الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسادة التيه

اخلاص موسى فرنسيس
(Eklas Francis)

2021 / 1 / 13
الادب والفن


******
لم يكن لطيفاً، وإن ألف الروض، زهره لم يجعله أحسن الناس ولا أكثرهم تهذيباً، وإن جاور الأنهار. تقول أناي: أنا أيضاً لست أحسنهم لا دلالة على أنّي تعودت الغياب، ولا دلالة على هوية الحديث الذي يتوالد من فوق ألسنة الارتباك ، تعويذة السفر، كلانا يجمعنا الريح واليوم والعوالم الخفية، كلانا يجمعنا الصمت، تتلهّى بنا حجارة المدن العالية، تحجرنا حتى عن نفوسنا، وإن كنا نستطيع رؤية العشب الأخضر والبرتقال وقباحة الطرق الفارغة، وسؤال يربك العصفور الراحل على أسوار الحدائق، يبحث عن ثمرة حياة، يقلبها ورقة ورقة، يصفّق بأجنحته، وحين يقطفه الحنين يرشف من البنفسج قبلة، يدخل في وحدته، يعقد قرانه على موسيقا شهية تنبثق من بين طيات الليل، يصغي إلى صدى رسائل حية أمست هزيلة.
البئر عميقة، والنهر يرتجف في مسيره، وعلى حافته يقيم اللا شيء المتناثر، يمدّ عين تائهة بين بيوت النائمين في أحلام اليقظة، يصطنع ألوان العشق من الأواني الصدئة، يخلي زنزانة الآن، يطلق فوضاه، يحتسي الشعر مع قهوة المساء حين يزداد عبوس الشفق، يرى، ولا يُرى، يدندن، يجمع جريدة أمس تحت إبط المساء، وينام على وسادة التيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا