الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سحر الدهشة

جلال حسن

2021 / 1 / 4
الادب والفن


المشهد: صورتان تجمعان الممثلة مارلين مورنو والروائي البرتومورافيا
ليس بالضرورة أن يكون نظري 6/6 لكي أرى هذا الجمال في معطيات الإبداع أذا تعمقت أكثر باللحظة التي تتأبط الدهشة، أذن سألبس نظاراتي الطبية بعناية، لكي أرى مقدار العلاقة والتجانس والألفة بين الصورتين،
صورة مارلين مورنو الممثلة والمغنية وعارضة الأزياء التي تعط بالجمال والأنوثة والفرح، وصورة البرتومورافيا الكاتب والروائي الذي كتب تحف فنية في أسرار سرد مذهلة،
أن التمثيل تجسيد لفكرة الروائي وتقمص حقيقتها في ممثل حصيف أو ممثلة تدرك ما تؤدي في أداء يكون أكثر قناعة الى عين المشاهد من نفس الروائي، ربما يصمت الروائي أحيانا أو يغض النظر عن بعض مشاهد الفيلم بحكم سلطة السيناريست، لكن الفكرة الأساسية تبقى تواصلية وتفاعلية وتفاهمية بين الاثنين، ولكن التمثيل هو القدرة الفائقة على تجسيد الواقع بأبهى صورة مقنعة وصادقة.
والروائي ملك الخيال، وسندباد السرد في معقولية الصدق في شخصياته، وفي تفرده، وموهبته ،وفي تطلعه الى عالمه الجديد الذي لم يطأه غيره أحدا، وفي أدوات حراثته وسعة وعيه، وتجربته، وإنسانيته، وتعمقه في واقعه وكسر نمطية رتابة الواقع، وفتح حلول لقضايا الأنظمة والمجتمع والسلطات والأدلجة.
أن المحرك للمشهد في عين الكاميرا رجل يدرك مهماته جيدا، أنه المخرج برأسه المليء بالأفكار التي لا تستقر في إعادة اللقطات مرات ومرات، ويبقى قلقلا ومشغولا الى أبعد من العرض كأنه نسى شيئا أو لم يضيف ما كان يراوده لحظتها، لذلك يضغط عليه هاجس حتى في منامه حين يعرض ويجمع ويضرب ويقسم اللقطة في سياق جمالها المطلوب ، بل يتمنى أن يضيف أشياء جديدة في تولد الأفكار الطارئة في عرض أخر،
هكذا هم المخرجون الكبار علامات إبداع شاخصة مثل إشارات المرور ترشد نحو طريق الأمان الذي يضمن صور الجمال بأبهى المشاهد والعمق.
أن مارلين مونرو ممثلة استثنائية في عالم السينما وتتعلم منها الممثلات الناشئات في أكاديميات الفن السابع، والبرتومورافيا الذي زار بغداد يوما ما وشاهدناه رجلا كبير السن، لكننا لم نرى صورة شبابه لأنه الأكبر سنا بالتجربة والتمعن والإبداع الدائم، وهو الذي ألف في الاغتراب والنهج الأخلاقي كتب كثيرة عن اثام المجتمع البرجوازي وصور العزلة الاجتماعية في وضوح كاشف وتحليل عميق، ولا غرابة حين طبعت من رواياته رقما تجاوز المليار نسخة
أن جمال الصورتين في نظر المشاهد يشاكس ضبابية العيون حتى حين يضعف النظر بالوضوح التام الذي يثير الدهشة في صمت، وفي معنى ان يرى أكثر جمالا على عناد الزمن،
ليس هناك ما يسر ويفرح ويدهش سوى الجمال الذي يذيب زنجار الكآبة المزروع فينا منذ قديم الزمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??