الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية التعبير وغياب الضمير

صبحى إبراهيم مقار
(Sobhi Ibrahim Makkar)

2021 / 1 / 10
العولمة وتطورات العالم المعاصر


نرى عجباً ونحن في القرن الحادي والعشرين عصر المعرفة وتعدد مصادر المعلومات من فئات تدعي كذباً أنها من دعاة حرية الرأي والتعبير، وفي نفس الوقت تسعى إلى نشر وجهة نظرها فقط وتحويل كل الناس إلى بغبغانات تكرر شعاراتها وما تبثه فيهم من أكاذيب بدون أي تفكير متناسين أننا في عصر تعدد مصادر المعرفة التي يمكن لجميع فئات المجتمع اللجوء إليها لمعرفة الحقيقة كاملة من كل جوانبها. ويسعى كل دكتاتور من دعاة هذه الحرية التفصيل إلى أن تخلو له الأرض ووسائل الإعلام لكي يشكك في كل شئ وأي شئ لا يتماشى مع توجهاته، كما لا يريد أن يسمع أي رد منطقي على كل ما يدعيه. وأنا هنا لا أريد أن تخلو الساحة لتيار معين وتحجيم باقي التيارات الأخرى حتى لا تتكرر تجربة الجماعة المحظورة اسماً الغير محظورة فعلاً، بل وكانت الوحيدة التي كان يتم السماح لأعضائها بالسيطرة على جميع الأنشطة الطلابية والنقابية مما أدى إلى سيطرتها على عقول غالبية فئات الشعب المصري مع مرور الوقت.
وفي حالة السماح لأي تيار معين، مهما كان ضعيفاً ظاهرياً، بالسيطرة على أية وسيلة إعلامية للتواصل الاجتماعي وحرمنا في نفس الوقت باقي التيارات الأخرى من التعبير عن أفكارها، ستنتشر مع مرور الوقت الأفكار المتطرفة والشاذة للتيار المسيطر بين الفئات المختلفة في المجتمع وسيصعب إقناعهم في المستقبل بأية أفكار مخالفة لأفكارهم حتى لو كانت أفضل لهم وللمجتمع ككل. وهذا ما عايشناه ونعيشه حالياً مع الإخوان بكافة تصنيفاتهم (الصاحيين والنايمين والمتعاطفين) اللي بنلاقيهم دايماً بيصدقوا عمياني أي شخص بيتكلم عن أي مشكلة أو تقصير ولو بسيط جداً لأي مسئول أو الحكومة بصفة عامة، لكن لما نفس هذا الشخص أو أي شخص آخر يشيد بالجهود والانجازات العظيمة والمفرحة اللي بتحصل كل يوم بفضل جهود جميع المصريين الشرفاء الأمناء في كافة أعمالهم، ويقدم في نفس الوقت الحلول لهذه المشكلات، نلاقيهم مش مهتمين أصلاً بالموضوع ويعيشوا حالة "الصمت الرهيب" عشان مفيش عندهم حيادية ولا موضوعية نتيجة لشخصنة الآراء والقيم والمبادئ اللي أصبحت مكرسة فقط لمهاجمة الحكومة عند ظهور أية آثار سلبية علي المجتمع أثناء تنفيذ برامجها وخططها التنموية، ولا يرحبون بتقديم أية حلول لعلاج هذه المشاكل بل ويهاجمون بشدة كل من يشيد بالإنجازات الكثيرة جداً في كل المجالات رغبة منهم في الإطاحة بمسئول معين أو قيادات معينة في الدولة.
ومن المؤكد أنه سيتغير موقفهم تماماً في حالة تولي قيادات أخري من جانبهم للحكم، وده بسبب عدم تكريس مفهوم المواطنة والانتماء للوطن كأساس لكل شيء بدلاً من الانتماء لمصالح قيادات تنظيم دولي لجماعة لا تعرف معنى الوطن ولا المواطنة. ولذلك يجب أن تكون الثقافة السائدة في جميع وسائل الإعلام هي عدم التقليل من شأن وكرامة المواطن الطبيعي الذي يفرح بأي إنجاز لبلده ومؤسسات بلده رغم كل المشاكل اللي بيعيشها وبيقابلها في حياته اليومية، وعدم التشكيك في وطنيته ووصفه مثلاً بأنه مطبلاتي وشاذ عن باقي المواطنين. كما يجب التنبيه على أن الغير طبيعي والغير مألوف على مجتمعنا، إنك تلاقي ناس عمرها ما فرحت بأي إنجاز أو أي حاجة كويسة بتحصل في بلدنا. ومش بس كده، دول مش عاجبهم الناس الطبيعية وعايزينهم يبقوا زيهم مجرد "بغبغانات" تمشي وراهم عمياني من غير تفكير عشان المواطن الطبيعي العاقل عمره ما بيعمل لتحقيق مصالحه الشخصية ولا بيحسب الأول هيستفيد إيه قبل ما يقول رأيه، وكمان عمره ما هيعمل لتحقيق أجندة ومصالح ناس تانية كل همها تشويه كل ما هو جيد ونشر روح اليأس في المجتمع لتحقيق هدفهم النهائي في تدمير بلدنا وجيش بلدنا بخلق المزيد من المواطنين الغير طبيعيين عديمي الفهم اللي بيفرحوا جداً وبيطبقوا نظام "أصوت وأنوح حتى طلوع الروح" لما يلاقوا أي خبر سلبي أو أى شبهة للتقليل من مكانة بلدنا وتشويه مؤسساتها في الداخل والخارج. لكن لما يكون فيه أي خبر إيجابي أو تحقيق أي إنجاز يساعد في تحسين أوضاع بلدنا وولاد بلدنا يقلبوا فوراً على نظام "لا أرى لا أسمع لا أتكلم لا أتنحنح".
يا أيها السيد المنادي بحرية الرأي والتعبير وبتعارض على طول وعرض الخط أنا مش بفرض عليك تتكلم عن أي حاجة كويسة بتحصل في بلدك، لكن بطالبك بسماع صوت الضمير وتشغل عقلك وتفكر كويس عشان تكون مواطن طبيعي عاقل وشريف ومحترم وأمين على بلدك وأهل بلدك وما تساعدش في تنفيذ مخططات أعداء بلدك بنشر كل الأكاذيب والشائعات اللي المفروض إنك تكون أول واحد تقاومها وتحاربها مع أهل بلدك وتقف معاهم صف واحد ضد أعداء جيش ومؤسسات بلدك. ولازم تعرف كمان إنك زي ما بتاخد لازم تدي، ولو فاكر إنك بتدي لوطنك أكتر ما بتاخد منه تبقي غلطان، عشان كل اللي إنت شايفه ده من مشروعات وإصلاح اقتصادي بيحصل للبنيان وعلاج دائم للمشاكل اللي تراكمت عبر مر الأزمان. ناقص بس تبدأ بنفسك وتتقن عملك وتحافظ علي موارد بلدك وربنا هيبارك في القليل ويعطينا نعمة وقوة تدفعنا دائماً للأمام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة