الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يريد اسقاط النظام...! لكن هل يعرف الشعب ماذا يريد و هل تعرف النخب ماذا يريد الشعب...!؟

عمران مختار حاضري

2021 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الشعب يريد اسقاط النظام... !
لكن هل عرف الشعب ماذا يريد و هل عرفت النخب ماذا يريد الشعب !؟...
لا شك في أن الشعار الأكثر شهرة و الأكثر ترديدا في المدن و الساحات و هو عينه أكثر الشعارات جذرية و انتشاراً ...! لكن بات جليا بعد عشر سنوات على إندلاع الثورة في تونس أن هذا الشعار ينطوي على لغز سياسي بالغ الأهمية و التعقيد حيث لم يرتقي إلى تشخيصه و تجسيده لا الشعب و لا النخب...!
* الشعب المنتفض يريد تغييرا جذريا و لكن لم يعرف كيف السبيل الى هذا التغيير الجذري المنشود الذي يطال كلية المنظومة القديمة المتازمة التي اكتوى بنار سياساتها الاقتصادية والاجتماعية التي ذبحت مقدرته الشرائية و اعتدت على أسباب عيشه و لم يعرف كيف ينظم نفسه مسنودا بالاطياف التقدمية الناهضة و الديموقراطية الثورية في نواتات بديلة عن المنظومة تكرس هيمنتها البديلة في المجتمع و أجهزة الدولة حسب المفهوم الغرامشي بحيث يسقط النظام مع المحافظة على إستمرار الأجهزة الأساسية و الخدمية للدولة و هذا مرهون بقدرة الشعب و الأطياف التقدمية و الثورية على تحقيق هيمنة سياسية ثقافية مدنية مضادة لهيمنة الطبقة السائدة و النظام القائم و احيائها قبل أن تتلاشى في مرحلة الثورة المضادة... (و للتذكير هذا ما حصل في تونس لما ناورت إدارة باراك أوباما آنذاك من أجل تمكين الاسلامويين من السلطة و إحياء الجسور الممتدة بين الإدارة الأمريكية لسنوات والتي ساهم في تمتينها ما يسمى ب "مركز الدراسات في الإسلام و الديموقراطية" الذي كان يرأسه ر.المصمودي بأمريكا... و ذلك عبر سحب البساط من الثورة و "المجلس الوطني لحماية الثورة" و الإسراع بالعملية الانتخابية بالتنسيق مع بعض رموز المنظومة القديمة المدنية و العسكرية و بعث هيكل موازي فيما بات يعرف بهيئة عياض بن عاشور سيئة الذكر و التي هرولت لها كافة الأطياف السياسية و المدنية المتلبرلة إلا ما ندر و بالتالي تم التناور والتآمر على الثورة و كسر إرادة الشعب المنتفض في مراكمة وعيه و الالتحام بأصدقائه الحقيقيين المنتصرين له و لانتظاراته... و قتل الثورة في سقف ليبرالي انتخابي ملوث بالمال السياسي الفاسد و الدعم الإعلامي و اللوجستي و المنصات الالكترونية و بدستور جديد و "بدولة مدنية" تبعية عاجزة فاشلة، بين رواد الاسلام السياسي و حلفائهم من الحداثويين الزائفين... يسيرها صندوق النقد الدولي بالتنسيق الغير معلن مع "المعهد العربي لرؤساء المؤسسات" الذي تأسس في 1984 من أجل التوغل في النهج الاقتصادي النيوليبرالي و ما تسمى ب" اللجنة التوجيهية للاقتصاد" التي انبعث منذ 2014 في البنك المركزي و التي تشمل 16 عضوا بهدف صياغة البرنامج الاقتصادي 2016/2020 و الغريب وليس في الحقيقة بغريب أن من بين الاعضاء السفير الفرنسي آنذاك و المدير العام للخزينة العمومية الفرنسية و ممثل عن الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى وزير الاقتصاد والمالية آنذاك...!!! هذه العوامل و غيرها هي التي أفضت إلى هكذا أوضاع و أفرزت منظومة الاستبداد المنتخب العدوانية الغنائمية التقشفية الفاشلة التي حافظت بكل سماجة و إصرار، على نفس الخيارات القديمة المتازمة التي ثار ضدها الشعب و على نفس المنوال التنموي التبعي الريعي الخدمي البنكي خدمة لمصالحها و مصالح أقلية كمبرادورية رثة ...)...
* و نخب تقدمية انتصرت للثورة و ساهمت فيها من موقع متقدم لكن لم تكن جاهزة لقيادتها و اقتناص اللحظة التاريخية... ! و نخب أخرى تلبرلت حتى النخاع و أسقطت الثورة من اهتمامها و اكتفت بالرهان على السقف الليبرالي و إهمال الجانب الاقتصادي والاجتماعي و النشاط ضمن المربع المسموح به و بشروط منظومة الحكم و تحولت إلى مجرد معارضة انتخابوية و " علمانية" في أفضل حالاتها و نزعت عن جسمها الشوكة الثورية و كأن الثورة رديف*للفوضى" و " الهمجية"و نقيض للديموقراطية في حين أن الثورة هي أعلى مراحل الديموقراطية ... ! و تناست أن نظام بن علي الذي ثار ضده الشعب لم يكن نظاماً دينياً و أن الدولة المدنية في ظل التبعية لا تختلف جوهريا مع الدولة الدينية في طابعها الطبقي و اعتمادها السياسات التبعية النيوليبرالية و الخيارات الكبرى التقشفية العدوانية بحق الشعب و الوطن و لو اختلفت زوايا النظر...!
* وبالتالي الثورة لم تنته ولن تنتهي إلا بتحقيق مطالبها و هي مستمرة رغم حالات السكون و تعثر المسار... وهي بحاجة ماسة إلى احيائها و عدم إخماد الصراع الاجتماعي و حرفه عن جوهره الحقيقي و قيادة منظمة قادرة على تاطيرها و تنظيمها و حمايتها في كافة منعطفاتها و توحيد طاقاتها الذاتية و تصحيح مساراتها حتى إدراك التغيير الجذري المنشود شعبيا في إسقاط المنظومة الحاكمة و الاستعداد الفكري و السياسي و التنظيمي لتوجيه طاقة الاحتجاجات صوب التغيير الجذري المنشود شعبيا خارج التخويف من" إنهيار الدولة"و السقوف المنخفضة و التسويات و المبادرات الحواراية و الحلول الترقيعية الهشة و الشعارات الضبابية الهلامية الشعبوية... !
* الشعب يريد تغييرا جذريا لتحقيق مطالبه الاقتصادية والاجتماعية أساساً التي ثار من أجلها، نتيجة أوضاعه المعيشية المزرية والتي لا سبيل إلى تحقيقها إلا خارج منظومة الاسلام السياسي و شركائهم في الحكم من أدعياء الحداثة المشوهة الزائفة فالشعب وصل إلى حالة غير مسبوقة من الاءفقار و التجويع و التهميش بما يجعله يحتاج ربما إلى " الوجود البيولوجي" قبل أن يتقبل " الوجود الأيديولوجي"...!
* كل ثورة تفرض منتهاها و منتهاها في الفوز بالحكم...
10/1/2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا