الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساعة الحقيقة

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يصل المرء أحيانا في مساره المعيشي في المجتمع الأصلي ، إلى محطات يتوجب فيها الاختيار النهائي بين البقاء و الافتراق ، على أساس الاقتناع بان العيش المشترك فيه ممكن و مريح و العمل مفيد و مُرضٍ أو العكس من ذلك تماما ، و أن الأمل بالتغيير والتبديل معدوم و بالتالي فإن الرحيل هو أفضل السبل .
بكلام أكثر صراحة ووضوحا ، تتعلق المسألة بوعي الشخص ، حيث يتولد الاحباط عن صعوبة العيش في البلاد الأصلية و الإحساس بانسداد أفق الإصلاح والخلاص ، أو بتعبير آخر إن مصادرة الثقافة و حرية الكلام و النشاط في الشأن العام و السياسة بوجه خاص تجعل المرفوض في غربة و الهجرة هي رد الفعل النهائي والإنساني الذي يمتلكه المرفوض الضعيف في بلاده الأصلية .
تمظهرت مصادرة الثقافة أساسا بمصادرة الدين و استخدامه كأداة للهيمنة الفكرية و السياسية ، ترافق ذلك مع تفاعلات هزيمة الدول العربية في حرب حزيران 1967 المستمرة إلى الآن . حيث صار رجل الدين صاحب الخطاب الأهم على منصات قنوات التلفزة ، يُفتي و يلهم و يوحي ، في شؤون الناس ، يدعو إلى " اسقاط الطواغيت " و إلى تعيين " الحدود " ور سم " الخطوط " انطلاقا من مفهومية للدين مجرّدا في تغذية العصبية ، بعيدا عن روحية و ماهية الرسالة الأولى . كأن رجل الدين يريد احتكار القراءة و تحريم الفكر بحجة ان غيره جاهل بعلوم الصرف والنحو والبيان و التأويل . هكذا أشبع الناس بالأحاديث و المرويات و التفاسير و استخرجت منها و صفات التهجير و التطهير.
ليس من حاجة إلى بسط و تفصيل انعكاسات هذا الأمر على المجتمع ، فمن المعروف أن جماعات مختلفة اتخذت من الخطاب الديني المذكور نهجا فقامت في عدد من البلدان بأعمال عنف إجرامية وحشية ، يمكن نعتها أيضا بالعدمية أو الانتحارية ، حيث كان واضحا أنها لن تفضي إلى أية نتيجة .
هنا يحسن التوقف عند ثلاث ميزات لدى جماعات المتوحشين التي تعهدها و تبناها خطاب ديني ، خال من الروحانية ، كما جرى التعبير عن ذلك بواسطة بعض الأفلام الدعائية في الحرب على سورية ، نذكر منها على سبيل المثال مشاهد الإعدام و ضرب الأعناق ، أو الفيلم يظهر فيه رجل يسجد للصلاة بعد أن بقر بطن قتيل و أخرج قلبه !
أقتضب لأقول أن الميزة الأولى تمثلت في تمكن هذه الجماعات من استخدام أموال الدول الخليجية بالإضافة إلى الإيرادات التي حققتها من بيع النفط العراقي و السوري في السوق التركية . بكلام آخر كان النفط وسيلة أساس بين أيدي هذه الجماعات . الميزة الثانية هي ارتباط هذه الجماعات بشبكة دولية " إسلامية " مفرغة من روحية الدين ، تجسدت بانضمام عناصر إليها من الصين و ميانمار و بلدان القوقاز و غيرها، ناهيك من الدور المركزي الذي قامت به الدولة التركية في تسهيل و دعم هذه الحركات المتوحشة . ثالثا و أخيرا لا مفر من الإشارة إلى إشراف الولايات المتحدة الأميركية و معها بريطانيا و فرنسا وإسرائيل على هذه السيرورة في كافة مراحلها و أوجهها ، النفطية و العمرانية و السكانية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: حكومة بايرو تنجو للمرة الثامنة من مذكرة حجب الثقة


.. -عناق البقر-.. تجربة فريدة للتخفيف من التوتر والاكتئاب




.. الفرصة الأخيرة أمام لبنان.. هل يُحسم مصير سلاح حزب الله؟ | #


.. الخارجية الإسبانية للجزيرة: الهدف الوحيد من حرب غزة هو تحويل




.. انتشال جثث مهاجرين تُركوا بالبحر قبالة ليبيا