الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيوه أنا حبتها

محمد أبو قمر

2021 / 1 / 12
الادب والفن


كان في بنت زميلتي في الشغل مجننة كل الزملاء ، حلوة حلاوة تخلي الواحد يلف زي النحلة حوالين نفسه لغاية ما يقع من طوله ، أحلي من أي ممثلة في السيما ، قوام ممشوق ، وخصر علي أد الدايرة إللي تعملها بصباع واحد ، نهدين يتهيألك إنهم يمامتين صاحيين من كتر النبض إللي تحسه لما تقرب منها ، عينين إذا بصيت أوي فيهم تغرق ، تغطس ما تئبش تاني ، شفتان مكتنزتان نديتان يخلوك تقول إن أحسن فراولة في السوق مغشوشة ، ابتسامتها تخلي قلبك يتنطط جوه في صدرك عايز يطلع بره ، إنت نفسك تبقي عايز تتشقلب زي القرد لما تسمعها وهي بتتكلم ، يتهيألك إن إللي طالع من بين شفايفها مش كلمات إنما حبات لؤلؤ ، ولّا وهي ماشية بتتمخطر زي الفرسة إللي متشوقة للرقص ، يا أخي حتي صوابعها لما تشاور بصباع منهم علي حاجه إنت تتوه وعقلك يروح لبعيد وتقعد تفكر هي صوابعها مخروطة كده إزاي وبتنور ليه .
البنت دي بصراحة خبلتني ، خطفتني ، خلعت روحي من روحي ، خلّت قلبي كل ما اشوفها يصرخ جوايا ويزقني ناحيتها وزي ما يكون بيقولي إعمل حاجة علشان خاطري ، بس أنا كنت أعمل إيه ، البنت دي مكنتش بتعبر أجدع واحد وأنا كنت أروح فين وأنا مجرد واحد غلبان ، جميع الزملا كانوا بيرسموا نفسهم قبل ما يجوا الشغل علشان يمكن تقبل واحد فيهم ، كانوا عاملين زي ديوك الرومي ، كل واحد كان يجي الصبح لابس أحسن حاجه عنده ، ومستحمي وحاطط فنطاس ريحة ، ومسرح شعره علي هيئة عرف زي عرف الديك ، ويجي يتسنتر قدامها وهو متهيأله إنها هاتخده بالأحضان ، إنما كانت دايما بصتها لأي ديك منهم معناها : إلعب يا ابني بعرفك ده في وسط البط إللي في عشة بيتكم.
طيب ..أنا بأه أعمل إيه وأنا لا بعرف أعمل عرف الديك ولا بعرف أتأنط في كلامي وحتي لما بكون ماشي في الشارع ببقي زي ما أكون محدوف زي الطوبة وببقي خايف أحسن أخش زي الأعمي في أيها حيطة ، أعمل إيه وأنا قلبي خلاص خايف يقع من حلقي وأنا ماشي ، وروحي لما بشوفها بتبقي عايزه تفارقني وتروح تحضنها ، حبيتها؟ ، ايوه أنا حبتها ، والله مش علشان حلاوتها ، إللي أخدني شخصيتها ، عامله زي ما تكون ملكة ، كلامها دايما ما قل ودل ، بتفهم من أول وهلة وترد علي أي محاولة لاقتحام خصوصيتها بإشارة أو بإيماءه لطيفة أو بعبارة عجيبة تخلي الواحد منهم يحتار ويبقي عايز يخلع من قدامها بأقصي سرعة ، لما فاجئها واحد سلفي بلحية طويلة من الزملا وقالها : هاتبقي جميلة أكتر يا أختاه لو لبستي الحجاب ، فوجيء الأخ السلفي وهي بتقوله : لو كنت مزنوق إجري بسرعة دورة الميه هناك ع الشمال روح قبل ما تعملها علي نفسك ، الأخ السلفي بلّم والزملا فطسوا من الضحك ، ومن يومها كل إللي يقابله يقوله : إوعي تكون لسه مش عارف فين دورة الميه .
ولا مرة شوفتها مشتركة مع الزميلات في أي نميمة ، قاعدة دايما في أبعد ركن يا إما بتقرا في كتاب أو سانده راسها بإيديها وسرحانه بتفكر ، لما مرة كنت بناقش زملائي في موضوع عام انتبهت هي وكنت ساعتها عامل فيها فلحوس ومثقف وزمايلي واقفين زي الحناطير فاكرين إني مُثقف بصحيح ومفيش بعد كلامي كلام وأنا عمال أتفلحس علشان هي تسمعني يمكن أحوز إعجابها ، فجأة هي قاطعتني ، جملتين بس إللي قالتهم خلوني غطست في عرقي زي الغرقان واتمنيت من شدة جهلي إن الأرض ياريت تتشق وتبلعني.
حبتها؟؟ ، ايوه أنا حبيتها ، حبيت سرحانها وهي قاعدة بتفكر ، حبيت منظر بلوزتها وهي داخلة في الجيبة من ناحية وطالعة من الناحية التانية ، حبيت تلقائيتها ، حبيت شجاعتها ، رنة صوتها ، صلابتها ، إنسانيتها.
في يوم وأنا قاعد أشجع نفسي : إنت معذب نفسك ليه قوم فاتحها بمشاعرك حتي لو قامت بيني وبينها خناقة ، إيه يعني إللي هايجري ، لما نويت ، قبل ما أقوم من ع الكرسي فجأة بصت لي ، زي ما يكون سمعت قلبي وهو بيكلمني ، من شدة رعبي غطست أنا تاني في الكرسي ، رجعت بصت لي ، ورجعت لتالت مرة ترمي شعاع عينيها في عينيا ، قلت في نفسي : زمانها بتقول : معدش إلا المعفن ده كمان ، طلعت من الشغل في اليوم ده مش عارف أروح فين ، تُهت حتي عن الشارع إللي يوديني للبيت ، ولقيت نفسي محدوف في شوارع لأول مرة أمشي فيها ، لقيت نفسي فجأة قدام بيتها ، والله ما اعرف أنا وصلت كده إزاي ، ولا أعرف أنا ضربت الجرس ولا هو إللي صعبت عليه ودق لوحده ، لما اتفتح الباب ولقيتها هي بطولها الفارع ووشها عمال يجيب ألوان لأنها زي ما تكون اتخضت أو مسكت سلك عريان فكرت إني أدّور واجري ، لكني سمعتها بتقولي اتفضل..أُدخل.
قبل ما اقعد ع المقعد إللي شاورتلي عليه نادت : ياماما..ياماما...عندنا ضيف ، أنا قلت في نفسي : يادي اليوم الكوبيا ، دلوقتي مامتها تيجي تسألني إنت مين وعايز إيه وتفتحلي محضر ، لكن أمها لما وصلت وشافتني اندهشت ، زي ماتكون اتخضت هي كمان ، قعدت تتأمل فيا وكأنها عايزه تتأكد من حاجه ، أخيرا وهي مدهوشة وبتتعجب فوجئت أنا وهي بتقول لابنتها: هو ....هو يابنتي .... هو بعينه ...هو بشعره المنكوش وقميصه إللي متزرر بالمقلوب ، ثم قالت لي أهلا ، قالتلي أهلا كده واقفة وجامدة وكأنها بتقول لي إنت جيت برجليك يا اخويا!!.
يادي الوقعة المنيلة بستين نيلة ، كلام مامتها رعبني ، دي أول مرة تشوفني ، يمكن أنا جيت إمبارح وأنا تايه كده برضه ، مهو أصل حبي للبنت دي بيتوهني وياخدني ويوديني مطرح مهو عايز وأنا مش دريان ، يادي النيله عليا وع الجابوني ، أكيد أنا جيت وهجصت ونيلت الدنيا ، قلت لنفسي إمسك نفسك المرة دي يا أهبل يا ابن الهبلة واخلع بالراحة قبل ما تحصل أي مفاجئة تخلي فضيحتك بجلاجل ، بس كان نفسي أعرف إيه معني كلام الست مامتها ، هل أنا مرووش لدرجة إني آزورهم وأنا مش داري ، أو يمكن أنا شبه الزبال إللي بيعدي عليهم يوميا ، الحلوة تقريبا قرت إللي بيدور في دماغي لأنها فجأة قالت لي : ما تخليش عقلك يروح لبعيد أنا حاسه بيك وكنت عارفه إنك هاتعملها وتيجي ، ومدت إيدها وراحت بصوابعها المخروطة بعناية تعدل في أوضاع زراير قميصي وسألتني : فاكر لما كنت قاعدة كل شوية أتأمل فيك وإنت يومها حطيت وشك في الأرض ..أنا يومها كنت برسم صورتك لأن أمي كانت عايزه تعرف شكل الراجل إللي بنادي عليه بالليل وأنا نايمه ، مدت إيدها تاني ولمست شعري وقالت : أنا بحب شعرك كده منكوش ، وبعد ما ورتني الصورة إللي رسمتهالي تقريبا كده أنا قلت لها حاجه ، مش فاكر أنا قلت إيه ، لكن إللي فاكره إنها ردت عليا وقالت : كل الزملا شايفني بس مجرد حتة حلاوة لكن إنت الوحيد دايما كنت محسسني إني إنسانة.
بصراحة كده كل إللي أقدر أفتكره دلوقتي هو إني لما وشها قرب من وشي أوي إتهيألي إننا طرنا من الشباك ، أيوه طرنا زي العصافير ، كنت مرة أسبقها في الجو وكانت هي ترجع تسبقني ، وساعات كانت تخبطني بجناحها وتهرب ، ومرات كنت أشيلها علي جناحي وأحوم بيها شمال ويمين بس هي ماكانتش تخاف كانت تنقرني في راسي وتقولي أنا برضه ممكن أشيلك علي طرف جناحي وأطير.
حبيت البنت دي زي العصافير ما بتحب ، وآديني أهو كل يوم أقوم الصبح ألبس قميصي وأزرر زرايره في مكانها صح وأنكش شعري بالطريقة إللي هي بتحبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??