الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول - تقرير المصير- المفترى عليه

عبد الإله بسكمار

2021 / 1 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


المبدأ في حد ذاته أي حق تقرير المصير من أنبل ما أفرزت الإنسانية من مبادئ، وقد أقرته الأمم المتحدة، إلى جانب حق الشعوب في استكمال وحدتها الترابية، المنصوص عليه في مختلف النصوص والشرعات الأممية، والمعروف أن المعسكر الاشتراكي هو من تبنى قلبا وقالبا هذا المفهوم أيام الحرب الباردة، والمعلوم أيضا أنه مبدأ لا يتجزأ، فمثلما يروج البعض- زورا وبهتانا طبعا - لمسألة تقريرالمصير بالنسبة لبضعة عشرات آلاف السكان يقطنون أو يترحلون في حيز هو امتداد طبيعي وجغرافي وتاريخ ومجالي لصحراء المغرب ومن خلاله للصحراء الكبرى ككل، من باب التلفيقية أو المصلحية الضيقة أو الانتهازية المقيتة، القول بحق تقرير المصير بالنسبة لما يسميه النظام الجزائري ومن يشايعه " الشعب الصحراوي " ونسيان أو تناسي حق تقرير المصير لشعب أزواد أو شعب الطوارق علاوة على شعب القبايل، لماذا لا تثار مسالة تقرير المصير بالنسبة لكتالانيا أو شعب الباسك أو الشعب الكورسيكي، أو شعوب الهنود الحمر في الأمريكيتين؟ ويبقى من باب الارتزاق السياسي والتلفيق المضحك التركيز على حق ما يسمونه " الشعب الصحراوي " نسيان أوتناسي محن الشعب الجزائري نفسه مع النظام الحاكم، ومعه الشعوب المغاربية التي لم تفرز في مختلف مراحل نضالها وحراكها أنظمة ديمقراطية حقيقية ومن ثمة نطرح سؤال تقرير مصيرها ككل.
النظام الديمقراطي هو ببساطة شديدة مؤسسات منتخبة ذات مصداقية وضمان الحقوق والحريات في مجملها وربط المسؤولية بالمحاسبة وفصل حقيقي للسلط، واستقلال القضاء، هذه هي المبادئ المتعارف عليها كونيا وهذا هو حق تقرير المصير الواضح والحقيقي، أن تكون الشعوب هي الماسكة بزمامها وهي التي تراقب وتحاسب كل المفسدين والمتآمرين على الأوطان، لا أن تقاد كقطيع ماشية .
لقد تسبب النظام الجزائري في جريمة تاريخية من خلال افتعال مشكل الصحراء والذي اتخذه غالبا لتصريف أزمته الداخلية، وما الحملة المسعورة التي شنها هذا النظام مؤخرا ضد المغرب عبر مختلف قنوات تواصله، بعد أن تمكنت المملكة من استعادة معبر الكركارات وإثر الانتصارات الديبلوماسية الهامة التي حققتها سواء على صعيد المنتظم الدولي أو المؤسسات المعنية، بعد أن انكشفت خدعة تقرير المصير، وما تلك الحملة إلا جزءا من مخطط جهنمي متعدد الأوجه يستهدف المنطقة ككل في أمنها واستقرارها وبنائها الديمقراطي.
لقد كنا نأمل من حراك الجزائر المبارك أن يفرز نظاما جديدا ينعم فيه الشعب الجار الشقيق بخيراته ويحاسب كل من فرط وافسد ومن ثمة، كان الأمل كبيرا في تقرير مصير الشعوب المغاربية ضمن إطار الوحدة الفيدرالية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لكن هذه الآمال سرعان ما خابت بعد أن عاد الحرس القديم بكل قوة، فكأن الأمر يتعلق بصخرة سيزيف الثقيلة الصماء والتي تتكور في كل لحظة حاسمة ثم نعود إلى نقطة لبدء من جديد، مع تسجيل تراجعات ملموسةعلى مستوى حرية التعبير بالمغرب، إذ كلنا في الهم مغارب، ولذا يجب إعادة النظر بشكل شامل في المبدإ ذاته أي تقرير المصيركي يرتبط جدليا بالديمقراطية وحرية التعبير والكرامة الإنسانية أولا وقبل كل شيء، أما استغلاله لضرب وحدة الشعوب ولغايات في نفوس اليعاقبة فأمر بات مكشوف للقاصي والداني، وعلى أصحابه أن يعيدوا حساباتهم الجيوسياسية والمجالية بل والفكرية والثقافية أيضا .
الرهان الأساس هو على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعوب، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالممارسة والمؤسسات الديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة