الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهاجر مجرد رقم

عزيز اليوسفي

2021 / 1 / 12
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


عبر تاريخ المجتمعات البشرية و على طول حركة تاريخ شعوب الأرض ، و ظاهرة الهجرة في تنامي مستمر و لم تتوقف يوما ما . ما دام أمر هذه القضية العالمية يرجع أساسا إلى طبيعة الأنظمة الإجتماعية التي عرفتها المجتمعات العالمية في تسلسلها الزمني و المكاني ، و كذلك إلى طبيعة الإنسان ذاته ، فإن مغامرة الكلام عن اضمحلال و نهاية هذه الظاهرة لم تطرح أبدا في الجدالات العلمية و السياسية المعاصرة و لا هناك رغبة في معالجتها بالأساس ، ما هنالك هي محاولات محتشمة مخصية الجرأة و الإرادة لا تتجاوز السطحية و النفاق ، تحاول الهروب إلى الأمام بدل المواجهة الصريحة و الصارمة للموضوع.
ما يهمني في هذا الموضوع بالتحديد ، هي قضية معيرة المهاجرين في المجتمعات الأوروبية بالخصوص ، لإعتبارات ملموسة ، أولها كوننا ننتمي إلى فئة المهاجرين المتواجدة فوق تراب القارة العجوز نصارع هموم الحياة من داخل هذه المجتمعات ، و الأمر الأخر ، كون أن أغلبية المجتمعات الأوروبية هي مجتمعات حاضنة للمهاجرين بنسبة كبيرة بالمقارنة مع مجتمعات القارات الأخرى .
على الرغم من أن أوروبا تجاوزت مرحلة الظلامية بفضل ثوراتها الإجتماعية و نهضتها الإقتصادية السياسية و الثقافية ، و ذلك عبر معايشتها لظروف قاسية و بشعة في معظمها كلفت شعوب القارة ضريبة باهضة ، إلى أن أمر حقوق الانسان و التفاوت الطبقي ما زالا قائمين ، الشيء الذي ينعكس على التمظهرات الإجتماعية المختلفة لهذه المجتمعات ، من ثم يتم بروز العيوب و التناقضات على سطح المعارك السياسية و الإجتماعية ، في كل لحظات احتدامها (الانتخابات في أشكالها المختلفة ) و حتى في عالم القوانين . هكذا ، تبرز قضية المهاجرين أو البريكاريا المهاجرة بالتحديد ، ميدان امتحان ميزان ديمقراطية المجتمعات الأوروبية المتحررة و المتقدمة ، و لعلنا نجد في غالبيتها تتلاقى و تتفق في نفس الموقف و على نفس الطرح . المهاجر مجرد رقم في معادلة عالم الإحصاءات ، و إن بدت بعض الدول
تحاول تجاوز النظريات الجنسية المتوارثة عبر اقحام المهاجرين في الحياة السياسية و الإجتماعية بشكل هامشي ، عبر منح بعض الحقوق المدنية و السياسية ، لكن في مراقبة مستمرة لماهيتهم الشخصية و إن في هذا الهامش ، الشيئ الذي يعكس العقلية الأوروبية في تعاملها مع منطق الحرية و التحرر و علاقة ذلك بالإنسان عموما ، كيفما كان وضعه و جنسه و جغرافيته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فعالية البحرين «كوميك كون» تحتضن أبرز مشاهير العالم


.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون




.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت


.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة




.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟