الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البداية من القمة ( 21 )

آدم الحسن

2021 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الكثير من الأسئلة حول العلاقة بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية تطرح نفسها بقوة و من بين هذه الأسئلة :

هل أن تطور الصين علميا و تكنولوجيا يشكل خطرا اقتصاديا حقيقا على الولايات المتحدة الأمريكية .. ؟

لابد من حصر هذا الموضوع بالمسائل الاقتصادية بشكل افتراضي و استبعاد الأمور الأخرى و منها اهمية التفوق العسكري و الأمور الأمنية الاستراتيجية الأخرى و ذلك لكي نحصل على مدخل لتناول الموضوع بشكل تدريجي .

قد يكون تناول العموميات احيانا افضل مدخل , من الناحية العملية , من تناول الحالات الخاصة و من هذه العموميات هو السؤال التالي :

هل ان تطور دولة ما علميا و تكنولوجيا في عصرنا الحالي يخدم باقي دول العالم اقتصاديا أو انه على الأقل لا يتعارض مع المصالح الاقتصادية لأي دولة في العالم , ام أن العكس هو الصحيح اي أن تخلف دولة ما قد يخدم المصالح الاقتصادية لدولة اخرى او مجموعة من الدول .... ؟

هذا الأمر مرتبط بحقيقة مهمة و هي انه كلما تصاعد التقدم العلمي و التكنولوجي في البلدان المتقدمة كلما تراجعت اهمية الهيمنة و الاستعمار للحصول على منافع اقتصادية من الدول الفقيرة و المتخلفة .

و ايضا هنالك حقيقة اخرى و هي انه كلما تصاعد التقدم العلمي و التكنولوجي في البلدان المتقدمة يصبح المصدر الأساسي لثراء شعوب هذه البلدان هي من قيمة قوة العمل المنتج محليا فيها و خصوصا العمل الفكري و ليس من خلال سلب خيرات و ثروات و عمل شعوب البلدان المتخلفة و الفقيرة .

قبل أن نداخل هذه الحقائق مع العلاقة الأمريكية الصينية نرجع بضع خطوات للوراء للوصول لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية حين عملت الولايات المتحدة الأمريكية كل ما في وسعها لإنهاض دول اوربا الغربية و اليابان و اخراجهم من حالة الدمار الذي خلفته تلك الحرب المدمرة ,

بسهولة سنجد أن التطور العلمي و التكنولوجي لدول أوربا الغربية و اليابان لم يسبب اي اضرار اقتصادية لأمريكا و كان العكس هو الصحيح فلقد ساهم ذلك التطور في حدوث انتعاشا كبيرا في التجارة البينية بين امريكا و كل من دول اوربا الغربية و اليابان و زاد من نشاط الشركات المتعددة الجنسية العاملة فيها , لذا يمكن الاستنتاج بأن التطور العلمي و التكنولوجي في هذه الدول كان في خدمة هذه الدول جميعا و لم يكن لصالح طرف على حساب طرف آخر .

و هنا يظهر سؤال آخر و هذا السؤال هو جوهر الموضوع :

لماذا لم يحصل في تلك الفترة تبادل للمعرفة في مجالات العلوم و التكنولوجية بين امريكا و كل من الاتحاد السوفيتي و دول اوربا الشرقية السائرة في المسار الشيوعي مثلما حصل بين امريكا و كل من دول اوربا الغربية و اليابان .... ؟

الجواب سيكون سريعا و هو أن المشكلة هنا هي بسبب الصراع الأيديولوجي بين هذين التوجهين او النظامين المتناقضين و ليس بسبب صراع مصالح اقتصادية , انه صراع بين نظام اقتصاد السوق الحر الذي اساسه هو نشاط رأسمالية القطاع الخاص و نظام الاقتصاد الموجه و المقيد بما كان يسمى بديكتاتورية البروليتارية و هي في حقيقة الأمر كانت ديكتاتورية رأسمالية الدولة التي يقودها الجهاز البيروقراطي .

بعد هذه الافتراضات نعود الى زمننا الحالي و نسأل :

هل سيتلاشى الصراع بين امريكا و الصين تدريجيا عند تلاشي الصراع الأيديولوجي بين هاتين القوتين الاقتصاديتين ... ؟

للوصول للجواب المعقول يجب أن نحدد ما المقصود بالصراع الأيديولوجي بين الدول .

بعد انتهاء الحرب الباردة اصبح الصراع الأيديولوجي يتمحور حول شكل نظام العولمة و طبيعة نظامها النقدي و مدى عدالته .

لا شك أن الصراع بين امريكا و الصين سيتواصل لحين الإطاحة بالنظام النقدي الحالي و انشاء نظام نقدي عالمي جديد خالي من هيمنة اي دولة عليه و ينظم التبادل التجاري بين الأمم على اسس جديدة عادلة .


(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات