الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في مسرحية الروهة لعبد الحليم المسعودي

علي رحيم البكري

2021 / 1 / 4
الادب والفن


عند قراءة الفصل الاول من المسرحية نجد بأنها تحمل هماً عراقياً خالصاً حيث يستعرض لنا الكاتب المكان المسرحي الذي هو في الاساس مكان لرمي الجثث من قبل تنظيم داعش الارهابي في مدينة الموصل , بشخصيتين متناقضتين هما (كجة مجة و أمير) قدم لنا مكان منعزل عن الواقع موحش ممتلئ بشخصيات مغتربة لكل واحد منها همه الخاص , امتاز اسلوبه الكتابي باختيار لغة سوقية وضفت جمالياً لتكون جزء من التعبير عن اضطراب الشخصيات وغربتها في الظرف بصورة عامة ومن الظرف الخاص (مكان فرضية النص) الهوة . كما أن تنوع الشخصيات اضاف لها تماسك ايقاعي يشد القارئ منذ اللحظة الاولى في المشهد الافتتاحي بين كجة مجة الرجل المشرد العبثي والحشري كثير الكلام وكثير التلفظ بالافاض النابية وأمير العازف الشاب ومنذ الوهلة الاولى قام بإظهار سخطه وغضبه من الواقع ومن الانسان نفسة وقد تجسد هذا الغضب على شكل حوارات امتازت بطابع كوميدي مأساوي على سبيل المثال فلسفة كجة مجة في تفسير الانسان وتمثل ذلك بحوار كجة ( ولكن امير .. لماذا خلقنا الله داخل هذه الدائرة العبثية . نأكل لنخرأ ثم نموت ونتحول الى تراب؟ الخرا نفسه يتحول الى تراب... وهو ما يعني في الاصل أن الانسان خخـ ..)
كجة مجة الشخصية التي تحمل تراث بغداد وتعرف كل دهاليزها وجانبها المظلم والمشع ايضاً, أن تاريخ كجة مجة المشرد وشكله الغريب جعل منه شخصية ذات اهمية كبرى في النص حيث ظهر وكانه نقطة الترويح الكوميدي وعنصر فاعل بجميع احداث المسرحية , امتاز الصراع بكونه متعدد الاشكال حيث يكون بين الشخصيات ونفسها وبين الشخصيات والقدر الذي وضعها حبيسة لهذا الكهف
لم تتوقف الشمولية في طرح المسعودي الى هذا الجانب وحسب فقد اراد ان يكون للروهة تعددية تشبه تعدد طوائف المجتمع العراقي فقد وضع شاه بانو المقاتلة الكردية وعبد الحي الشيخ الصابئي والجنوبي كجة مجة وامير البغدادي جميع هذه الشخصيات انصهرت مع بعضها لتكون على شكل مجموعة من الهموم التي يعاني منها المجتمع العراقي بصورة عامة ولم يتوقف الى هذا الحد بل وقد وضع نقيضاً لها تمثل بصالحة وشمس الدين العرب القادمين الى الجهاد حسب قولهم مع الدولة الاسلامية اذ حاول من خلالهم الكشف عن الصورة الاخرى لتنظيم داعش الارهابي ومدى حجم الندم الذي يعانيه كل من يسلك هذا الطريق وقد تمثل ذلك بحوار صالحة مع شاه بانو وبالمونولوج الذي يلفيه شمس الدين الذي وضح من خلاله التعامل العنصري بين افراد التنظيم مع بعضهم ولم يكتفي الى هذا الحد بل راح يبحث بالمسببات التي تجعل من شابة مثل صالحة وغفران ارهابيات لم يكتفي المسعودي بواقع العراق المأساوي بل وقد اضاف بعض التشفيرات ذات المدلول السياسي داخل الحوارات بين الممثلين منها حوار شاه بانو وعبد الحي
في حديثهم حول الربيع حيث تعبر شاه بانو عن كرهها للربيع ويعود السبب في ذلك لمصاحبته لسفك الدماء ... وتلك اشارة واضحة الى ثورات الربيع العربي .
ولقردة الهابار (تركية) .... على الرغم من دورها الايجابي نوعاً ما في العرض . لكن تبقى هي حارسة لمقبرة يرمي بها التنظيم جثث القتلى وقد كان صريحا بطرحه عندما تحدثت صالحة عن قصتها وكيف دخلت عبر تركيا الى الرقة ومن ثم الى العراق . لم تخلو المسرحية من الكوميديا إذ مرر من خلالها الكثير من الرسائل وصولاً الى المشهد الذي يحاور فيه كجة القنفذ عند دخول شمس الدين عليهم بلباس عسكري , ودخول طائرات الجيش لكي تنقذهم من عذاباتهم
في المشهد الاخير انتقد الواقع الثافي العراقي , عند اتصال لحاظ والحديث عن الممثلة التي تعرت . بإشارة الى تردي واقع المسرح فقد تتبع المسرح العراقي منذ بداية بناء المسرح الوطني وتحدث عنه وعن القصب كأيقونة عراقية وانتهى بحادثة التعري ساخراً من الحكومات الرجعية التي توالت على حكم العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا