الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواويل .. قصة .

عبد الرحيم الرزقي

2021 / 1 / 10
الادب والفن


ـــ مواويل ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


وتلك أجلام مزعجة ! .. كوابيس ملغمة بداخلها مناظر لاتسر للناظر .. وتكتنفها أجواء وألوان وطواحين هواء سريعة الدوران تصفق الرياح العاثية ممزوجة بصفير حاد ينقر الأذن نقرا !!؟ ..حتى استيقظت !.
ملابسي الداخلية شابها عرق بارد حين خرجت من سريرها مذعورا بصوتها الهادر ـ أعرفه ـ !؟ ..
يوم آخر ابتدأ بهذا الموال .. وكل يوم يستهل على هذه الشاكلة أنا أعرف تفاصيله .. وفي النهاية لنا الله جميعا ..
أعلم .. ستكوي وتشوي .. وتبخ ..وتقول : الشافي الله ..
أنا لم أعد أخشى سبابها .. والدين والملة المعروضين للرفس والتقديح .. بقدر خشيتي الجبانة من أظافر مسمومة .. وأنياب لما تنهش في اللحم الحية تترك لوحات تشكيلية على الجسد المغلوب .. أنا لا أخشاه ؟!..ما أخشاه الآن حقا .. هو التفريط في مرحاض الصباح ..
موالها .. وكفاني موالها ومغادرتي سريري المنهوك بالحقيقة والكوابيس .. أمر آخر تتحكم فيه عيناي اللتان تحملقان فيها من خلال شق الباب .. وهي ترمي بجثامين أولادها .. وهي تقذف بهم لتعرضهم حوائط هروبي .. وكأني بها تقول لي :
ــ هاكهم عني أيها البائس الخسران .
المواويل شطئان .. وموالها وحده شاطيء .. ومتفرد .. يامن لي ساعة دخولي حلبة السرير .. ويجرني موالا ـ زناقيا ـ فيه قبض وربط ! .
للمواويل .. كان قال لي خالها " التهامي البانس " قبل ارتباطنا بشهر ,, أنها شفارة * .
ــ هل يمزح السي التهامي ؟ .
.. اكتشفت مخراتها *الصغيرة بعدئذ .. أعلنت ذلك حافظة نقودي .. ثم اكتشفت أنها تسرق ملابسي الداخلية .. ومرارا اكتشفتها مكمشة تحت وسادتها .. تففعل ذلك كلما طلت رأسها بالحناء وجمعه ذاخل الخرقة ..تساءلت في هذا الشأن وساءلت أولي العرف .. فأجابوا شافيا على أن الأمر لايخرج من دوائر الأسحار التقليدية التي تكون النية من ورائها الاخضاع والاذلال .
أوغلت جسدي داخل البدلة " الكرونا " .. تلك أحتفظ بها ما أزال .. ولاتزال تحمل تفاصيل قراني بهذه السيدة .. تحمل أيضا الكثير من ضربات الشمس على مستوى الكتفين ... وغمست قدمي داخل الصباط الذي لم يعد يحمل إلا اسمه .. ونظرت إلى سحنتي داخل المرآة القديمة على الحائط وهي تخاطبني باشفاق : ـــ الله يكون ف لعوان !.
في ركن من المرآة ذاتها تبدو لي جالسة في ركن من قاع الدار مقرفصة ولحيم أردافها يتململ بتململاتها .. كانت لاهية في تحضير وصفة الحناء العجيبة .. تحرك المعجون الاخضر داخل إناء بلاستيكي .. وفي لحظة أوقفت جهاز الكاسيط القريب منها .. فصمتت الجدران فجأة عن هدير الهواريات *..
هل الصمت .. وانطلق الموال الجديد .. جسدي النحيل يحمله الحذاء الى حيث لايدري .. هاربا ببذلته " الكرونا " ينشد الإفلات من سطوة الوجس المقدر والمكتوب ..وها هو يروم الباب ..:
ــــ آحي بعدا .ز ين غادي ؟ ..
ـــ آجي نتفاصلو .. و .. و .. و...


ــــ سرد قصصي : عبد الرحيم الرزقي
أكتوبر2020 مراكش المغرب .

ــشفارة : لصة بالعامية المغربية
ــ مخارة : لصة بالعامية المغربية .
الهواريات : فنانات شعبيات يأدين أهازيج شعبية مشهورة في قبيلة هوارة بجنوب المغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي


.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل




.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي