الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأزق الليبرالية العربية

سامي العباس

2006 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


انهار الاتحاد السوفييتي..واكتسحت موجة التحول نحو الديمقراطية دول ومجتمعات تمتدمن شواطئ آسيا الشرقية وحتى أمريكا اللاتينية مروراًباوربا الشرقية..ولم يتم ذلك على هذا النحو السريع وقليل الكلفة إلا بتضافر عاملين : - نضوج محلي لشروط الانتقال
- دعم دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية
لم يشذ عن هذه المآلات إلا الشرق الأوسط حيث تتجمع أسباب الممانعة في وجه هذا التحول حول نقطة محورية هي القضية الفلسطينية..
بتفحص الشروط المحلية تبرز هذه المعضلة ككعب أخيل مزمن للديمقراطية ..قبل نصف قرن حيث آلت الأحداث الى نشوء دولة إسرائيل وتهجير الفلسطينيين انهار المشروع الليبرالي تحت ردود الفعل على هزيمة 1948 تاركا هذا السؤال في مرمى الغرب التي بدأت تقوده الولايات المتحدة الأمريكية:
- هل من مصلحة إستراتيجية تقف وراء انهيار الليبرالية العربية ؟ أم انه الثمن الذي أضطر الغرب لدفعه لقاء نجاح مشروع بناء دولة إسرائيل ؟ ..
أميل الى التفسير الثاني .وذلك لأن محاولة الغرب تصحيح ما فعله قبل نصف قرن – حين تخلى عن دعم النظم الليبرالية في المنطقة (جمهوريات برلمانية أو ملكيات دستورية ) في وجه تداعيات الحدث الإسرائيلي – إن هذه المحاولات الجديدة لدعم التحول نحو الديمقراطية, تصطدم بنفس المعضلة القديمة بعد أن أضيف اليها ما يزيدها تعقيداً (حروب إسرائيل اللاحقة وقضمها لمزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية )...
لقد أزاحت الأيديولوجية القومية – الاشتراكية, الليبرالية من الميدان . وأسست دكتاتوريات عسكرية بجوار ممالك وأمارات النفط البدوية قبل نصف قرن, بفعل تداعيات قيام دولة إسرائيل ..وهاهو الإسلام السياسي يجرب نفس السيناريو مستفيداً من تفسخ الأيديولوجية القومية – الاشتراكية. وانحطاط جاذبيتها الى الحضيض . ومن العجز المزمن للغرب عن اجتراح تسوية مقبولة للقضية الفلسطينية.
تتمركز الممانعة المحلية في وجه التحول نحو الديمقراطية في هذا التنابذ الطويل الأمد بين الميل الى العنف- وهو هنا مناخ سيكولوجي - الذي يتغذى من بقاء القضية الفلسطينية بلا حل , ومحاولات استحضار السياسة الى الحياة اليومية العربية .
لايمكن لليبرالية أن تنافس كأيديولوجيا : اللغة التعبوية لكل من الأيديوليجيتين القومية أو الإسلامية في مناخ من الإحباط يمدد له في المنطقة بالتمديد للمشكلة الفلسطينية..
مناسبة هذا الحديث : آخر ما تفتق عنه ذهن الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية الذي يقودها بوش الابن ,لدعم مسار الديمقراطية في لبنان : هو تكليف إسرائيل بتجريد حزب الله من سلاحه!!
لايمكن فهم هذه العبقرية الأمريكية إلا باللجوء الى علم النفس ..
تثبّتْ العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية على مرحلة الرضاع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا