الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشهد الممرضة في في مستشفى الحسينية متوقع وسيتكرر

علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)

2021 / 1 / 4
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


انتشر بالأمس ، مقطع الفيديو الخاص بممرضة تجلس على الأرض مذعورة في غرفة العناية المركزة في مستشفى الحسينية المركزي بمحافظة الشرقية ، وعلق مصور الفيديو (كل من في العناية المركزة مات ،حسبي الله ونعم الوكيل)
وما أن أذيع الفيديو حتى إهتاج الناس مستنكرين لما سرد في الفيديو من أن وفاة هؤلاء المرضى جاءت نتيجة إنقطاع الأكسجين عنهم .
وقد أصدرت محافظة الشرقية بياناً تفصيليا يوضح حقيقة الواقعة،  حيث أعلن محافظ الشرقية د.ممدوح غراب أنه لا صحة لوفاة ٧ حالات من مرضى الكورونا في المستشفى وأن عدد الوفيات هو ٢ فقط
وأن الوفاة طبيعية نتيجة لتدهور حالتهم بسبب الكورونا وليس بسبب نقص الأكسجين في المستشفى، وهذا ما أكدته أيضاً وزارة الصحة في بيان نفت فيه إنقطاع الأكسجين عن المرضى ووجود ٢٤ اسطوانة اكسجين ممتلئة بغرفة الغازات الطبية بالمستشفى .

*دليل إدانة وليس دليل براءة

في البداية يجب أن أتقدم بخالص التعازي في وفاة هؤلاء المواطنين وأسأل الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان ، ولكن دعونا نفكر في المشهد بشكل مختلف
عبر طرح تساؤلات لن أجيب عليها :
أولاً ، إذا كانت هذه الواقعة حقيقية وتوفي كل مرضى العناية المركزة، لم إلتقط مصور الفيديو هذه المشاهد؟
وكيف إستطاع أن يصور بدلاً من أن يبادر بمساعدة زملائه من الأطقم الطبية،  أم أننا أصبحنا من البلاهة والعته الذي يدفعنا لإغتنام أي فرصة لنصبح نجوم اللقطة حتى لو كانت هذه اللقطة وسط جثث الأموات
ثانياً ، قد يكون هذا الفيديو دليل إدانة أريد به براءة العاملين بهذه المستشفى من تهمة إهمال مرضاهم بإدعاء عدم توفر الأكسجين، وهذا ما نفته وزارة الصحة في بيان رسمي .

شخصياً لا أصدق الصور أو مقاطع الفيديو التي تظهر بدون مصدر رسمي ، لأنه بإمكان عدة أشخاص أن يصوروا نفس المشهد من زوايا مختلفة وبعدة تفسيرات،  كل حسب هواه ، فلا ينخدع أحدكم بهذه الصور والمقاطع المتداولة على مواقع التواصل الإجتماعي بدون دليل أو شهود أو بيان حكومي .

*ضحايا عيد ميلاد كارفور

دعونا لا نخدع أنفسنا ،ولا نتهم الحكومة المصرية والمستشفيات بإهمال مرضى الكورونا البؤساء الذين يموتون بالآلاف من جراء الإهمال،  فلنتوقف قليلاً عن لعب دور الضحية الذي يجيده الجميع ، فشعبنا وللأسف الشديد مكابر ، مهمل ولا يقدر حجم المصيبة إلا إذا مسته بشكل شخصي.
يكفي أن تسير في الشوارع أو أن تستقل مترو الأنفاق حتى ترى كم الإهمال واللامبالاة في ممارسات المصريين تجاه هذا الوباء الذي قضى حتى اليوم على ما يقارب من ٨٠٠٠ مواطن مصري ، ومع هذا يصر الناس على عدم إتباع الإجراءات الوقائية وإرتداء الكمامات الطبية ، وكيف لأحد أن يتعاطف مع شعب ينتحر بالتزاحم فيما يسمى بعيد ميلاد كارفور وما يقدمه هذا المتجر من عروض مغرية على مواد غذائية وسلع إستهلاكية،  ربما لن يمهل فيروس كورونا مشتريها وقتاً لإستخدامها!!
وهنا لا اتحدث عن المجاهدين من العاملين في القطاع الطبي ولا الذين يجبرهم لقمة العيش على مغادرة منازلهم وتسيير أشغالهم، وإنما أتحدث عن الذين تصوروا أن تأجيل إمتحانات طلبة المدارس والجامعات هو عطلة منحتها لهم وزارة التربية والتعليم للإستمتاع ومغادرة منازلهم ، وليس حماية لهم ولأبنائهم من وباء قاتل .

* مشهد سيتكرر

و دعوني أتبنى الرواية السيئة -وإن كنت ضدها- بأن الدولة المصرية تهمل وتتقاعس في حماية مواطنيها من فيروس كورونا،  والأدعى في هذه الحالة عزيزي القارئ أن تكون أنت الحامي لنفسك وأهل بيتك ،
وإن كانت حياتك -التي هي أغلى هبة من الخالق عز وجل- رخيصة بالنسبة لك ، فلا تتوقع أبداً أنها ستكون غالية على الآخرين .
وإن إستمر المصريون في هذا الإهمال فبالتأكيد سنشهد الكثير من حالات الوفاة وربما تكرر فيديو مماثل لممرضة الحسينية حتى لن يعود مؤثراً فينا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم