الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البنتاغون وانقلاب السحر على الساحر

أمين أحمد ثابت

2021 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


حصار البنتاجون الامريكي يوم الاربعاء امس العصر . . لم يقرأه العالم سوى بلطجة ترامب عبر مرتزقته مدفوعي الاجر والكثير من السذج الذين صدقوا ادعائه الساذج بتزوير نتائج الانتخابات عبر تآمر شامل ومطلق عليه من كافة مؤسسات الدولة ، هذا الى جانب العديد من الجماعات العنصرية والانفصالية والفوضوية التي تخصبت بيئة نموها خلال حكمه المنفرد المزاجي الطفولي للاربع سنوات الماضية - واجمع العالم على انصدامهم لبلد الحرية الاولى في العالم - المؤسسية - أن تظهر في الصراع على سلطة الحكم بذلك المشهد المخزي وعبر رئيس الدولة القائم الذي لم تنته فترته القانونية بعد الا بعد ثلاثة عشر يوما .
مالم يفهمه او تستوعبه شعوب وبلدان العالم وحتى محنكي الادارة الامريكية . . يقوم وراء الجوهر - وليس الظاهر - للجواب على تساؤلنا : ( لماذا حدث ذلك ؟ ) .

والجواب - الذي تحتاج الادارة الامريكية ودول المركز الاوروبية . . ومثقفينا العرب التافهين - يرجع لنهج الاجندة الامريكية المعتمدة منذ عام الف وتسعمائة وتسعين - واتبعتها بلدان النفوذ الاوروبي على العالم - وذلك تجاه بلدان العالم الثالث الضعيفة المتنازع عليها - وخاصة البلدان العربية القوية والغنية والمقبوضة بأيدي حكام مستبدين . . متغطرسين - في اعادة السيطرة عليها تبعيا في مدخل اعادة بناء النظام العالمي الجديد الذي لم يتحدد بعد منذ ذلك الوقت وحتى اللحظة - وذلك النهج متمثل ب ( الفوضى الخلاقة ) ، المستوحاة من تجربة البيروستويكا الغارباتشوفية ، حيث كان الهدم - عبر الفوضى الشعبوية ونخر الدولة - سهلا وسريعا للدولة السوفيتية والمجتمع السوفيتي . . حتى على صعيد القيم .

هذا النهج - شبه الثابت للادارة الامريكية في ظل رؤسائها المتتابعين من الديمقراطي والجمهوري منذ 1990. حتى نهاية فترة اوباما . . اثبت قيمته امريكيا للتربع على العالم دون الحاجة لوصفة القوة عبر التكتلات الاقتصادية - وهو ما دفع فرنسا والمانيا وبريطانيا ان تساير ذات النهج الامريكي بعد فشلها باخضاع الولايات المتحدة الامريكية لمسألة التعددية القطبية بمبحث القوة عبر التكتلات الاقتصادية التي اسستها عبر قيام الاتحاد الاوروبي ، وهو ما دفع بريطانيا الى الخروج منه واعادة ربط موضوعية حضور قوتها العالمية بأن تظل محافظة على ارتباطها مع بامريكا . . وفق ارثها كجد فاذر لها .
وبقدر تدمر وتمزق اوطان البلدان الضعيفة وتمزق لحمتها المجتمعية - عبر حروب الوكالة ، وتصدر الاختلافات العقائدية والعصبويات الضيقة كأصل للصراع الاجتماعي بدلا من الصراع المجتمعي بين التقدم والتخلف . . وبمؤسس شبه ثابت وضعيا مقادا بثقافة الكراهية الطافية على سطح الحياة اليومية لمجتمعاتنا ، والذي خلق واقعا لبلداننا ووهما لانساننا بافضلية التبعية والعمالة للخارج كطريق للعيش الافضل - هذا غير الوكلاء الخالقين هذا الواقع بدعم خارجي . . في نيلهم الثروات وقوة التسلط على مجتمعاتها المحلية - هذا النهج المستمرأ غربيا هو ما قاد لعودة ظهور الشعبوية الفوضوية اوروبيا المهددة للمؤسسية الديمقراطية ، والتي كانت قد امحت اثار وجودها من بلدان الغرب البرجوازي من قرون ، وهو ما قاد الدولة الامريكية العظيمة - بكونها صانعة ومنفذة نهج الفوضى الخلاقة - أن يصل الى سدة حكمها شخصا مريضا مهووسا بالقوة المنفردة المطلقة ، الذي يدوس على النظامية المؤسسية والديمقراطية ، ويدوس على القيم الانسانية التي وصل اليها العالم بعد قرون من المآسي العظام ، ليعيد مجددا واقع الحكم الابوي التسلطي المزاجي لفرد الحاكم مع شيوع قيم التعصب الضيقة مجتمعيا وتوجيه سلطته التنفيذية لتغذية ذلك واقعا وتعطيل النظامية والتشريعية المتقدمة التي وصلت اليها دولة الحكم ، وذلك لبقاء واقع مجتمعي بشري ( امريكي ) يرى ضعفا وبهوتا لقوة الدولة . . الا فقط في صورة الرئيس ( ترامب ) ، ولايكون امامه التصديق بامريكا السائدة على العالم وحماية استمرارية تفوقها . . الا بصورة ترامب ، وبدونه يتهدد الحلم الامريكي - وطالما ديمقراطية الانتخابات هي من تبقي او تغير الرئيس ، فإن فشل بالبقاء لفترة ثانية - او كان باجراء تعديلات دستورية لفترة ثالثة ورابعة كبوتين اذا ما فاز ترامب على بيدن - فعليه ان يستدعي كافة الشروخات التي خلقها ودعم نموها وشيوعها داخل المجتمع الامريكي - لاسقاط خصمه المنتخب وفق القانون والدستور والاجراءات النظامية لعدالة وصحة نتائج الانتخابات . . عبر الشعبوية الغوغائية كبديل لمؤسسات الدولة .

وما اود التأكيد عليه ، ان الديمقراطيات الديمقراطيات المؤسسية في البلدان الغربية عموما مهددة بالنكوص التراجعي ( بجبر واقعي ) نحو اللادولة وعودة انظمتها الاستبدادية الفردية المندثرة عن تاريخها الحديث ، والمسبوق بتنامي شيوع الفوضى ةلصراعية مجتمعيا مع تراخي ترهلي لقوة الدولة وقبضتها على واقع مجتمعاتها ، واعتقد ان رؤوس المال الاحتكاري في تلك البلدان سيقود تحويل واقع تلك البلدان عبر ذرائع تحرير الاقتصاد والتجارة ، الذي يكون له مع كل نمو للرأسمال . . فعلا تمزيقيا لقيم المجتمع نحو الشعبوية البديلة للدولة ، ونحو الصراعات الاثنية والدينية والطائفية والمناطقية مجتمعيا مع افساد كامل لاجهزة الدولة .

فهل تستيقظ امريكا وبلدان الغرب الاوروبي بايقاف نهج الفوضى الخلاقة المدمرة لشعوب العالم الاخرى ، والذي سينهشها هي ايضا - وفق المثل الشعبي اليمني ( نهاية المحنش للحنش ) - اي الذي يستخدمه للدغ الاخرين ، فإنه سيؤول الى ان يلدغ بنفسه من ذات الثعبان الذي ارهب به غيره وقتله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاهد تظهر فيضانا يغرق قرى في البوسنة


.. مظاهرة وسط العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية وا




.. انفجارات في الضاحية الجنوبية لبيروت


.. في اجتماع انتخابي له في كارولينا الشمالية .. ترمب يعد بتصنيع




.. مروحية إسرائيلية تقصف الحدود اللبنانية