الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منضدة رمل لرئيس البرلمان العراقي

سعاد لومي

2006 / 7 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


فرغت توا من مشاهدة مقابلة مع السيد محمود المشهداني رئيس ما يعرف بالبرلمان العراقي على قناة العراقية. ومن اهم ما قاله الرجل، هو تلك الصراحة الفائقة التميز والتناقضات التي لم يعيها طبعا، والخروج عن أتكيتات السياسة التي يرغب المشهداني دائما التملص منها من خلال تلك القفشات الساذجة التي ابتدأت ب( صخام وجه مختطفي السيدة تيسير المشهداني (أبنة عمه!)وانتهت برغبته الضاحكة في صبغ لحيته) المشهداني شخصية فكهة في عصر أسود, ومن وجهة نظري لو أنه ولد في بلد اسكندنافي مثلا لأصبح من ممثلي البانتومايم المحترفين فهو كثير الحركة شديد الحك نابضي الوجه.. وربما علمه بعض محترفي الأتكيت من الاميركان ان لا يفعل ذلك لأنه يفقده القدرة على الثبات لكن ( ابو عادة لا يمكنه إلا أن يعاودها: ما يجوز من عادته) كما هو المثل البغدادي.
وعادة المشهداني الوضوح الفاقع غالبا: فالرجل سني إسلامي، اشر بوضوح تام : ان الإسلاميين لم يورثوا العراقيين والمنطقة غير الذبح.. وهذه حقيقة يدركها الأطفال قبل الكبار..الأسلاميون بكل طوائفهم وجماعاتهم وميليشياتهم واجنداتهم المحلية والأجنبية لا يصلحون إلا قتلة او محترفي قتل، ولن ينفع معهم مفهوم الوسطية أو تطعيم الإسلام بالديمقراطية على طريقة محمد عبد الجبار الذي جاء بميليشياته واحتل جريدة الصباح طاردا سلفه الليبرالي المتمركس القديم.. الإسلاميون الذين يراد لهم أن يصبحوا غير ملح الأرض حسب تعبير المشهداني نفسه.
ولكن من التناقضات الصارخة للمشهداني هو إيمانه العلماني المتأخر بفصل الدين عن الدولة وهذا ما يخرجه تماما من إسلامويته المزعومة. فهل يعرف المشهداني بأن كثير من المرجعيات الدينية تقول بتكفير من يفصل الدين عن الدولة؟ دير بالك محمود ترى إذا كررتها تنصاد من ربعك أنفسهم!
ومن أغرب ما كرره المشهداني هو عدم وجود خطة عمل مع دول الجوار التي زارها مؤخرا.. عجيب غريب أهكذا تدار دولة العراق الاميركية المزعزمة؟ وقالوا للمشهداني وهو على رأس وفد كبير: اين خطتكم العملية؟ وفي الواقع كان بإمكان المشهداني ان يطلب من الجيش الاميركي وضع خطط عملية معقولة تتناسب ووجودهم إلى عام 2030 اليس كذلك يا رئيس مجلس النواب؟
ومحمود المشهداني مثل جميع أبناء جيله من الإسلاميين لا يزال يفسر الاحداث على وفق نظرية المؤامرة الممجوجة والمستهلكة التي أكل عليها الدهر وشرب.. فالخطة التي يسير عليها العراقيون هي صهيونية وماسونية وأميركو سكسونية صلبانية منذ عهد بن غوريون وهو - أي المشهداني - كان قد علمها وقرأها منذ سنين، ونحن يامسلمين وياعرب ويا عراقيين ما نزال نسير معصوبي الأعين على وفق خطط (القوى الخفية) التي تخطط لنا حتى في فراش الزوجية وعلى منضدة الرمل.. ولا ادري هل سبق للسيد المشهداني أن سمع بمنضدة الرمل ام لا؟
ومن المفارقات الغريبة حقا ان السيد المشهداني ينبري لوضع الحلول الناجعة للشعب الغراقي خلال شهرين من الهدنة بين السنة والشيعة. يالها من دعوة وهو لا يخفي بان السياسيين العراقيين الحاليين طائفيون حتى النخاع ولم تنفع معهم أبدا دعواتهم الوطنية وهو نفسه كإسلامي سني لا يخرج عن هذه الدائرة التي جاءت به إلى هذا البرلمان الذي يعرف المشهداني قبل غيره أنهم لا يمثلون إلا أحزابهم الطائفية المريضة. بل وحسب إعلان السيد عبد السلام الزوبعي نائب رئيس الجمهورية أن بعضهم سيضحك الناس عليهم لو رشحوا فرادى.. بل ان البرلمان العراقي أيها السيد المشهداني لن يدخله إلا النزر القليل منكم لو تم الترشح على غير طريقة بريمر في القوائم النسبية .. وأنت تعرف هذه الحقيقة قبل غيرك فعن أي قبة للشعب تتحدث ؟ عن قبة الطائفيين من قتلة الشعب العراقي؟؟
أجل هذا صحيح:
أبو درع ؟ أبو آية ؟ خميس الضاري؟ الطنطل؟ راعي الأمر بالمعروف؟ نائب ضابط الفضيلة ؟
سلطان الإسلام؟ نائب المهدي؟ شيخ المجاهدين؟ الزرقاوي المصري؟ أليس كل هؤلاء القتلة وثمة قوائم كبيرة هم من المحسوبين على الإسلاميين ؟ والمسلمون من هؤلاء الأفاقين براء.. عن أي إسلاميين تتحدث بعد ان اورثوا الامة كلّ هذا الدم الغريب؟ ترى كيف يمكننا ان نحترم القتل على الهوية ؟ هل قام به علماني؟ ام ديمقراطي؟ ام شيوعي؟ كفاكم مهازل... جميعكم قتلة ولن تنفعكم دعاوى الوسطية وغيرها من الهرطقات.
ها أنت قد حددت بوضوح: ان الإسلاميين هم عناصر طائفية وعلاقتها بالوطن علاقة شكلية ولا تقال إلا في المناسبات.. فعن أية خطوة تقام من البرلمان ترعاها المراجع الدينية؟
ومن أشد تناقضات المشهداني هذه السقطة في كون البرلمان في أية دولة متحضرة هو أعلى جهة فيها وليس هناك أي جهة أعلى منه دينية أو سياسية لأنه ببساطة ممثل الشعب. لكن المشهداني يعمل على وضع المرجعيات الدينية فوق برلمانه.. طبعا لأن هذه المرجعيات هي التي باركت له ولغيره وجوده في البرلمان الشكلي هذا، وهي من عمدت على الترويج لهم والتبويق احيانا.. في اكبر عملية تزوير للأرادة الشعب العراقي أليس كذلك؟ وهاهو عادل اللامي المدير التنفيذي لما يعرف بالانتخابات يساق إلى محاكمة لسرقته ملايين الدولارات من المفوضية.. وربما لو قيض الامر للعراقيين المخلصين لساقوا نصف أعضاء برلمانك بدعاوى السرقة أو القتل أو التحريض على القتل وبذر الطائفية والإرهاب.. هل نحن في العصور الوسطى يا مشهداني؟ ام أنك تحن لحادثة البابا غرغوري السابع وشارلمان..
ناهيك عن هذه المبادرة الفاشلة وأنت تدرك جيدا مدى عدم تطبيقها لأن السياسيين الذين تعول على العمل معهم محكومون بامراء الحرب وزعماء الميليشيات وأنت من حددت ذلك.. وأنت من تعرف جيدا ان لا احد من هؤلاء( المليارديرية) حسب تعبيرك يعبأ بالمرجعيات الدينية أو غيرها من المرجعيات السياسية حينما تتعرض مصالح إمارته إلى الخطر.. وهؤلاء لن يكنسهم الاحتلال لأنه يريدهم سكينة خاصرة بجنب قيام أية حكومة وطنية..
فعن أية مبادرة تتحدث ؟ وعن أي طوفان قادم ؟ الم تحدد أن الحرب الآن طائفية ؟ شكرا لهذا الاعتراف..
وشكرا لمصطلح الاحتقان الطائفي ومن اوجده غيركم ؟
إقرأ التاريخ ومفردات الواقع ومرجعيات ربعك ومن تتعامل معهم اولا جيدا قبل الشروع بالمبادرة الاخيرة..
وأنصحك بصبغ لحيتك بالحناء لأن ذلك جائز شرعا وهو من السنة الحميدة المتبعة.. وللحية فائدة ورائحة طبية بالبوس - ليس للنساء- ولكن لجورج كيسي عمكم الكبيرالذي يعلن صراحة تقززه من لحاكم.. أليس كذلك في أجتماعكم الأخير به؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا