الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو تكرر السيناريو في العراق ..؟

هرمز كوهاري

2006 / 7 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يبدو أن قادة إيران مصممون على السير في مشروعهم الداعي الى إزالة إسرائيل!
وهذه المرة ليس كما قالها الرئيس المصري الاسبق عبد الناصر وبعض المهوسون في مشروع " القضية المركزية ، الذين قالوا بإلقاء اليهود في البحر ، ربما كانوا يقصدون في البحر المجاور حيث يكون بإستطاعة اليهود عودتهم ثانية على البوارج وحتى على السفن الشراعية بعد أن يبدأ الاقتتال بين قادة " القضية المركزية " أنفسهم على الزعامة والصراع على من يستحق " لقب محرر القدس"!

أما المشروع الايراني فهوا إستصالهم والقضاء عليهم ! وليس الخلاف هذا فقط بل أن المشروع الايراني يمتاز بالخبث وهو أن يكون التنفيذ من قبل عملائهم و على حساب دماء ودموع الشعوب الاخرى ودمار بنيتها التحتية وهم أي الايرانيين يمدون أذرعتهم كالاخطبوط بواسطة أصدقائهم في الدول المذكورة وهي أي إيران بعيدة عن التضحيات و عن النار والدمار !.

ولكن ماذا لو تكرر هذا السيناريو الذي ينفذه حزب الله في لبنان ، على يد من تراهم إيران آهلين لهذه المهمة في العراق أو غيره ، أما موضوع إيجاد العدو لتطبيق هذا السيناريو فليس من الامور الصعبة والمستعصية على من يريد خلط الاوراق وإرباك عدوه ، فعدو إيران قبل أن يكون اليهود هم الامريكان لأنهم أي الامريكان كانوا داعمين شاه إيران قبل إستيلائهم على الحكم ، ومساندين شاه هنشاه العراق صدام في حربه على إيران !، ولا يحتاجون الايرانيون الى الذهاب الى نيويورك أو واشنطن ، و يعرفون أن قوة أمريكا وجبروتها هي في مصالحها في الشرق الاوسط ، كما كان سر قوة شمشون الجبار في شعره وليس في بدنه فقط كما تقول الاسطورة !! و منطقة الخليج ليست كبقية المناطق بل هي في الحقيقة برميل من الباروت ، قد ينفجر بأقل شرارة وتنتشر شرارته على أوسع منطقة ممكنة .

في الحقيقة والواقع ! كما كانوا المسؤولون في عهد العارف الثاني يكررون هذه الحكمة! في كل مناسبة ودون مناسبة ، إن الثمن الذي تريده إيران ليس طبعا إزالة إسرائيل وتحطيم أمريكا ، لأنهم ليسوا بهذه السذاجة على ما أعتقد ، بل إنهم ببساطة يهدفون الى أن يعترف بهم المجتمع الدولي كقوة نووية وقبولها في النادي النووي بعضوية كاملة وفعالة ، وقوة عظمى في المنطقة بل وتحلم إيران أن تكون القطب الثاني ، هي تقود العالم الاسلامي المؤمن وأمريكا تقود العالم العلماني " الكافر " !

إذا ما إعتمدت إيران هذا السيناريو في العراق ، وخضعت الجهات التي ستكلفها بهذه المهمة الخطرة ، الى توجهاتها أي توجيهات إيران التهورية والمغامرات غير محسوبة النتائج ، فتكون تلك الجهات قد وقعت في خطأ مميت لها وللشغب العراقي ولمحرضيها و لا تخرج منها سليمة معافة لا هي ولا من ورطها في المغامرة ، ذلك أن العراق غير لبنان ، فقد تصطدم تلك الجهات بأطراف أخرى داخل العراق إضافة الى جهات من خارج العراق والعالم ، توجهها ووتقودها الدول العربية وتسلحها أمريكا مدفوعة الثمن من قبل دول الخليج ، وقد تنظم اليهم " القاعدة " من غير إتفاق مسبق ، لأن قادة القاعدة يكفّرون الشيعة ، هذا إذا إكتفت أمريكا بهذا الرد البسيط ، لأن الرد الامريكي قد يكون حاسما قاتلا كما جاء في مذكرات الرئيس الامريكي الاسبق نيكسون حيث قال :" إن أمريكا قد تضطر الى إستعمال الاسلحة النووية في حالتين فقط ، أولا لحماية إسرائيل وثانيا لحماية آبار النفط !! هذا طبعا إضافة الى الدفاع عن أراضيها وكيانها .

ما يرجوه كل عراقي مخلص ألا ينجر أي طرف في العراق مهما كان فضل إيران عليه ! أن ينجر الى مخططات تؤدي الى التضحية بشعب العراق وكيانه بدافع المبدأ ، وعلى مبدأ البعث الذي لا يهمه مصير الشعب العراقي بقدر ما تهمه المغامرات والعنتريات ، سأل صحافي بريطاني ، القائد السياسي والحربي المحنك! ،نائب الضابط ، طه الجزراوي ، عن عدد ضحاية العراق في حربه مع إيران بعد مرور عدة سنوات على الحرب ؟ أجابه الجزراوي بشموخ معتقدا أن الاوروبيين يقدرون ويثمنون مواقفهم المبدائية الفارغة !! " نحن لا تهمنا التضحيات ! بل إننا يهمنا تحقيق المبادئ.." !! وعلق الصحافي البريطاني على هذا الكلام ، " هؤلاء هم حكام العراق لايهمهم مصير الشعب العراقي في مغامراتهم !! "

إن مستقبل أي فئة أو قومية أو طائفة من الشعب العراقي هي في إستقرار العراق ، وإعماره ورفاهيته ، ويجب أن يكون هذا هو المبدأ الاساسي لكل فرد عراقي ، ويتقدم على كل المزايدات والعجهيات الفارغة والمغامرات غير محسوبة النتائج كما كانت مغامرات المتاجرين بالقضية المركزية ، ولم يقدموا الى تلك القضية المركزية خلال ستين سنة من القتال والاقتتال ، إلا الدمار والخراب والدماء والدموع .

نرجو أن يكون القادة الايرانيون من الحكمة والدراية ما يكفي لتجنيب المنطقة الدمار والخراب نتيجة ركضهم وراء السراب ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له