الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد طنطاوي واحد -تاني- مننا

سيد طنطاوي
(Sayed Tantawy)

2021 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


في السياسة، التخوين على طول الخط لن يضعنا على طريق واضح المعالم، واستباق النية الطيبة في كل الأمور سيجعلنا "دراجة سياسية" يركبها كل من راودته نفسه للعب، ماذا لو تركنا هذا وذاك وأعملنا عقولنا على أن نتحلى بالمروءة فنتحمل العواقب، أو ننسب الحق لأهله.
بهذه الرؤية يُمكن أن ننظر إلى تجربة أحمد طنطاوي، عضو مجلس النواب السابق، ورئيس حزب الكرامة حاليًا، لنضعه على هذا الميزان ونرى.
قبل أن تُرحب بهذه الدعوة أو ترفضها، لم أعرف أحمد طنطاوي إلا بعضويته في مجلس النواب، ووجدته سياسيًا مفوهًا، تجمعني به أرضية مشتركة في كثيرٍ من الأمور، لكن مواقفه كانت هي الحسم.
ربما لا يعرف الكثيرون عن "طنطاوي" سوى جملته الشهيرة التي قالها إبان مناقشة البرلمان للتعديلات الدستورية: "أنا لا أحب الرئيس ولا أثق في أدائه"، والتي اعتبرها علي عبدالعال رئيس البرلمان خروجًا عن النص ووجه بحذفها من المضبطة.
هذه الكلمة كانت ستمر مرور الكرام لولا توجيه رئيس البرلمان بحذفها، لأن من أبجديات السياسة أن المعارضة أصل عملها ألا تثق في أداء الرئيس، وإن كانت ستقدم الثقة سمعًا وطاعة فهي ليست معارضة.
الأمر الآخر الذي يحتاج للتوضيح بخصوص أحمد طنطاوي أن البعض يحمله مسئولية القوانين المعيبة التي أقرها مجلس النواب، بل والاتفاقيات، وأبرزها التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، والحقيقة أن انتخاب عضو برلماني أو حتى عضو مجلس نقابة لا يكون دفعًا به نحو تغيير الكون، لكن من واقع أن السياسة فن الممكن فأنت تنتخب من سيمثل قناعاتك داخل المجلس ومن ثم محاولة تطبيقها، لكن طنطاوي لا يُسأل عن ما أقدمت عليه الأغلبية.
في هذه المرحلة يجب أن نكون أكثر وضوحًا، لذلك علينا أن نفرق بين اتجاهين "الثوري والسياسي"، الثورة لا تعرف التفاهمات بل لها طريق واحد، أم السياسة فطرقها لا تحصى، فهل قدم أحمد طنطاوي لنا نفسه بوصفه ثائرًا من ميدان التحرير أم سياسي؟
الثوري قد يصبح سياسيًا وحينها ستختلف وجهة نظره في أحمد طنطاوي، لتبدأ هنا معركة جديدة أمدها طويل، لكن السلامة فيها أكثر، والتنكيل فيها بالمعارضة أخف وطأ.
الآن وضعنا "طنطاوي" في زاوية سياسية فهل يُمكن أن نختلف معه؟ بالطبع وأنا أول المختلفين، لأنه ناصري وأنا لا اتفق أيديولوجيًا مع الناصريين، بل مع عبدالناصر ذاته، فلا أراه زعيمًا مُلهمًا، لكن لا يُمكن للخلاف أن يمنعنا عن الإنصاف خاصة أن خلافنا مع الناصريين ليس وليد اللحظة، فهل حين انتخبنا وأيدنا حمدين صباحي كنا ناصريين؟
اختلافنا في وجهات النظر مع الناصريين لا يزال قائما، لكن قولة حق: "الناصريون كانوا سدًا منيعًا ضد التطبيع على مدار سنوات"، ولولا غضبتهم ضد الكيان الصهيوني على مستوى الوطن العربي لكان تطبيع 2020 حدث في التسعينيات، هذا لا يعني أنهم كانوا في هذه المعارك بمفردهم، لكن معهم كل القوى الوطنية التي لا تزال ترفض التطبيع، بل يُمكن وصف الناصريين بأنهم أصحاب التطرف المحمود في مواجهة التطبيع.
إذا وضعنا "طنطاوي" في قالب سياسي فإننا أمام استنساخ نموذج جديد من حمدين صباحي، أو ربما يختلف عنه قليلًا، والآن يكون الدور السياسي الحقيقي في تجنب ما لم نحبه في "حمدين"، لكن لا أحد يستطيع أن يغفل أن البدايات بينهما متشابهة مع فارق الزمان، فكلاهما واجه الفساد ودافع عن حق المصريين في تداول السلطة، وقاوم التطبيع، وتشابهت مواقفهما تحت القبة أيضًا، وتجمعهما صفة العمل في صاحبة الجلالة.
كلاهما بدأ مهده في كفر الشيخ، ووجها خطابهما إلى الناس وبهم احتموا، فصنعت الأزمات منهما سياسيان قادران على العطاء، لذلك كان المشهد الطبيعي أن يكون تسليم وتسلم من هذا إلى ذاك، وكأن جيل يسلم الراية إلى جيل جديد.
الكرامة كحق إنساني انتقالًا بالمفهوم إلى الحزب والجريدة يضعنا أمام نقطة انطلاق لأفق سياسي جديد -على الأقل- قد يجنبنا شيء من الاعتقال باعتبار أن من سيتصدى لصوت المعارضة هو رئيس حزب ربما لا يضيق النظام عليه بالوحشية التي فعلها مع غيره.
الآن يبدو "طنطاوي" مؤهلًا ليقيم صلاة المعارضة وينقض وضوء الفساد، وإن لم يفعل فنحمد الله على أننا عاملناه كرجل سياسي وليس ثوريًا، حتى لا يزيد عدد الساقطين من غربال الثورة واحدًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح