ليسرق زهرة من حديقة الملل يبتعد صفير القطار وتمر الحافلة مخلفة زوبعة من الغبار وأرى وجه انكيدو ملتصقا بالنافذة للحظة مهموما يحدق في الفراغ كمن عاد من عالم الأموات أزليا يولد كل مئة عام ويأكل عنقودا من ثمار اللوتس الصفراء يحمل فأسه يطارد الآلهة البلهاء يشيئهم بمرآته واحدا واحدا أصناما من حجر يختفي انكيدو ينحل في جسد العراف بعصاه يتحسس كينونة الأشياء يجوب أصقاع الوجود ويبحر في قوارب الموت بحثا عن عينيه وأنتظر كتمثال من الملح كشبح أزلي يشده حذائه الى الاسفلت عمودا ينفث دخانا متكئا على الحاجز الأسمنتي يرقب الطريق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع