الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكننا القضاء على الجوع ؟

عبدالله محمد ابو شحاتة

2021 / 1 / 12
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


التخلص من الجوع والقضاء على الفقر ، شعارات رنانة تطرق مسامعنا ليل نهار سواء في نشرات الأخبار أو على الأنترنت ، تطلقها جهات دولية ومحلية ويخصص لها هيأت ومنظمات وبرامج عدة كالفاو واليونيسيف التابعين للأمم المتحدة ، وبالرغم من ذلك فأن الفقر والجوع يزداد في العالم بدلاً من أن يتراجع ، فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية أن عدد الجياع في العالم آخذ في الأرتفاع ، حيث بلغ 821 مليون شخص بحلول عام 2017 بمعدل واحد من بين كل 9 أشخاص في العالم يعاني من الجوع وسوء التغذية بالإضافة إلى 150 مليون طفل يعانون من التقزم الناتج عن سوء التغذية ، مما يطرح تساؤلات عديدة تثيرها تلك المفارقة ، و يدفعنا ذلك للتساؤل إن كانت شعارات وبرامج وخطط القضاء على الجوع تلك مجرد أفيال بيضاء غرضها فقط الأستهلاك الأعلامي !؟ وما الذي يا ترى يجعلها غير فعالة في ارض الواقع ؟
يتوقف الأمر هنا على تحديد أسباب الجوع والفقر المدقع ، فما يتبادر إلى الذهن وما يظنه رجل الشارع البسيط هو أن الجوع لابد أن يكون ناتج عن عجز في الأنتاج فيبدو أن المُنتج من السلع أقل من أحتياج البشر ، ووجهة النظر تلك هي بالطبع التي تروجها الحكومات ، ولكن ما تحاول دائماً أن تخفيه وما يجهله رجل الشارع هو أن الجوع هو أحد اعراض النظام الرأسمالي الذي لا يمكن تجنبها إلا بهدم النظام نفسه ونستطيع أن نوضح الأساس الذي يقوم على هذا الأستنتاج في عدة معطيات مختصرة ،
فعلينا دائماً أن ندرك أن النظام الرأسمالي هدفه هو الربح وتكديس الثروة وليس سد الحاجة وأنه يعمل لصالح الأفراد وليس المجتمعات ، فعندما يدفع الرأسمالي بسلعة ما في السوق فأنه لا يبحث بها إلا عن الربح في المقام الأول والأخير ، وعلينا أن نعلم أن الربح لا يزيد بالضرورة مع زيادة الأنتاج ، فالأنتاج إذا زاد عن حد معين فسيتسبب في حدوث الكساد وهو أن المعروض من السلع سيكون أكثر من المُستهلك بسبب عدم توافر الأموال الكافية للطبقات المُستهلكة وضعف القوى الشرائية وبالتالي تتراجع اسعار السلع في الأسواق وبالتالي يقل فائض القيمة وتتراجع ارباح الرأسمالي بزيادة الأنتاج بدلاً من أن تزيد بزيادته وبالتالي يحاول الرأسمالي دائماً خفض انتاجه عند المعدل الذي يسمح له بتحقيق أقصى ربح ممكن مُعيقاً بذلك نمو الأنتاج و تطور قوى الأنتاج وهو ما يُطلق عليه كارل ماركس قانون الترابط الأساسي حيث تُعيق علاقات الأنتاج الرأسمالية تطور قوى الأنتاج لأن هذا التطور وما يصاحبه من زيادة في الأنتاج لا يحقق مصالحها وبالتالي تحاول جاهدة تجاهل التقنيات التي قد تُزيد من الأنتاج محافظة بذلك على على معدل الأنتاج منخفضاً وبالتالي أستمرار الجوع و الفقر ، ومن المعروف كيف تتخلص المزارع و المصانع في الدول الرأسمالية الكبرى من فائض الأنتاج من الأطعمة والأغذية ، فتلقى أطنان القمح في المحيط وجالونات الحليب في الصرف الصحي حفاظاً على ثابت سعر السوق بينما يموت ملايين البشر جوعاً ،
واضح لنا من خلال ذلك تهافت تلك الأدعائات الطوباوية بالقضاء على الجوع والفقر ، فوجود الغنى الفاحش يستلزم بالضرورة وجود الفقر المدقع ووجود البرجوازي يستلزم بالضرورة وجود البروليتاري ، فالفقر والجوع هي اعراض أساسية للنظام الرأسمالي لا يمكن تجاوزها ألا يتجاوز النظام بأكمله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟