الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغيير قواعد اللعبة؟ فليكن --- بيان

التجمع الشيوعي الثوري

2006 / 7 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


بيان
تغيير قواعد اللعبة؟ فليكن
الخميس 20 يوليوز 2006
التجمع الشيوعي الثوري

عبر السعي لإبادة عدد كبير من المدنيين العُزَّل، وتدمير البنى التحتية التي سبق أن دُمِّرت مراراً، مدفِّعة ً الشعب اللبناني كلفة متكررة وغالية جداً، تريد الحكومة الصهيونية الحالية، في ردها على عملية «الوعد الصادق» التي نفذها أخيراً مقاتلو «حزب الله»، تغيير قواعد اللعبة مع هذا الشعب، كما تقول. وهي لا تعتمد في ذلك على قدرتها العسكرية الخارقة وحسب، بل أيضاً على تواطؤ رسمي عربي وعالمي مشبوه، ومفرط في الوقاحة والسفالة المخزيتين. وهو تواطؤ تمارسه الحكومات المختلفة في أوروبا وأميركا، بوجه خاص، ولكن أيضاً الحكومات العربية، وعلى رأسها المملكة السعودية، التي حمَّلت المقاومة الإسلامية «المسؤولية الكاملة» عما رأت فيه «مغامرات غير محسوبة»، معتبرة أنه «يقع عليها وحدها عبء إنهاء الأزمة التي أوجدتها»!! علماً أنه الموقف المدان نفسه تقريباً الذي عاد فاتخذه كلٌ من الرئيس المصري مبارك والملك الأردني عبدالله الثاني في بيان مشترك لهما.

--------------------------------------------------------------------------------

وهو واقع مفتوح على احتمالات كثيرة، ويستدعي التوقف أمام التصورات والاستنتاجات والتوجهات التالية:

أولاً: لم تكن عملية «الوعد الصادق» صاعقة في سماء صافية. فعدا واقع الانتهاك اليومي، بحراً وجواً، للسيادة اللبنانية من جانب إسرائيل، وأن ثمة في السجون الإسرائيلية العديد من الأسرى اللبنانيين، ناهيكم بعشرات الشهداء الذين لم تسلَّم جثامينهم إلى ذويهم، تواصل إسرائيل منذ أسابيع طويلة دك قطاع غزة، وقتل المدنيين الفلسطينيين واغتيال النشطاء والمناضلين، سواء في القطاع المذكور أو في الضفة الغربية المحتلة، بحجة استرجاع الجندي جلعاد شاليت الذي سبق أن أسرته منظمات فلسطينية عند حدود القطاع، بهدف المبادلة بأسرى في السجون الإسرائيلية.

والعملية الأخيرة التي نجح مقاتلو حزب الله خلالها في أسر جنديين إسرائيليين، والتي تقابل بموقف رسمي عربي مخجل، هو نفسه الذي سبق أن قوبلت به العملية الفلسطينية، تشكل، في الواقع، حركة التضامن المضيئة الوحيدة، تقريباً، مع نضال الشعب الفلسطيني، ولأجل التخفيف من آلامه ومآسيه، في الوقت نفسه الذي تعبر فيه عن الوفاء لقضية الأسرى اللبنانيين ورفاقهم الفلسطينيين والعرب في الزنازين الصهيونية.

ثانياً: إزاء ما تميزت به هذه العملية التي استهدفت جنوداً على وجه الحصر، من نبل وشهامة وحرص على الكرامة الوطنية والإنسانية، لا يسعنا إلا أن نلاحظ مدى البؤس الذي تطالعنا به أبواق اليمين المحلي المرتبط بالإمبريالية العالمية، والحريص على تحاشي أي شكل من أشكال المواجهة مع إسرائيل، والمتشبث فقط بمصالحه المادية البحتة، وبمليارات دولارات السياحة التي كانت مرتقبة في هذا الصيف. وهو البؤس الذي عبرت عنه تصريحات العديد من رموز ما يسمى جماعة 14 آذار، وبوجه أخص رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وبيانات حكومته. وهي تصريحات وبيانات لا تكتفي بالتنصل من أي تضامن مع العملية، بل تُشتـَمُّ منها الإدانة شبه الصريحة لها وللقائمين بها، داعية إلى استكمال الجيش سيطرته على مجمل الأراضي اللبنانية، مع ما يعنيه ذلك من نزع ٍ لسلاح المقاومة، وإنهاءٍ لدورها في مواجهة الاحتلال، وتنفيذٍ للمتبقي من بنود القرار 1559. وذلك في الوقت الذي يحتاج فيه البلد إلى أقصى التضامن والوحدة في وجه الحرب الطاحنة التي تشنها إسرائيل على الشعب اللبناني. إنها القصة نفسها تتكرر منذ آلاف السنين، قصة حصان طروادة الذي يتأهب للانقضاض في اللحظة المناسبة لاستكمال قلب الموازين السياسية والاجتماعية والاقتصادية لصالحه ولصالح أسياده في الخارج. وهو ما يستوجب السعي الدائب لتجميع أكبر جبهة سياسية وشعبية متضامنة مع العمل البطولي الذي حققه مقاتلو المقاومة، ولأجل الحيلولة دون الرضوخ للضغوط المحلية والعربية والعالمية، ورفض تسليم الجنديين الأسيرين إلا وفقاً للشروط التي كان أعلن عنها الأمين العام لحزب الله، وإحباط الأهداف التي تتوخاها إسرائيل من حربها الراهنة، بما يعمِّق المأزق الذي تورطت فيه، ويمهِّد لما توقعه المعلق العسكري في جريدة هآرتس الإسرائيلية، زئيف شيف، «في حال خسرت إسرائيل في هذه المواجهة»، قائلاً إنه ستتغير بذلك «مكانتها الاستراتيجية والعسكرية في المنطقة، وسيهتز ردعها حيال قتال العصابات والسلاح الصاروخي».

ثالثاً: إن قدرة إسرائيل الحالية شبه المطلقة على مواصلة تدميرها للمنشآت الحيوية والبنى التحتية، وعلى اقتراف المجازر البشرية الواسعة، ناتجة بوجه خاص، من غياب المضادات الفاعلة لطيرانها العسكري. وهو ما يستدعي السعي، منذ الآن، وبشتى الوسائل، لأجل توفير هذا النوع من السلاح، ولا سيما عبر القوى الصديقة في العالم.

رابعاً: لن تكون المعركة الحالية هي الوحيدة التي ستجد جماهيرنا نفسها مضطرة لخوضها في وجه العدوان الإسرائيلي، ومن ورائه حلفاء إسرائيل في الغرب الإمبريالي، بوجه أخص. وهو الأمر الذي يستدعي فوق كل شيء تجاوز الطابع المذهبي البحـت للمقاومة الراهنة، نحو استعادة طابعها الوطني الشامل، وذلك عبر انخراط أوسع القوى الوطنية والتقدمية مجدداً في العمل المقاوم، بالتفاهم والتنسيق العميقين مع المقاومة الإسلامية.

خامساً: وبخصوص الشكوى أمام الأمم المتحدة، وأياً تكن حقيقة موازين القوى ضمن مجلس الأمن، والهيمنة الأميركية شبه المطلقة فيه، ينبغي أن يتمسك لبنان بمطلب الوقف الفوري غير المشروط للعدوان الإسرائيلي، من جهة، والدعوة، من جهة أخرى، إلى اتخاذ القرار بالتعويض الكامل من جانب إسرائيل عن الخسائر البشرية والمادية المترتبة على هذا العدوان.

سادساً: هذا وثمة حاجة قصوى للرد على الموقف العربي الرسمي المتخاذل والمتواطئ، ولا سيما على الموقف السعودي الفاقع في عدائه للعمل المقاوم، وفي تضامنه العملي مع الهجمة الإسرائيلية، بدعوة الجماهير العربية، في شتى أقطارها، للنزول إلى الشوارع، والتعبير عن سخطها الشديد وإدانتها لمواقف حكوماتها، وعن تضامنها الجدي مع مقاومة الشعبين الفلسطيني واللبناني للاحتلال والعدوان الصهيونيين.

على أن تطور تحركها هذا لإجبار الحكومات المصرية والأردنية والموريتانية على سحب اعترافها بإسرائيل وقطع علاقاتها بها بالكامل، ولإكراه الحكومات الأخرى الداخلة في أشكال شتى من الروابط والتفاهمات وأعمال التطبيع مع إسرائيل، على وضع حد نهائي لها.

والموقف من تخاذل الحكومات العربية يجب ألا يوفر النظام السوري، الذي اكتفى مسؤولوه إلى الآن بالمساندة اللفظية الفارغة، من دون تقديم أي دعم فعلي مباشر للشعب اللبناني في المواجهة الضارية التي ينخرط فيها.

سابعاً: إن المعركة مع إسرائيل هي جزء لا يتجزأ من المعركة ضد كل قوى البغي والهيمنة والطغيان. الأمر الذي يستوجب، انطلاقاً من هذا الفهم، دعوة أحرار العالم وقواه المعادية للعولمة الرأسمالية والحرب لأجل التضامن الجدي والفاعل مع الشعبين اللبناني والفلسطيني، وضد إسرائيل والصهيونية العالمية، والحرب الراهنة التي يقودها جنرالات تل أبيب. وهي حرب يمكن أن تكون المدخل إلى مفاقمة المأزق الدموي الذي تنخرط فيه دولة الاغتصاب والاحتلال والعدوان، وإلى بدءِ مسيرة النهاية بالنسبة إليها، وذلك بقدر ما يمكن أن تتشكل أيضاً جبهة عالمية حقيقية مساندة للشعبين ونضالهما لأجل التحرر والسيادة والسلام العادل. وبهذا المعنى، يمكن أن تتغير قواعد اللعبة حقاً، ولكن هذه المرة لغير صالح إسرائيل!

التجمع الشيوعي الثوري

15/7/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف