الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا في حالة حرب مع إسرائيل

باتر محمد علي وردم

2006 / 7 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


تجمع إسرائيل حاليا ما بين صفتين يجتمعان عادة في الثور الهائج، وهما القوة العمياء والغباء المطلق، وما تقوم به إسرائيل في لبنان حاليا هو أفضل مثال على هذا المزيج الخطر. بكل تأكيد فإن غطرسة القوة الوحشية الإسرائيلية ليست إكتشافا جديدا، ولكن الغباء ليس معتادا منها وما نراه هذه المرة أن إسرائيل التي تدعي أنها تريد "تحرير الجنديين" وتحرير لبنان وشعبه من حزب الله تقوم فعليا بتدمير وحشي منهجي لكل مقومات الحياة في لبنان وهذا ما يجعلها في حالة حرب فعلية مع كل مواطن لبناني وعربي، سواء كان مؤيدا لحزب الله أو معارضا له.

أين تريد أن تبحث إسرائيل عن البنية التحتية للإرهاب؟ فوق الجسور وفي البنايات والمطارات والموانئ ومحطات الطاقة والمياه التي ضحى اللبنانيون طويلا ليبنوها، أم في السيارات المدنية الهاربة من القصف الإسرائيلي لتلقى مصيرا مروعا على أيدي النازيين الجدد، أم في المنازل والمناطق السكنية الآمنة التي تشهد يوميا المجازر، أم في قطع وسائل المواصلات ومقومات الحياة عن الشعب اللبناني؟

منذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا أحمل قناعة بأنني في حالة حرب مع إسرائيل، ليس فقط لكوني مواطنا أردنيا عربيا مسلما بل لأنني إنسان أملك ضميرا، ولا أعتقد أن شخصا في هذا العالم يملك ضميرا يميز ما بين الصواب والخطأ لا يمكن إلا أن يكون في حالة حرب مع إسرائيل. بالرغم من كل الاتفاقيات والمعاهدات، وبالرغم من كل جهود السلام التي اكتشف أمين عام الجامعة العربية مشكورا أنها ماتت، وبالرغم من كل مقومات الفكر الإنساني المؤمن بالسلام والعدل والتنمية ومناهضة الحروب فإن إسرائيل لم تقنعني يوما بأنها ترغب في السلام ولهذا لم أقم في حياتي بلقاء أي إسرائيلي أو مصافحته، في إنتظار يوم مشهود تعود فيه الحقوق العربية إلى أصحابها وتؤمن إسرائيل بالسلام.

ولكن هذا اليوم لن يأتي على ما يبدو، وسوف نستمر في حالة الحرب الشخصية مع إسرائيل. لست شخصا عنيفا، ولا أعرف حتى كيفية إطلاق السلاح، ولا أملك سوى قلما وبعض الثقافة والمعرفة والضمير الإنساني ولا أؤيد مطالبات الشارع العربي العفوية بفتح جبهات جديدة ضد إسرائيل بدون تحضير في هذه المرحلة، ولكنني سوف أستخدم كل المعرفة والقلم الذي أملكهما وأية مهارة يمكن أن تساعدني لخوض حالة الحرب هذه مع إسرائيل، دفاعا لا عن حق الشعب اللبناني والفلسطيني بالحرية والأمن والكرامة فحسب بل دفاعا عن كل مبدأ من مبادئ الإنسانية التي تنتهكها إسرائيل يوميا.

أنا في حالة حرب مع إسرائيل ليس من أجل حزب الله وحسن نصر الله، وأرجو أن يتقبل المعجبون بالحزب ما سأقوله ولكن أنا لست مقتنعا بكل التحليلات والاستنتاجات حول نجاح حزب الله بتغيير الخارطة الجيو-سياسية في المنطقة أو إسقاط الطاولة على رأس إسرائيل، فهذه الحرب خاضها نصر الله بدماء الشعب اللبناني بدون استئذانه، ورهن مصير الدولة والشعب في لبنان لصراع سياسي إقليمي لا مصلحة للشعب اللبناني به، ولا قيمة لكل ما يسمى نجاحا في قصف حيفا والبارجة وخطف الجنود مقابل الدمار الهائل الذي يدفعه لبنان ومئات الشهداء الذين يسقطون بفعل العدوان الإسرائيلي.

لست مع حزب الله، بل وأعتقد بأنه يجب أن يحاسب لاحقا على مغامرته ولكننا في الأساس ضد العدوان الإسرائيلي ونحن في حالة حرب معها من أجل فلسطين ومن أجل لبنان ومن أجل الأردن ومن أجل سوريا وليس من أجل حزب الله ولا من أجل المتاجرين بدماء الشعب اللبناني عبر سنوات طويلة وخاصة النظامين الإيراني والسوري وما يتبعهما من تنظيمات مناضلة عبر الهواتف والفاكسات والفضائيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د