الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوضوح وصراحة... عن المطلوب

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2021 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية




إن الصراع بيننا وبين الصهيونية ليس صراعاً بين أديان أو أجناس أو عقائد، وإنما هو - بالمعنى الراهن والاستراتيجي- صراع عربي جماهيري ضد التحالف والوجود الامبريالي الصهيوني وحلفاؤه؛أنظمة التبعية والتطبيع والعمالة، تلك هي حقيقة الصراع الموضوعية على الرغم من الوضع العربي المنحط الراهن، إذ أن الكيان الصهيوني لن يصبح جزءاً من نسيج المنطقة العربية وسيظل كياناً مغتصباً عنصرياً وعدوانياً في خدمة المصالح الإمبريالية الأمريكية ، ما يعني ضرورة التمسك بهذه الرؤية على الرغم من أحوال الضعف والتشرذم والتفكك والانتهازية التي أصابت أحزاب وفصائل حركة التحرر العربية من جهة، وعلى الرغم من أن "دولة" الكيان الصهيوني بدعم إمبريالي، استجمعت كل مصدر من مصادر القوة وسخّرت لأغراضها وأطماعها كل مركز نفوذ لها في أنحاء العالم، وفي مثل هذه الأوضاع، وبالتالي فإننا - مناضلين عرباً وفلسطينيين -لن نفوز على أطماع الصهيونية والقوى الإمبريالية؛ إلا بقدر ما نحقق من مكاسب نهضوية ديمقراطية وثورية: سياسية واقتصادية واجتماعيةوتكنولوجية وثقافية في ميادين كفاحنا داخل بلداننا عبر مواصلة توعية الجماهير وتحريضها وتنظيمها؛ تمهيداً لمراكمة عوامل نضوج الثورات الشعبية الهادفة إلى إسقاط أنظمة الخضوع والعمالة والتطبيع والتخلف وتحقيق برامج الثورة الوطنية الديمقراطية بقيادة أحزاب الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء في كل أقطارنا العربية برؤية قومية ديمقراطية تقدمية واضحة، أي إننا سننتصر بقدر ما يكون نضالنا نضالاً ثورياً تقدميا عربياً مشتركاً، ونضالاً ذاتياً في سبيل الإنشاء القومي والتجدد الحضاري…
إن مجرد الحق في عالم اليوم لا يكفي، إذا لم تدعمه قوة الردع العسكرية والاقتصادية والاجتماعية الشعبية.. وطالما أن عوامل الاستنهاض الثوري الذاتي، في مجمل أحزاب اليسار العربي، باتت اليوم في حالة شديدة من الضعف والتراجع، وغير مؤهلة –حتى اللحظة- لمجابهة أنظمة وقوى الاستبداد والتخلف والتبعية، مما وفر بالتالي فرص تراكم عوامل الأزمة البنيوية الشاملة فيها، لذلك، فإن رسم أو وضع تصور لمغادرة الأزمة وتجاوزها، يجب أن يبدأ أولاً عبر المراجعة النقدية لكل مكونات الخطاب السياسي وآليات العمل التنظيمي والكفاحي والمطلبي، طوال العقود الأربعة الماضية. كما أن عملية التصدي للوضع المأزوم، والارتقاء بالعامل الذاتي كعقل جمعي، تتطلب توفير عنصر الوحدة الجدلية بين الوعي والممارسة، خاصة وأننا نعيش اليوم، أمام نتيجة مفزعة تتجلى في هذه الهوة المتزايدة الاتساع بين الجماهير من ناحية، وأحزاب اليسار العربي من ناحية ثانية، وهنا تتبدى الحاجة إلى إثارة وتفعيل عملية النقد الذاتي البنَّاء، الذي يستند إلى الحاجة الموضوعية الضاغطة، لتجديدها وإعادة بنائها، عبر ممارستها لعملية التقييم والمراجعة المنهجية العلمية القاسية لكافة برامجها وسياساتها ورؤاها الأيديولوجية، وصولاً إلى التطبيق الخلاق لهذه الأسس على ضوء المتطلبات والضرورات الراهنة والمستقبلية للواقع الخاص في كل بلد عربي على حدة، دون أي انفصام عن الهدف الاستراتيجي في تحقيق المشروع النهضوي التوحيدي الديمقراطي العربي .
وعلى هذا الأساس، فإننا ندعو إلى البدء في تفعيل عملية الحوار والبحث، -بكثير من الهدوء والتدرج والعمق- بهدف إيجاد آلية حوار فكري من على أرضية الحداثة والماركسية، حول كل القضايا السياسية والاقتصادية والمجتمعية القومية والإنسانية، بما يخدم ويعزز الدور الطليعي -الراهن والمستقبلي- لقوى اليسار الماركسي العربي، رغم كل الصعوبات والتعقيدات التي تفرضها الهجمة العدوانية الصهيونية الإمبريالية على شعوبنا من جهة، ورغم ما يعتري هذه المرحلة من ادعاءات القوى الليبرالية الهابطة تجاه ضرورات الماركسية وراهنيتها من الجهة الأخرى...الأمر الذي يفرض على قوى حركة التحرر العربية التقدمية أن تبدأ بعملية الاستنهاض الذاتي للخروج من أزماتها، واثبات وجودها ودورها في أوساط جماهيرها في كل قطر عربي أولاً، عبر برامج سياسية ومجتمعية تستجيب لمنطلقات الثورة الوطنية التحررية الديمقراطية بارتباطها المستقبلي الوثيق بالثورة القومية الديمقراطية الوحدويةضد التحالف الإمبريالي والوجود الصهيوني والقوى الرجعية والطبقية وكافة قوى الاستبداد والتبعية والتخلف في وطننا العربي، بما يوفر أداة ورافعة نهضوية ديمقراطية تقدمية وثورية تسهم بدورها التاريخي الراهن في تجاوز الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التابعة والمتخلفة والمأزومة صوب تحقيق مهمات الثورة القومية الديمقراطية والمشروع النهضوي العربي على طريق المجتمع العربي الاشتراكي الموحد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يثرب اول امارة عربية مطبعة
ابراهيم الثلجي ( 2021 / 1 / 15 - 12:35 )
تحية للاخ المفكر غازي
ليس جديدا ان يدرس الناس خواص وطبيعة عدوه الذي اعتقد البعض انه مجرد خصم وبشروا بالشراكة معه ليقال له بعدها ابو شريك
اعطيك استنتاجاتي من دراسة طويلة لادبيات العدو
انه لم يترك ملة او مذهب او ايديولوجيا في العالم الا وكان عدو لها
يتكلمون ويصرون على السمو العرقي بالرغم من اثبات المختبرات العلمية تفاهة هذه الخرافة
الصهيونية كانت فسوق وعدم ولاء تقليدي للكهنوت الديني اليهودي وخروج من نظام حارة اليهود ذلك الكيان الذي ميز معظم العواصم المزدهرة من ولاء وشراكة مصلحية مع الامبراطور وتامر معه على شعبه وكادحيه ابتداء مع امارة يثرب العربية اول مطبع وشريك لليهود اقتصاديا قبل امارات بن زايد وحمد ونهيان النهيان
يثرب ذلك الاسم المشتق من التثريب وهو التقريع والتفضيح اي مدينة الفضائح قل مثل لاس فيغاس او ساوباولو في البرازيل حيث ازدهرت تجارة شلة ترامب من ابستين تاجر القاصرات وشيلدون اديلسون ملياردير الكازنوهات
المهم لما فشلت دعوى التفوق البيولوجي اتجهت الصهيونية لصناعة تفوق سلوكيا
وهذا سبب ما يعانيه الناس من افساد وتناحر داخلي وعبادة للمال وتقديس للفرقة والانقسام


2 - نظام داخلي للشعب
ابراهيم الثلجي ( 2021 / 1 / 15 - 15:47 )
اسمح لي مرة اخرى
فاننا بحاجة لنظام داخلي موحد ومتين وليس كما نحن متوهمين طيلة الماضي لبرنامج سياسي 100 سنة كانت غير كافية لصياغته
سيقول قائل لا يمكن ان نتقيد بنظام داخلي واحد وموحد
ساقول له بعد مرمرة الزمان اذن لا يمكن ان نكون شعبا واحدا حسب التعريف العالمي لتسمية شعب
لنلج الى حقيقة ان المشكلة ليست في البرنامج السياسي انما لا نظام داخلي لهذا الاطار الشعبي
لذلك كل يغني على ليلاه
واختصرها الشاعر المصري بعد ثورة يناير بفصيدة وشعر
انتم شعب واحنا شعب لتعبر عن واقع مرير هو مصنوع لغاية وليس نتاج فوضى السلوك
كي لا نصل يوما لصياغة او اتباع برنامج وطني

اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا