الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التعقل إلى حد الطائفية
مفيد عيسى أحمد
2006 / 7 / 21مواضيع وابحاث سياسية
( صراع الطوائف ) هي النظرية التي قال بها العاهل الأردني مستلهماً نظرية صراع الحضارات و ذلك بما يتناسب مع وضع المنطقة و التشكيل الطائفي فيها فخرج إلينا بمقولة الهلال الشيعي و أيده بذلك وزير الخارجية السعودي. و حكيم مصر.
و أتت الحالة التي تدحض ما ذهب إليه مؤكدة الحالة القومية و التضامنية و هي أسر جنديين إسرائيليين من قبل حزب الله و هي لا شك كان يمكن أن تخفف عن الفلسطينيين الكثير لو تيسر لها المؤازرة السياسية من الأنظمة التي هالها ذلك البعد من الشجاعة و الجرأة الذي لن تحوزه يوماً فتمسك بأهداب الحكمة مستهجنةً المغامرة.
كما أسلفنا كان يمكن أن تساهم هذه المعركة في تضييق الفجوة بين أبناء العراق أيضاً و تساهم في عودة الثقة و ترسيخ مفهوم الوطن مكان الطائفة، لولا ذلك الفرز الغريب التي عمدت إليه الأنظمة العربية.
حزب الله و حركة حماس من أبرز الحركات الإسلامية التي نحت بفرض الجهاد منحى أيديولوجياً عصرياً و إن كان حزب الله فاق حماس في ذلك تنظيمياً و فعاليةً و ذلك بفعل موقعه الجيوبولكتيكي و اللوجستي و ذلك كونه خارج السيطرة الصهيونية و على اتصال مع الداعمين له.
فرض الجهاد الذي يعتبر من الفروض الأساسية في الإسلام، يشكل عماد التنظيمات الاسلاموية التي قامت على أساس ديني ( سني و شيعي ) لكن الفرق بين هذه التنظيمات في الذهاب بهذا الفرض باتجاه الغيبية و بالتالي التعامل مع الواقع السياسي على أساس تكفيري حدي ينأى بالخطاب السياسي لهذه الحركات عن الوطنية و يجعلها أقرب ما تكون إلى الناطق باسم الغيب و الحاكم باسمه.
حزب الله استطاع التوفيق بين الموروث الديني و الحضاري الإسلامي و بين متطلبات أهدافه و العصر فالحزب بغاية الضبط، و هو يملك كادراً علمياً عصرياً خبيراً و هاماً فمعاركه مع الكيان الصهيوني لا تقتصر على الجانب العسكري بل تتعداه إلى الجانب الثقافي و الإعلامي من التلفزيون إلى الانترنت التي خاض عبرها مع مواقع اسرائلية مساجلات عدة، و الجانب العلمي التكنولوجي في تطويره و تعامله مع المعدات العسكرية و هو أمر لا يمكن أن يتم بدون إفساح المجال أمام العامل الذاتي مع الحفاظ على إطار الانضباط و التعامل مع معطيات الواقع بما تتطلبه وليس بمرجعية غيبية.
لقد وصل حزب الله لدرجة من التنظيم و الفعالية و الضبط و التأثير تتمنى أن تصل إليها أي دولة عربية و هذا يبدو مستحيلاً مع استمرار الأنظمة العربية الموجودة، و هو يلقى محاولات هدامة من قبل هذه الأنظمة، التي استولدت نظرية صراع الحضارات لهتنغتون ليظهر مفهوم صراع الطوائف، ألم يحذر العاهل الأردني ( ما معنى كلمة عاهل..؟ يمكن أن يكون بطريكا ) من المد الشيعي.؟
كذلك نجحت حركة حماس في بناء قوة عسكرية منضبطة و استقطبت الكثير من الكوادر العلمية و الوطنية مركزة ً على مفهوم الوطن و المواطنة يرفد ذلك فرض الجهاد، بما لا يتناقض مع الوحدة الوطنية و قبول الآخر، و هي نجحت شعبياً و هو ما وضح في الانتخابات .
كان ممكن أن يكون ذلك التضامن مثالاً يحتذي و ينظر إليه من منطلق وطني و قومي شامل، لكن ذلك لم يعجب الأنظمة العربية.
على ماذا يراهنون..؟ على عودة نبوخذنصر أم على تفكك اسرائيل إلى يهودا و السامرة؟
بالتأكيد لا يراهنوا على شيء بل ربما على استمرار هذه الحالة المائعة الراكدة و التي تبدو فيها المنطقة ممسوحة حتى أنه يمكن القول هناك كذا مليون نسمة هم بشر لكنهم في حالة معدومة من الفعالية ، إنها الحكمة و التعقل إلى حد الخنوع .
ربما ما حدث مغامرة و سبق أن قيل ( فإن غامرت ففي شرف مروم )
قد يكون ما حدث مغامرة ..لكنها بالتأكيد في غاية الشرف. مهما كانت النتائج...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد
.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان
.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع
.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار
.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ