الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الإنسان في الفكر العربي

حسان أيو

2006 / 7 / 20
حقوق الانسان


حقوق الإنسان في الفكر العربي حسان أيو
تسألات تطرح نفسها، هل مسألة حقوق الإنسان موجودة في الفكر العربي أم هي فكرة من الغرب، وكيف تداول الفكر العربي مسألة حقوق الإنسان، وما هي إشكاليات التي تعرض لها مفهوم حقوق الإنسان في الفكر العربي، وهل هناك إجماع أو أتفاق عام حول تبني رؤية واحدة لمفهوم حقوق الإنسان بين مفكرين العرب.
والمحور الأكثر أهمية الأ وهو مدى التزام الحكومات العربية بما يخص مفهوم حقوق الإنسان من مواثيق وعهود وما شابه ذلك،
ومن إشكاليات التي تطرح نفسها في الفكر العربي بخصوص مفهوم حقوق الإنسان إلا وهو كيف تبنى الفكر العربي مفهوم حقوق الإنسان، وما هو طبيعة هذا المفهوم، وما هي الآليات التي تم الإجماع عليها، وما هي الوسائل التي تم تطبيق مفهوم حقوق الإنسان داخل الوطن العربي، ومن طبيعة الدول العربية ونهجها المختلف، وعدم وجود قاسم مشترك فيما بينها بما يخص الخطاب السياسي، حيث لا يوجد جسم سياسي ~أو ديني متفق عليه في الدول العربية لتمثيلها، فلكل دولة نظام سياسي خاص بها، فلذلك تختلف في تبني الرؤية واحدة بخصوص حقوق الإنسان.
بالرغم من وحدة التاريخ والثرات والدين والثقافة المشتركة في منهجية الفكر العربي مع ذلك تجد تنوع واختلاف الرؤى الفكرية داخل الفكر العربي، وذلك نتاج تعدد وتنوع الأنماط والأوضاع من النواحي الجغرافية والاجتماعية و الاقتصادية والنظم السياسية التي يرتبط به الواقع العربي، هذا يجعلنا نتلمس إشكالية أخرى تتعلق في طبيعة الفكر العربي ذاته في مسألة تبني حقوق الإنسان.
فلقد نمى الفكر العربي على حالة التوافق بين الثنائيات ما بين العقل والأيمان، والتراث والمعاصرة، والشرق والغرب، الدين والقومية...........................الخ
مما جعل الفكر العربي أسير هذه المتناقضات، مما جعله يدخل مرحلة التأزم مع نفسه.
فما هي المصادر التي يستند إليه الفكر العربي لتطرق مفهوم حقوق الإنسان، فقد قسم الفكر العربي المصادر إلى أكثر من مرحلة، مرحلة الفكر العربي قبل الإسلام، ومرحلة الإسلام، ومرحلة العباسين ~، ثم مرحلة الانحطاط، ومرحلة الأكثر أهمية مرحلة النهضة والعصر الحديث، والمرحلة الأخيرة بحاجة للوقوف لديها، وذلك بسب النهوض وركب الفكر العربي الحضارة ومحاولة كسب الفرص لدراسة الواقع بكل سلبياته وتخطي الواقع المرير التي يتعرض له الفكر العربي من إشكاليات وتناقضات وصعوبات.
ولغياب الخطاب الموحد بين الدول العربية وتشعب المصالح فيما بينها، وتنوع الأفكار التي تناولت القضايا الفكرية، ضهرت اتجاهات سياسية مختلفة أيضا، ومن أبرز هذه التيارات التي ظهرت، التيار ذو توجه ديني، والذي حمل في نهجه الإصلاح الديني ~، الذي يربط الفكر العربي بتوجه الديني فقط، ويهدف إلى الخلفية الدينية ومن المفكرين والمنظرين لهذا التيار (جمال الدين الأفغاني، محمد عبده).
ومن التيارات التي برزت في الفكر العربي تيار القومي العلماني والذي بدوره يهدف إلى التوجهات واختلاف الرؤى و الأنتمائات المذهبية والفكرية وخلق دولة يسودها القانون ،خلق نظام جديد على غرار الدول الأوربية، نظام سياسي موحد بغض النظر إلى التوجهات واختلاف الرؤى و الأنتمائات المذهبية والفكرية ، ومن أبرز المفكرين لهذا التوجه (رفاعة الطهطاوي، خير الدين التونسي، وعبد الرحمن الكواكبي ).
الذين ساهموا مساهمة فعالة في تطوير الفكر العربي، حيث شكلوا النواة في النهضة في فكر العربي الحديث من خلال أفكارهم أرائهم المتنورة، والتي عالجت الكثير من المواضيع التي تخص الفكر العربي، فلقد دخلت مسألة حقوق الإنسان إلى الفكر العربي من خلال البعثات العلمية والتعليمية إلى أوربا، الذين بدورهم تأثروا بحضارة الغربية وحاولوا نقل التجربة إلى بلدانهم.
ومن هنا كانت البذرة الأولى في بداية الوعي العربي المعاصر بمفهوم حقوق الإنسان
كما قلنا نتيجة البعثات الدبلوماسية والعسكرية والجامعية والتجارية، الذين أعجبوا بنظم السياسية والتقدم التكنولوجي والعلمي للحضارة الأوربية مقاساً للواقع العربي التي كانت تحيى بها بلدانهم، وعلى رغم دور هؤلاء المفكرين الذين كانوا متواجدين في كل مرحلة من مراحل تطور الفكر العربي إلا إنه بقي الفكر العربي يمر في أزمات متلاحقة، الذي أنعكس سلباً في تقدم الفكر العربي ومعالجته لقضايا المعاصرة الشائكة ومنها التنمية والتحديث والتقدم والتكنولوجية، هذا ما جعل قضية حقوق إلانسان في تراجع في ظل تلك الأوضاع التي يعاني منها الفكر العربي.
وهناك عدة عوامل لها تأثير على الفكر العربي باهتمام بحقوق الإنسان، المرتبطة بدور المفكرين الإسلاميين في طرح التراث الإسلامي، ومرجعية حقوق الإنسان إلى الفكر الإسلامي، ومن العوامل الموثرة أيضا دور الاستعمار في السيطرة على الدول العربية، ومن العوامل أيضاَ الثقافة الغربية التي أطلع عليها المفكرين الذين أطلعوا على سياسات وثقافة الغرب ن وخاصة في نطاق ما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان وهذا الشيء يدفعنا لقول بأن الجذور الثقافة الإسلامية ودور الغرب فيما يتعلق بحقوق الإنسان، شكلا القوة لتأسيس مفهوم حقوق الإنسان، فلا نستطيع معالجة الموضوع دون الرجوع إلى حقوق الإنسان في الإسلام، التي لها رؤية إسلامية خاصة لتطرق إلى مفاهيم حقوق الإنسان، حيث ضهرت أكثر من توجه في الفكر الإسلامي تبحث مسألة حقوق الإنسان، توجه يرجح مسألة حقوق الإنسان في الفكر الإسلامي، وتوجه يرفض بشكل قاطع وجود أية أساس لحقوق الإنسان في الإسلام، وتوجه يعتمد إلى حالة الانتقاء بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي فيما يتعلق في مسألة حقوق الإنسان
فمن خلال قراءة الواقع الفكر العربي بما يخص رؤية الإسلامية في حقوق الإنسان فنجد هناك نظرة توحيدية لظاهرة حقوق الإنسان، وذلك من خلال ربط كافة حقوق الإنسان المتفق عليه ومصدر والقرار لكل تلك الحقوق يعود إلى الله عز وجل، فنتوصل إلى أن معيار الإسلام في تقرير حقوق الإنسان وفي صونها يقوم على مبدأ الأيمان بالله واعتبار العقل منطلق لهذه القوة.
فنجد إن الفكر العربي قد جاهد بكل ما يستطيع لنشر مفهوم حقوق الإنسان بكل التوجهات التي تعرض لها من أنماط التفكير والتوجهات الدينية والمرجعية الإسلامية إلا أنه ظل يحيى في حالة أزمة في طبيعة وجوده وتعاطيه للمفاهيم المعاصرة رغم كل جهود المفكرين وفي كل مرحلة زمنية، ولعدم وجود التوحد في الدول العربية في التوجه لفهم مسألة حقوق الإنسان نتيجة لاختلاف في النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس


.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم




.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن


.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات




.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب