الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحثُ عَنْ مَسارِ جَديدِ تُشرقً فِيهِ شُمسُ الإنسان في ربوع الوطن

عادل محمد العذري

2021 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لم يعد الإنسان اليمني ،أسير واقعه المؤلم ، بكل معطياته القاتله والمقيدة له باسوار الحياة الخانقه لأنفاسه ،والكابحه لحركته في تحقيق كينونته الفعلية في العيش بحرية وكرامة على تراب وطنه .حتى لا ينطبق القول عليه بذلك التساءل
المفرط في الحسرة والندم ،هل أتى على الإنسان اليمني حين من الدهر لم يكن شئ مذكورا؟ ! كما لم يعد اسير قطب فكر مذهبي أو تيار سياسي تشكل بعوامل الزمن على خارطة الوطن ،بفعل وحركة تلك التيارات التى نشئت بعيدا عن محيط الوطن ،وانتجت أنماط منه داخلية بين أسواره على مر الزمن والتاريخ .كي يصبح دوره هو إعادة وإنتاج ذاك التيار بشكل تام أو ناقص مهما كانت مبرارته التي يستند عليها. ولن نبالغ في القول- رغم عتمة الدرب ووعورة المسلك ، وضبابية الواقع،وتعقد وتشابك العوامل التى تتحكم به. أن يفتش الإنسان اليمني، عن مسار شعاع يبدد عوامل تلك الظلمة ،وينير معالم الدرب له، فينجو من كبوته ،ويستفيد من الواقع الذي تماها به ومعه. يقوم على نقد العقل اليمني، ذاك العقل الذي أسس وأنتج لنا الفكر المذهبي أو السياسي ،بملامحه الدينية أو الأيدلوجية ، فكانت مقدمات لكل النتائج التي يعيشها الإنسان اليمني في واقعه اليوم. نحن بحاجة ماسة لنقد وتحليل والبحث عن تلك الأسس التى شكلت الوعاء الفكري للعقل اليمني المنتج للفكر المذهبي والفكر السياسي ،هدفها الكشف الجوهري عن الشروط وإلأمكانيات التاريخيه والإجتماعية والسياسية ،لمعرفة كيف تمكنت أفكار من الظهور والتغلل في واقع البئية اليمنية ،لِتحدث أثرها بذلك التاثير الفاعل . تلك مهمة يثقل حملها من قبل فرد ، بقدر ما تمثل جوهر مشروع إستراتجي وطني ، تلتف حوله كل كوادر البلد الفكرية ، ويرفدها راس مال وطني لدعم ذلك المشروع ، من أجل خلق بئية إقتصادية آمنة، وتنمية مستدامة تحمي راس المال الوطني، وهي تكلفة أقل بكثير مما تم دفعه خلال السنوات المنصرمة بتداعيات الأحداث والحرب ، ورحيل أغلبهم عن تراب الوطن. فهل يِعِ أصحاب راس المال ضرورة تلك المهمة والتضحية في سبيلها ؟ وانها فوق طاقة كل مجهود فكري إحادي ،بقدر ما يمثل كل خط من خطوط المشروع حاجته إلى مؤسسة مستقلة تنجز جزء من مهام ذلك المشروع. في ثقافتنا اليمنية خاصة – وهي جزء من ثقافة عربية - المسورة بحدود الفكر الديني أو الأيديلوجي السياسي ، علينا إعادة التوجيه من التركيز على مفهوم الأنسنة ، ذلك المفهوم الذي يجعل الإنسان هو القيمة المركزية ،فتعمل على تحريره وصون كرماته ،وتعمل على إعادة بناء العقائد المستنده للفكر الديني والأيدلوجيات السياسية التى تتجاذبه الأطراف السياسية وتعمل على قولبته، بعيداً عن قيمته المركزيه في إطار المجموع. وتوجيه الدراسات الإجتماعية نحو ذلك المحور – الإنسان- ليتولد لدينا إنسان حرٌ متميز ، ينعم بالعدالة والحرية والكرامة . فيتكون مجتمع العدل والمساوة ،كثمرة نهايئه لذلك البناء الجديد . بعتباره كاين عاقلاً حُراً ، ليتجاوز كل العوائق التي تكبح جماح حركته في خلق المجتمع ذات الصبغة الإنسانيه الذي يحقق إنسانيته. بعيدا عن كل علاقات له بنص ديني ،يجعله اسير له أو فكر سياسي يعمل على قولبته أو فكر إجتماعي يعمل على تضليله . وقد تكون بوادر تلك الحركة تعمل على إعادة بعث الموقف الإنساني ،بكل أبعاده ،بإعتباره موقف عقلانياً وتنويري ، يتضمن أسس العيش المشترك ومبدء الحياة للجميع ،والثروة ملك الجميع وحتى يتم تجاوز ما هو كاين لِمن ينبغ أن يكون نشير ،لبعض مسلمات ذلك الواقع الإنساني.على مستوى الصعيد السياسي والسلطة السياسية: لا يوجد حق إلهي في إمتلاك السلطة السياسية ، لا توجد علاقة توسط بين الله والإنسان ،تمكن الملك أو الحاكم أو السلطان من رقاب العباد والتحكم بهم ، والعبث بثرواتهم،بذريعة نص مقدس يصنع ماهية الإنسان وتحدد له عوامل الطاعة والخضوع للحاكم ,وإتباع ما يصدر عنه ،فيسلم له إرادته ،ويتبع أوامره ونواهيه ،ولا يستطيع أن يسائله ، وكأنه محور الكون وهو نقطة البداية والنهاية ، وعلى الإنسان أن يسير كما رسم له وحدد . كما في الوقت نفسه لا يحق لجماعة حزبية بعينها ،إمتلاك مصدر السلطات بعيدة عن الشعب ،ودوره الفاعل من خلال المؤسسات التى يقرر سيادتها عبرها ومن خلالها. فالحاكم أو السلطان ، ليس ممثل لله ،بقدر ما هو ممثل للشعب وخادم له ،ويعمل على تنفيذ ما يقرره الشعب الذ ي يرتبط به. على مستوى الصعيد الإجتماعي: ينبثق الموقف الإنساني ،من الأعتراف بالتعددية المذهبية والسياسية والثقافية ،كأساس وصفة تحمي الجميع في سياج عام ، وليس على تكوينات جماعات دينية أو سياسية أو فكرية مغلقه على ذاتها ، تعتقد بأنها على صواب وتحتكر الحقيقة لذاتها، وان غيرها على باطل ، وان شروط وجودها وبقايئها واستمرارها، رهن باندثار وعدم بقاء غيرها، وهكذا تنحصر رؤية الواقع لديها من زاويتها الخاصة،ولاتنظرإليه من عدة زوايا مختلفة. تلك الثقافة التى انتجها العقل – اليمني- كانت ثمار نتائجها ما نعيشه اليوم ،بكل أبعاده المختلفة سواء كانت دينية أو سياسية أو فكرية. هيئة مناخ لكل المشاريع الخارجية والداخلية تستثمر فيها كيف تشاء على حساب المصلحة الوطنية العليا للشعب والوطن. مِمّا يحتم علينا إعادة النظر بإنتاج ثقافة تعمل على تحرير الإنسان ،وإعادة بناء أنماط وعقائد ذات صبغة دينية أو سياسية - تستند على أساس إنساني وطني جمعي- تعمل على تحقيق العدل والمساوة ،ليعيش فيه الإنسان حرً كريماً عاقلا ،كما تميز بالعقل عن كأفة مخلوقاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص